وعود أميركية بدعم اقتصادي لشمال شرقي سوريا.. هل يُترجم إلى دعم سياسي؟

وعود أميركية بدعم اقتصادي لشمال شرقي سوريا.. هل يُترجم إلى دعم سياسي؟

نُصبت مؤخرا، مصفاة للنفط في حقول الرميلان، شرقي القامشلي، في خطوة أعادت التذكير بالاتفاقية التي وقعتها الشركة الأميركية “دلتا كريسنت إنرجي” مع “الإدارة الذاتية”، خلال فترة تولي إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.

الاتفاقية كانت تتضمن بندا حول تركيب مصفاتين للنفط، لكن الإدارة الأميركية الجديدة كانت قد رفعت الدعم عن الاتفاقية مع بداية تسلمها لمقاليد الحكم في واشنطن.

ويأتي ذلك في ظل بروز مؤشرات حول احتمالية تصاعد الدعم الأميركي لمناطق شمال شرقي سوريا على أكثر من صعيد، وهو ما لم يكن واضحا مع بداية تسلم الرئيس جو بايدن لمهامه مطلع العام الفائت.

دلالة سياسية

بحسب مصدر من حقول الرميلان، فإن المصفاة التي نصبت من جانب “التحالف الدولي”، مخصصة لتوفير المحروقات للأليات العسكرية التابعة للتحالف، حيث تنتشر قواته في 18 نقطة بمناطق شمال شرقي سوريا.

وأضاف المصدر لـ “الحل نت” بأن “الإدارة الذاتية” دأبت سابقا على الطلب من “التحالف الدولي” تركيب مصفاتين للنفط للمساعدة في دعم قطاع المحروقات والتخلص من الأزمات المتكررة.

وتواجه مناطق “الإدارة الذاتية” أزمة نقص في المحروقات بشكل متكرر خلال موسمي الصيف والشتاء، حيث يتزايد الطلب على المحروقات.

وتواصل “الحل نت” مع “مكتب النفط والغاز في الإدارة الذاتية” للحصول على تفاصيل إضافية، لكن الرئاسة المشتركة للمكتب رفضت التعليق على الموضوع.

زار وفد من “مجلس سوريا الديمقراطية” و”الإدارة الذاتية” برئاسة القيادية في مجلس سوريا الديمقراطية “مسد”، إلهام أحمد، خلال تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، الولايات المتحدة الأمريكية، والتقى بأعضاء في “الكونغرس الأمريكي” ومسؤولين في وزارة الخارجية.

وصرّحت أحمد، أن “واشنطن ستبقى في سوريا للقضاء على تنظيم “داعش”، ودعم البنية التحتية في شمال شرقي البلاد”، مشيرة إلى أنها ستبقى طرفا في البحث عن تسوية سياسية بعد الحرب المستمرة منذ أكثر من عشرة أعوام.

وأضافت رئيسة الهيئة التنفيذية لـ”مسد” أن “الأميركيين قدموا التزاما واضحا، متعهدين بفعل كل ما يمكن لتدمير “داعش”، وأن واشنطن لم تكن واضحة بهذا الشكل في فترة إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب”.

دعم اقتصادي

وكانت رئيسة “اللجنة الأمريكية للحريات الدينية في العالم”، نادين ماينزا، قد عبرت عما وصفته بـ”سعادتها في أن الإدارة الأميركية بدأت بتقديم الدعم السياسي لـ”لإدارة الذاتية”، وأن اللجنة سبق أن دعت واشنطن عبر تقريرها السنوي لتقديم الدعم السياسي للإدارة”.

وفي معرض ردها على سؤال لـ “الحل نت” حول الدوافع التي تقف وراء تفاؤلها بأن الولايات المتحدة بدأت بتقديم دعم سياسي لـ”الإدارة الذاتية”، قالت ماينزا إنه “خلال زيارتها الأولى للمنطقة قبل أعوام كان واضحا أن واشنطن لم تكن تتعامل سياسيا مع “الإدارة الذاتية”، بخلاف ما هو الأمر حاليا”.

وأضافت أن “واشنطن باتت تتعامل مع “الإدارة الذاتية” كتعاملها مع أي حكومة أخرى”، لكنه أقرت بأن “الدعم لا يزال غير كاف وعلى واشنطن تقديم دعم سياسي أكبر”.

وزارت رئيسة اللجنة الأمريكية للحريات الدينية مناطق شمال وشرق سوريا لأربع مرات منذ العام 2020، وقدمت تقارير حول واقع الحرية الدينية في مناطق شمال وشرقي سوريا.

يأتي ذلك في وقت صرح فيه الرئيس المشترك لـ”هيئة الاقتصاد في الإدارة الذاتية” سلمان بارودو لوسائل إعلام محلية بأن “الوكالة الأميركية للتنمية” وعدت بتقديم الدعم الزراعي والاقتصادي لمناطق شمال وشرقي سوريا.

وكانت الوكالة قد نشرت، الأربعاء، على حسابها في موقع فيسبوك أنها “تعمل مع خبراء اقتصاديين محليين لتقديم المساعدة التقنية المتخصصة في مجالات، الهندسة الصناعية، التسويق والمبيعات، الهندسة الميكانيكية، والموارد البشرية لـ 15 شركة من الشركات المحلية الصغيرة”.

وأضافت أن “هؤلاء الخبراء يقومون بتعزيز تنافسية الشركات المحلية ومساعدتها على خلق فرص عمل جديدة”.

كما نشرت الوكالة في وقت سابق من الأسبوع الماضي أنه “من ضمن تركيزها على تعزيز النشاط التجاري في المنطقة، قدمت الدعم للسلطات المحلية في شمال شرقي سوريا لتطوير قانون جمركي جديد، سيعمل على تبسيط وترشيد المعالجة للرسوم الداخلية من أجل توفير الوقت وتقليل التكاليف التجارية”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.