يبدو أن إسرائيل عازمة على تقويض النفوذ الإيراني في سوريا، أكثر من أي وقت مضى، ذلك مع تصاعد وتيرة القصف الإسرائيلي على مواقعها في سوريا، واستقدام تعزيزات عسكرية وتخصيص وحدات من القوات الإسرائيلية لتنفيذ عمليات ضد الميليشيات الإيرانية في المناطق الجنوبية من سوريا.

عمليات برية

وكشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن تنفيذ الجيش الإسرائيلي عمليات عسكرية برية جنوبي سوريا، ضد الميليشيات الإيرانية، وذلك تزامنا مع الغارات الجوية التي تشنها القوات الإسرائيلية ضد النفوذ الإيراني منذ سنوات.

قد يهمك: دور فلسطيني في الملف السوري.. ما الذي سيقدمه محمود عباس للأسد؟

وبحسب تقرير فإن الوحدة “210” في القوات الإسرائيلية والمعروفة باسم “فرقة باشان”، هي المسؤولة عن تنفيذ العمليات البرية ضد الميليشيات الإيرانية جنوبي سوريا، إذ نفذت عمليات ضد مجموعات تابعة للحرس الثوري الإيراني و”حزب الله” اللبناني، وضباط سوريين متحالفين مع إيران.

وأكد محلل الشؤون العسكري لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، أليكس فيشمان في التقرير أن التحركات الإسرائيلية ضد إيران في سوريا، «تضمنت عمليات برية سرية في المنطقة الحدودية وإطلاق صواريخ دقيقة التوجيه إضافة إلى توزيع مناشير تحذيرية مكتوبة باللغة العربية يتم إلقاؤها من الجو وتحمل تحذيرات لضباط الأسد تدعوهم لقطع التعاون مع “حزب الله” والميليشيات الإيرانية في الجولان».

وجاء التقرير على ذكر عمليات استهدفت ضباط سوريين قرب مرتفعات الجولان، «إذ قصفت إسرائيل في إحدى العمليات بصاروخ دقيق مكتب أحد الضباط التابعين للجيش السوري، يدعى النقيب بشار الحسين تتهمه تل أبيب بالتعاون مع “حزب الله”، واختارت توقيتاً يكون فيه النقيب خارج المكتب كرسالة تحذير لفك ارتباطه بالحزب».

تطور خطير في المواجهات

ويصف الكاتب المختص في الشأن الإيراني، حسن راضي، أن العمل العسكري البري لإسرائيل في سوريا بأنه “تطور جديد وخطير ضد الوجود الإيراني في سوريا”، وهو مؤشر على أن إسرائيل مستمرة بالتصعيد ضد إيران.

ويقول راضي في حديثه لـ”الحل نت”: “إسرائيل لا تقبل وجود دولة في الشرق الأوسط متفوقة عليها عسكريا، لأنها تشكل خطر ولو محتمل على وجودها، إسرائيل تحاول القضاء على الأوراق والأدوات الإيرانية في المنطقة، وترفض بالطبع أن تكون إيران دولة قوية، لذلك لا يكفيها العمليات الجوية فقط للقضاء على الوجود الإيراني في سوريا، فتتجه للعمل البري العسكري أيضا”.

وحول مستقبل المواجهات الإسرائيلية الإيرانية يضيف راضي: “أعتقد أن الفترة القادمة ستشهد المزيد من التصعيد ضد الوجود الإيراني، ليس فقط في سوريا، بل ضد كل الوجود الإيراني في المنطقة من قبل إسرائيل. الساحة السورية واللبنانية هي أهم ساحة للمواجهة بين إسرائيل وإيران لذلك نرى التصعيد الإسرائيلي في هذه المناطق، الأمر متعلق بشكل كبير بمفاوضات فيينا حول الملف النووي ونتائجها”.

وكانت القوات الإسرائيلية شنت في منتصف شهر آب/أغسطس الماضي، غارة جوية على منطقة الحضر، جنوبي سوريا استهدفت مواقع عسكرية لضباط في الجيش السوري، وألقت الطائرات الإسرائيلية مناشير تحذيرية للضباط السوريين مكتوبة باللغة العربية للابتعاد عن التشكيلات الإيرانية أو تلك التابعة لها.

قوات إسرائيلية خاصة لضرب إيران

وأعلنت وسائل إعلام إسرائيلية في وقت سابق، أن الجيش الإسرائيلي يخطط لاستثمار 324 مليون دولار أميركي، في تدريبات وحدات الاحتياط خلال العام القادم.

وجاء ذلك في إطار الاستعدادات لعملية عسكرية ضد الميليشيات الإيرانية في كل من سوريا ولبنان.

وبحسب تقارير إسرائيلية فإن “قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، بقيادة الجنرال أمير برعام، تدريبات تضمنت محاكاة سيناريوهات قتال تعتمد على قوات الاحتياط، إلى جانب القوات النظامية، في المجالات البرية والجوية والبحرية، فضلا عن استخدام الاستخبارات الإلكترونية والطائرات المسيرة العسكرية”.

كما عملت تل أبيب مؤخرا على نصب منظومات رصد متطورة للكشف المبكر عن أي تهديدات أمنية على الحدود مع سوريا ولبنان.

كذلك نشرت مديرية “حوماه” التابعة لإدارة تطوير الأسلحة في وزارة الدفاع بالتعاون مع سلاح الجو، نظام منطاد متطور ضخم باسم “تال شمايم” سيعمل كمنصة جوية للكشف والتحذير من التهديدات المتقدمة في الشمال.

للقراءة والاستماع: اتهام أمريكي إسرائيلي لإيران بغارة جوية على قاعدة التنف

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.