تحاول قوات الجيش السوري مؤخرا التقدم في مناطق ريف حلب الشرقي، في محاولة منها للضغط على فصائل المعارضة واستعادة المزيد من المناطق التي خسرتها خلال السنوات الماضية، في إطار الاستفادة منها كورقة إضافية في المفاوضات.

اشتباكات متبادلة

وليلة الأربعاء دارت اشتباكات بين مجموعات الجيش السوري وفصائل الجيش الوطني في منطقة تادف الواقعة على خطوط التماس بين الجانبين، بريف حلب الشرقي.

وبحسب مصادر محلية فإن القوات السورية حاولت التقدم إلى مناطق سيطرة فصائل المعارضة، التي تصدت لمحاولة التسلل، ودارت مواجهات استُخدمت خلالها الأسلحة المتوسطة والثقيلة.

وتأتي هذه الاشتباكات رغم سريان اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار في مناطق الشمال السوري، برعاية روسية تركية.

قد يهمك: غارات روسية تحرم 350 ألف مدني من المياه في إدلب

ويشار إلى أن هذه المواجهات هي الثانية من نوعها خلال الأسبوع الماضي، وفي وقت استقدم فيه الجيش السوري تعزيزات عسكرية إلى المناطق المواجهة لمواقع سيطرة الفصائل شرق حلب.

وتعتبر بلدة تادف من أكثر المواقع استراتيجية من الناحية العسكرية بريف حلب الشرقي، حيث تقع على خطوط تماس مع الجيش السوري وفصائل المعارضة من جهة وقوات سوريا الديمقراطية وفصائل المعارضة من جهة أخرى.

ويسيطر على المنطقة الجيش الوطني منذ آذار مارس/ عام 2017، وذلك في إطار معركة “درع الفرات”، بدعم مباشر من الجيش التركي.

أهداف دمشق

ويؤكد العميد والمحلل العسكري منير الحريري أن الجيش السوري يسعى لتوسيع دوائر نفوذه العسكرية، في المناطق الخارجة عن سيطرته، وذلك عبر التوسع العسكري أو الضغط السياسي.

ويقول الحريري في حديثه لـ”الحل نت”: «النظام يسعى لاستعادة المناطق بكافة الطرق، وهذا شيء يعمل عليه عبر قضم المناطق بالتدريج، ولكن هناك مقاومة من الفصائل بالإضافة للرادع التركي، لذلك التقدم يكون بشكل بطيء جدا، رغم أنه هناك وقف تصعيد بموجب الاتفاق الروسي التركي».

وحول احتمالية تغيّر خارطة السيطرة في الوقت الراهن، يعتقد المحلل العسكري أن الوضع سيبقى على ما هو عليه.

وحول ذلك يقول: «الوضع سيبقى متل ما هو، لا تغيير على خارطة السيطرة، حتى الأمريكان أكدوا هذا الكلام، والاشتباكات التي حصلت تعتبر في العلم العسكري تعتبر اشتباكات خفيفة وبسيطة، النظام فقط يسعى للتقدم ليكسب المزيد من الأوراق التفاوضية».

وكانت محافظة إدلب شمالي غربي سوريا شهدت هي الأخرى تصعيدا عسكريا مع بداية عام 2022، تمثل بقصف القوات الروسية مواقع عدة بالمحافظة مما تسبب بمقتل وجرح العشرات من المدنيين.

ماهي دوافع روسيا من غاراتها على إدلب؟

ناشطون محليون قالوا لـ” الحل نت”، إن روسيا هدفها الأول من التصعيد العسكري يوم أمس والذي تزامن مع بداية العام الجديد، إيصال رسائل مفادها أن السياسات المعتمدة اتجاه المناطق الخارجة عن سيطرة القوات الحكومية لن تتغير، رغم وجود الضامن التركي.

أشار الناشطون إلى أنه لابد أن يكون هناك اتفاق روسي تركي على الغارات الجوية المتكررة. كما إن هناك بنك أهداف متفق على استهدافه وينطوي تحت اسم “محاربة الإرهاب” إلا أن روسيا لم تلتزم واستهدفت مواقع لمدنيين. 

ووثق الدفاع المدني السوري عام 2021 المنصرم،1284 هجوما بالصواريخ والمدفعية من قبل القوات الحكومية السورية والطائرات الروسية، كما سقط نتيجتها، 224 من بينهم (65 طفل و38 امرأة) وثلاثة من فرق الإسعاف، كما وصل عدد الجرحى 612 منهم 150 طفلا.

اقرأ أيضا: مهام عسكرية جديدة لتركيا.. ماذا سيحصل في إدلب؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة