شكلت السلطات في السويد وفرنسا، الجمعة، فريق تحقيق مشترك للنظر في الفظائع التي ارتكبها تنظيم “داعش” ضد الأيزيديين في العراق وسوريا والتي سميت لاحقا بـ “الإبادة الأيزيدية”.

أبرز مهام الفريق في سوريا والعراق

منظمة “العدالة الجنائية الأوروبية” (يوروجست)، أنشأت وحدة لملاحقة المقاتلين الأجانب في تنظيم “داعش” الذين اضطهدوا الأيزيديين. عندما سيطر التنظيم على شمال العراق في عام 2014، إذ تشير التقارير إلى أنه تم قتل أكثر من 10000 إيزيدي، وتم استعباد أكثر من 7000 امرأة وفتاة، وما زال الكثير منهن في عداد المفقودين.

وتقول وكالة الجريمة الأوروبية، إن “الهدف الرئيسي للفريق هو تحديد المقاتلين الإرهابيين الأجانب الذين تورطوا في الجرائم الدولية الأساسية، مثل الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب، وفي المقام الأول ضد أفراد الأقلية اليزيدية أثناء النزاع المسلح في سوريا والعراق، من أجل لمحاكمتهم”.

كما ستركز المجموعة على العثور على الضحايا والشهود على أعمال مقاتلي التنظيم الأجانب في سوريا والعراق. والهدف من الجهد التعاوني هو توصيل المعلومات والأدلة بشكل أسرع، وكذلك منع تكرار المقابلات مع نفس الضحايا.

وستعمل السلطات التي يتألف منها الفريق مع فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن جرائم “داعش” في العراق، كما ستدعم “يوروجست”، الدول في اختيار أنسب سلطة قضائية للمحاكمة. وستقدم المشورة بشأن كيفية تجنب الإجراءات القانونية المتعددة ضد نفس الجناة.

وستنسق المنظمة التحقيقات في البلدين من خلال السلطات السويدية والفرنسية، بمساعدة سكرتارية شبكة الإبادة الجماعية، التي تديرها “يوروجست”.

للقراءة أو الاستماع: ترجيحات باستمرار احتجاز مئات الأيزيديين في سوريا

طريق نحو العدالة الكاملة

وتشير المنظمة، إلى أن لديها قدر كبير من الأدلة والكفاءة في التحقيق في الجرائم الدولية الرئيسية. إذ ستكون أعمال التحقيق التي يقوم بها الفريق مفيدة للقضاة في الدول الأعضاء الأخرى في الاتحاد الأوروبي. بالإضافة إلى الدول الأخرى التي تسعى إلى الحد من إفلات المقاتلين الإرهابيين الأجانب من العقاب. والذين يشاركون في الجرائم الدولية الأساسية مثل الاسترقاق أو الانتهاك الجنسي ضد أفراد المجتمع اليزيدي.

وكرست شبكة الإبادة الجماعية، أعضائها لإنهاء الإفلات من العقاب على جرائم الحرب والإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية. وهي تساعد بنشاط السلطات القضائية التي تجمع الاتهامات بالإرهاب والجرائم الدولية الأساسية معًا من أجل تحقيق العدالة.

ففي عام 2014، قتل تنظيم “داعش” عشرات الآلاف من الرجال والنساء الأيزيديات، ودفنهم في مقابر جماعية. ثم تشير التقارير التنظيم خطف صبية وأرغموهم على التدريب كجنود أطفال وعبيد جنس. فيما يعتقد أن تنظيم “داعش” مسؤول عن حوالي 200 مقبرة جماعية في العراق، بما في ذلك ما يصل إلى 12 ألف ضحية.

للقراءة أو الاستماع: فيلم جديد عن “سبي” الأيزيديات في فترة “داعش”

ألمانيا أول دعوة تنتصر للإبادة الإيزيدية

وكانت ألمانيا أول دولة تقاضي أحد أعضاء داعش، بتهمة الإبادة الجماعية ضد الإيزيديين العام الماضي. إذ كانت هذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها محكمة مصطلح “الإبادة الجماعية” لوصف معاملة المجتمع اليزيدي.

واستخدمت ألمانيا الفكرة القانونية للقضاء الدولي، والتي تسمح بالمقاضاة حتى لو وقعت الجرائم المزعومة في دولة أخرى.

ففي محاكمة ألمانية تاريخية، أدين عضو عراقي في تنظيم “داعش” بارتكاب إبادة جماعية ضد الأقلية الدينية اليزيدية.

وحينها حُكم على، طه الجميلي، بالسجن المؤبد في فرانكفورت لارتكابه جرائم من بينها قتل طفل إيزيدي في العراق. وبحسب المحكمة، استعبد الجميلي الطفلة البالغة من العمر خمس سنوات في عام 2015، وقام بتقييدها وتركها تموت من العطش.

وقال ممثلو الادعاء آنذاك، إن الفتاة ووالدتها نورا تم شراؤهما كعبيد في أواخر مايو/أيار أو أوائل يونيو/حزيران 2015 ونقلا إلى الفلوجة في العراق، حيث تعرضا لسوء المعاملة حتى سبتمبر/أيلول 2015.

والجميلي (29 عاما) انضم إلى تنظيم “داعش” في 2013، وشغل عدة مناصب، وتم القبض عليه في اليونان في عام 2019، وتم تسليمه إلى ألمانيا وحوكم بموجب مبدأ القانون الدولي للولاية القضائية العالمية.

للقراءة أو الاستماع: 7 سنوات على “الإبادة الأيزيدية”.. المكوّن يفقد الثقة والأمل

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.