أزمة محروقات في مناطق الإدارة الذاتية.. التهريب وزيادة الطلب يفاقمان معاناة السكان

أزمة محروقات في مناطق الإدارة الذاتية.. التهريب وزيادة الطلب يفاقمان معاناة السكان

عاد مشهد طوابير السيارات ليتكرر أمام محطات الوقود منذ نحو ثلاثة أسابيع في غالبية مناطق الإدارة الذاتية، فيما أرجع مسؤولون نقص كميات المحروقات وخاصة المازوت من فئة 410 ل.س الأرخص ثمنا، إلى قلة الإنتاج وزيادة الطلب عليها في مثل هذه الأوقات من السنة.

وبحسب مصدر من محطة الفلاحين(بوطان سابقا) في القامشلي فإن مادة المازوت من فئة 410 ليرة سورية لم تعد توزع في المدينة إلا في محطتهم، بينما كانت المادة متوفرة حتى قبل 20 يوم في محطة المهاجر على طريق عامودا، ومحطة الكورنيش بحي قناة سويس أيضا.

وتتوقف محطة الفلاحين عن تعبئة المازوت لطوابير السيارات التي ترتادها منذ ساعات الصباح، مع حلول الواحدة ظهرا بخلاف ما كان سابقا حيث كان يستمر التوزيع حتى الثالثة من بعد الظهر.

اقرأ أيضاً: أزمة زيادة الأسعار في سوريا.. تدهور اقتصادي بعد ارتفاع البنزين؟

ويزود العاملون في المحطة السيارات بنحو 24 ليترا فقط بعد تحديد مبلغ 10 آلاف كسقف لكل سيارة، ويرجع السبب وفق المصدر إلى قلة الكميات المخصصة للتوزيع اليومي.

ولا يختلف الأمر بالنسبة لمادة البنزين من فئة 210 ليرة سورية حيث لا تحصل السيارات إلا على كمية محددة بمبلغ 3000 ليرة، فيما لا يحصل المدنيون ممن لا يملكون سيارات سوى بمبلغ 1000 ليرة.

وفي مدينة كوباني يتكرر ذات المشهد أمام محطات الوقود منذ أسابيع، فيما يتحدث مدنيون عن اضطرارهم لشراء ليتر المازوت بألف ليرة من باعة غير مرخصين.

وانتقد الصحفي باران مسكو المقيم في كوباني،سبب نقص المحروقات وما خلفه من معاناة للسكان، وكتب على صفحته في موقع الفيسبوك “رفعتم سعر المازوت الى ٤١٠ قلنا رح نخلص من الطوابير لكن حدث العكس تمامآ زادت طول وعرض الطوابير على المحطات.”

التهريب

وتتكرر أزمة المحروقات لمرتين في مناطق الإدارة الذاتية خلال العام مع تزايد الطلب عليها مع انخفاض أو ارتفاع درجات الحرارة خلال فصلي الشتاء والصيف، لكن صحفيين أرجعوا السبب الحالي إلى تهريب كميات كبيرة عبر طريق الـM4 إلى مناطق سيطرة فصائل الجيش الوطني بريف تل تمر شمالي الحسكة وريف عين عيسى شمالي الرقة.

ونشر الصحفي مهند إبراهيم سيدو على صفحته في موقع فيسبوك “في اليوم الواحد يتم تهريب اكثر من ١٠٠ ألف لتر مازوت على طريق آم فور ” زيدي عيوة تروازيةكنطريعالية ” والمواطن لا يحصل على لتر ٨٥ ولا لتر ٤١٠ل.س”.

وكان المرصد السوري قد نشر في تموز/يوليو مقطعا مصورا لما قال إنها لصهاريج تقوم بتهريب المازوت من مناطق سيطرة قسد إلى قرية التروازية بريف عين عيسى شمالي الرقة، حيث نقاط التماس مع مناطق فصائل المعارضة، كما نشر مقطعا مشابها في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي لصهاريج تهرب مادة المازوت إلى ريف بلدة تل تمر شمالي الحسكة.

