شهدت الأسابيع الاخيرة ارتفاعا غير مسبوق في معدل جرائم القتل في سوريا، حيث سجلت البلاد مع نهاية عام 2021 وبداية العام الجاري، ما يزيد عن تسع جرائم قتل كانت معظمها ضد نساء قتلن على يد أحد أقاربهن من الدرجة الأولى.

بداية مرعبة للعام الجديد

ويصف تقرير لموقع “الجمل” المحلي بداية عام 2022، بـ”البداية المرعبة” مع ارتفاع معدل جرائم القتل في البلاد، لا سيما الجرائم العائلة (القاتل والمقتول من عائلة واحدة).

وكانت أبرز تلك الجرائم، الحادثة التي شغلت السوريين خلال الأسابيع الأخيرة، عندما قتلت الشابة آيات الرفاعي (19 عاما) على يد زوجها ووالده في العاصمة دمشق.

فيما أكد رئيس فرع الأمن الجنائي بدمشق أن آيات بقيت لساعات بعد ضربها دون إسعاف أو تدخل طبي. إذ لم يقدم زوجها أو أحد أفراد عائلته على إسعافها بعد ضربها، وذلك حسب اعترافاتهم.

قد يهمك: اكتشاف كنز في دمشق القديمة بسبب مُشعوذة

وبثت وزارة الداخلية أجزاء من اعتراف زوج آيات المتهم الأول بالتسبب في قتلها، إضافة إلى اعترافات أبيه الذي ضرب آيات أيضا في يوم الحادث.

وفي منطقة الغزلانية بريف دمشق، كشفت وزارة الداخلية يوم الاثنين 10 كانون الأول /يناير عن تسبب شاب بقتل شقيقته (11 عاما)، حرقا.

ونقلت الداخلية عن الشاب اعترافه بالجريمة وقال: “عند عودتي للمنزل حاولت التحرش بشقيقتي وعند تمنعها عني وهروبها، قمت بضربها ونحرتها بالسكين ومن ثم حرقتها، وحاولت إخفاء الأدلة وهربت لمنزل أقاربي”.

وأضاف: “بعد عودتي وفشلي بتهريب الجثة وسؤال والدتي عن شقيقتي بدأت بالصياح، والقول بأن هناك حريق وقد راحت ضحيته أمل”.

وبين هاتين الحادثتين أعلنت وزارة الداخلية في الرابع من كانون الثاني /يناير الجاري القبض على قتلة الشاب “احمد” الذي عثر على جثته في إحدى قرى ريف القنيطرة مصابا بعدة طعنات، حيث اعترف الفاعلين (تيسير وزهرة) بارتكابهما الجريمة  لاعتقادهما أن المغدور يمتلك مصاغ ذهبي وليرات ذهب كونه كان يقوم بالتنقيب عن الآثار.

كذلك أعلنت وزارة الداخلية السورية الجمعة العثور على جثتين لامرأتين في العقدين الرابع والخامس من العمر بمحافظة طرطوس، 

وقالت الوزارة في بيان إن إحدى الجثث تعود لامرأة توفيت نتيجة تعرضها  للطعن  المتعدد في منطقتي الرقبة والصدر.

وكشفت الداخلية السورية الجمعة عن تفاصيل مقتل فتاتين قبل أيام على يد والدهما في محافظة السويداء.

وقالت في بيان: «بتاريخ 10 كانون الثاني، أخبرت شرطة ناحية عريقة التابعة لمنطقة شهبا بدخول المدعوة ( مريام  م ) تولد 2005 إلى المشفى الوطني بالسويداء مفارقة الحياة نتيجة إصابتها بطلق ناري بالرأس ووصـول شقيقتها ( وئـام ) تولد 2003 مصابة أيضا بطلق ناري بالرأس ادخلت قسم العناية المشددة وتوفيت لاحقا”. 

وأضاف البيان: «بالتحقيق المبدئي تبين قيام والدهما المدعو ( يامن م ) بقتلهما وأثناء وجوده مع ابنتيه وئام ومريام بقصد العمل بأرضـه في قرية صميد غاب لمدة خمسة دقائق وبعدها عاد ومعه بندقية حربية وبدأ بإطلاق النار باتجاه ابنته مريام ما أدى إلى وفاتها ، وبعدها هربت وئـام وهـي تقـوم بالصراخ فقام باللحاق بها وإطلاق النار عليها ما أدى لإصابتها بالرأس وبعدها فر هاربا باتجاه وعرة اللجاة».

تزايد جرائم القتل ضد النساء

الجدير بالذكر، أن جرائم قتل النساء من قبل أحد أفراد العائلة كالأخ أو الأب أو الزوج أو غيرهم هي ممارسات شائعة تعاني منها النساء في المنطقة العربية.

بينما تنوه بعض الإحصائيات إلى أن سوريا مصنفة الخامسة عالميا. أما عربيا فهي الثالثة من بين الدول التي تنتشر فيها جرائم قتل النساء، وغالبا ما تكون تحت مسمى “جريمة الشرف”.

وكان مجلس الشعب السوري وافق في آذار /مارس العام الماضي، على مشروع القانون المتضمن إلغاء المادة 548 من قانون العقوبات الصادر بالمرسوم التشريعي رقم 148 لعام 1949 والتي كانت تمنح العذر المخفف لمرتكبي ما يسمى “جرائم الشرف”.

وبموجب التعديلات التشريعية، بات مرتكب ما كان يسمى جرائم الشرف، يعامل قانونيا معاملة أي مجرم يرتكب فعلا جنائيا يؤدي للقتل، ويحاكم وفق قانون العقوبات السوري.

جرائم “بلا شرف” وبلا محاسبة”

قضية مقتل آيات الرفاعي وغيرها من الجرائم المشابهة بات لا يوجد هناك حدود جغرافية أو سياسية تقف في وجه انتشار هذا النوع من الجرائم في سوريا.

وباتت ملاحظة في كل مكان دون محاسبة تمنعها، فأجهزة الشرطة لا تتعامل بجدية مع البلاغات المقدمة إليها حول العنف المنزلي. كما تتكتم أجهزة التحقيق على تفاصيل القضايا المشابهة بحجج مختلفة مثل “احترام الخصوصية“.

قد يهمك: “غالية.. رخيصة” وزن المرأة مَهرها!

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.