تعاود مليشيا “الحرس الثوري” الإيراني المسيطرة على أجزاء كبيرة من  الريف الشرقي لمحافظة ديرالزور (شرق سوريا)، تحديها للجهات الحكومية والأجهزة الامنية التابعة لها، من خلال تكرار تجاوزاتها وانتهاكاتها بحق المدنيين، حيث أقدمت خلال اليومين الماضيين على مصادرة أكثر من 17 مضخة مياه، تعود ملكيتها لمزارعين في المنطقة.

مصادر أهلية من ريف الميادين، أفادت لـ “الحل نت” أن “دوريات تتبع لمليشيا الثوري الإيراني، استولت أمس  الخميس، على سبعة مضخات مياه، تستخدم لري  الأراضي الزراعية  بالقرب من باستين حج قبين في مدخل المدينة، بحجة وقوعها في مناطق أمنية تابعة لهم”.

سرقات مُشرعة

أحد المزراعين، فضل عدم الإفصاح عن اسمه لأسباب أمنية، تحدث لـ “الحل نت” قائلاً إن “المليشيا سلبته مضخته التي يمتلكها منذ أكثر من 15 عاماً، بحجة وقوعها على تماس مباشر من مقر لهم بالقرب من جسر المدينة القديم”.

وأضاف أنه “عند مراجعته لنقطة الحرس القريبة من أرضه، لسؤالهم عن المضخة، لم يسمحوا له بالدخول، وطلبوا منه أن ياتي بأوراق تثبت ملكيته لها، لكي يسمحوا له بمقابلة الضابط المسؤول عنهم”.

يتابع  المصدر ذاته، أنه “لايملك أي أوراق ثبوتية، لأنها فقدها خلال نزوحه عن المدينة فيما مضى، وهذا حال معظم المزارعين”، لافتاً إلى أن  “جميع أهل القرية يعرفون أن المضحة تعود له، لكن بدون فائدة”.

وحال أم محمد (اسم مستعار) لإحدى المزارعات في المنطقة، أفادت لـ “الحل نت” أن “المليشيا أخذت مضختها، بدون أي سبب، وبذلك لن تتمكن  من سقاية أرضها، التي تُعد بمثابة مصدر رزق أساسي لها ولعائلتها بعد وفاة زوجها”.

وأشارت إلى أنها “تقدمت  بشكوى إلى الشرطة المدنية التابعة للحكومة، وإلى أمن الدولة أيضاً، إلا أن كلاهما، لم يتدخل، سوى طلبوا منها تقديم دليل يثبت ملكيتها للمضخة لقيادة الحرس الثوري”.

   سلب أرزاق الأهالي 

مصدر مقرب من الحرس الثوري الإيراني، فضل عدم الإفصاح عن اسمه لسلامته الشخصية، يقول لـ “الحل نت” إن “ماتقوم به مليشيا الحرس من مصادرة مضخات المياه، ليس بالأمر الجديد، فقد عمدت على مصادرة أكثر من 30 مضخة مياه في مدينة البوكمال ونواحيها قبل شهر، وتهريبها إلى العراق لبيعها هناك”.

موضحاً  أن “المليشيا تعدها تجارة رابحة، ومصدر رزق لها، وتبرر سرقاتها لأرزاق الأهالي ، بأسباب عدة منها، وقوع الأراضي الزراعية والمضخات التابعة لها، ضمن  مناطق يمنع على المدنيين الاقتراب منها، بدون أي تدخل من قبل الجهات الحكومية”.

مزراع من ريف البوكمال قال لـ “الحل نت”  إنّ “عناصر من الثوري الإيراني،  صادروا في مطلع ديسمبر الجاري، قرابة 18 مضخة تغذي بساتين المدينة في منطقة الكورنيش القديم، على ضفاف نهر الفرات، ونقلتها الى مقرها المعروف باسم تعميرات، بحجة وقوعها على تماس من مقراتهم عل النهر”.

وأشار المصدر إلى أن “المليشيا قامت ببيعها لتجار عراقيين، في الوقت الذي طلبت  من أصحابها مراجعة مكتب الأصدقاء وتقديم أوراق تثبت ملكيتهم الشخصية، للأراضي الزراعية والمضخات، وانتظار موافقة المكتب لإعادتها لهم.”

وفي أكتوبر الفائت، بدأت مليشا الحرس الثوري،  بزراعة  مئات الأراضي بالمحصول الشتوي (العذي) الذي يعتمد على مياه الأمطار، بدون موافقة أصحابها في ريفي ديرالزور (الغربي والشرقي، بحجة أنها تقع ضمن مناطق أمنية يمنع الاقتراب منها.

ووفقاً لمراسل “الحل نت” في المنطقة ، أفاد أن “المزارعين  تقدموا بشكاوى عدة للإرشادات الزراعية في مناطقهم مطالبين باسترجاع أراضيهم إلا أن مطالبهم تواجه بالرفض، بحجة أنها مقرات أمنية وعسكرية،  ووجود مليشيات إيران في هذه الأراضي ضرورة لمحاربة خلايا داعش النشطة وفق قولهم .

انتهاكات متعددة

وأشار المراسل إلى  أن “مليشا الفوج 47 التابعة لـ الحرس الثوري في المدينة، استولت على  16 منزلاً في محيط مطار الحمدان، أواخر سبتمبر الفائت، بدون موافقة  أصحابها المقييمن خارج القطر، حيث حولتها إلى مقرات عسكرية وأمنية لها”.

وتنتشر مليشيات “الحرس الثوري”، الإيراني والمليشيات الموالية لها في مناطق عدة في سوريا، وتقاتل إلى جانب الجيش السوري.

وتأتي هذه المليشيات من إيران عبر الأراضي العراقية، مروراً بمحافظة دير الزور، التي تنتشر فيها المليشيات العراقية واللبنانية بكثرة وتسيطر على مساحات واسعة فيها.

وتعدّ محافظة دير الزور عموماً ومدينة البوكمال خصوصاً، ذات أهمية كبيرة بالنسبة لإيران، كونها صلة الوصل بين مليشياتها المنتشرة في العراق وسوريا، وذلك لضمان وصول الإمدادات العسكرية عن طريق معبر “البوكمال – القائم”.

اقرأ أيضا: الرصاص يؤرق السوريين من الاحتفالات بكل أشكالها

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.