وكانت الإدارة الذاتية قد قررت خلال الشهر الفائت تشكيل لجان لمواجهة تهريب الطحين والمحروقات من مناطقها بهدف “تحقيق الاستقرار الاقتصادي فيها”.

ويختلف تعامل الإدارة الذاتية مع ملف المحروقات من منطقة لأخرى حيث كان مسموحا للمدنيين في مدينة الرقة وريفها حتى قبل يومين بتجارة المحروقات على الأرصفة، إلا أن ذلك لم يعد متاحا بعد الآن.

وقالت مصادر من المدينة أن المئات من محال بيع المحروقات في مختلف أنحاء المدينة توقفت أعمالها بعد أن منعت الإدارة المدنية في الرقة تجارة المحروقات بالنسبة للباعة، وهو ما قد يتسبب بتوقف أعمال آلاف الأشخاص.

وأضاف المصادر أن طوابير السيارات أمام محطات الوقود عادت مجددا في اليوم التالي لصدور قرار المنع في المحال وعلى البسطات، حيث كان الباعة يبيعون المازوت بأسعار تتراوح ما بين 750 و800 ليرة في الفترة الأخيرة.

وتتوفر المحروقات من فئات أغلى في محطات الوقود بالقامشلي وغيرها من المناق، ولكن الغالبية من السكان وأصحاب السيارات لا يمتلكون القدرة على الاعتماد عليها نظرا لسعرها المرتفع.

تبرير رسمي

وتواصلت الحل نت مع الرئيس المشترك لمكتب المحروقات صادق خلف، لكننا لم نحصل على رد على اسئلة الحل نت حتى بعد مرور 24 ساعة.

وقال عبدالسلام عباس، الإداري في محروقات إقليم الجزيرة، إن أزمة المحروقات تأتي في ظل الطلب المتزايد على المازوت من قبل المزارعين لري محاصيل القمح والشعير، إلى جانب استمرار مديرية المحروقات بتوزيع مخصصات مازوت التدفئة في المنازل والمدارس ومؤسسات الإدارة الذاتية.

ولم ينف مسؤول المحروقات تهريب المازوت إلى الأسواق السوداء، مضيفا أن “الأسواق الحرة تتواجد في كل الدول، حيث تباع فيه المواد بأسعار خاصة تختلف عن أسعار المؤسسات الحكومية”.

وأشار عباس إلى أنهم يتابعون عبر لجان مراقبة ضبط تهريب المحروقات، وأنهم اتخذوا إجراءات محاسبة ضد محطات لتزويد المحروقات، بسبب ما وصفها بـ”تجاوزات قانونية”.

وأردف مسؤول المحروقات، أن المازوت المباع بـ 410 ليرة سورية للتر الواحد ينتج بكميات قليلة بحسب الإمكانات المتاحة، أما المازوت المخصص للتوزيع على المزارعين تم تحديد سعره بـ 85 ليرة سورية للتر الواحد.

اقرأ أيضاً: زيادة مخصصات البنزين والمازوت الحر خلال الشهر.. من المستفيد؟

ومنذ ثلاث سنوات تعمد مؤسسات الإدارة الذاتية المعنية بتوزيع كميات من محروقات التدفئة قبل الخريف بهدف التخلص من الأزمة خلال فصل الشتاء، إلا أنها لم تتمكن حتى الآن من تلافي حدوث نقص وأزمة في مثل هذه الأوقات من السنة.

ومنذ 23 تشرين الثاني/نوفمبر الفائت، بدأت الإدراة الذاتية بتوزيع مخصصات المزارعين من المحروقات، وتصل الكمية الموزعة على المزارعين والأمور الخدمية والتدفئة لنحو 20 صهريج مازوت يومياً، أي بمعدل 800 ألف طن، بحسب مسؤول المحروقات في إقليم الجزيرة.

فيما تبلغ مساحة الأراضي الزراعية لمحصولي القمح والشعير 3 ملايين هكتار شمال شرقي سوريا، المروية منها 300 ألف هكتار فقط، بحسب تصريح سابق للرئيس المشترك لهيئة الاقتصاد والزراعة شمال شرقي سوريا سلمان بارودو

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.