خلال أقل من شهر، أصدرت وزارة النفط والثروة المعدنية في سوريا، قراراً برفع سقف مخصصات مادتي البنزين والمازوت المباع بسعر التكلفة. وبذلك باتت الآليات العاملة قادرة على تعبئة 60 ليترا شهريا من البنزين للسيارات، و60 لتر من المازوت.

لم تؤثر أزمة البنزين الأخيرة في سوريا على الاقتصاد السوري فحسب، بل أثرت أيضًا على السكان المدنيين السوريين. وعلاوة على ذلك كان هناك انخفاض حاد في إمدادات الوقود. وقد أدى ذلك إلى ساعات عمل طويلة، فضلاً عن أنّها خلقت أزمة مواصلات داخل المدن الرئيسية ولا سيما العاصمة دمشق.

بعيداً عن الأثر الاقتصادي الذي تخلقه أزمة الوقود في سوريا، إلا أنّ هذه الأزمة باتت تؤثر فعليا على حياة السكان. أبرزها ساعات العمل الطويلة، وزيادة عدد الأشخاص الذين يستخدمون مولدات الكهرباء المشتركة.

زيادة جديدة في مخصصات البنزين والمازوت في سوريا

وخص قرار الوزارة الذي صدر أمس الأربعاء، الدراجات النارية بسقف 15 ليتر بدل 10 لترات. كما أصبح أعلى سقف للجرارات الزراعية هو 60 لتر بدل 40.

https://twitter.com/MakhloufRanda/status/1471114355672600582?s=20

وكانت الوزارة، قد أصدرت قراراً في الـ27 من نوفمبر/ تشرين الثاني الفائت، ببدء بيع مخصصات البنزين والمازوت بسعر التكلفة عبر البطاقة الذكية لأصحاب السيارات المدرجة ضمن قوائم الدعم في سوريا، مع تخصيص محطات لبيع الوقود المدعوم لهم.

كما كانت الوزارة، قد أصدرت التسعيرة حينها، بـ1700 ليرة سورية للمازوت، و2500 ليرة للبنزين. ولكنها عادت خلال الأسبوع الجاري إلى رفع سعر البنزين المدعوم (أوكتان 90) من 750 إلى 1,100 ليرة، والمازوت من 180 إلى 500 ليرة، فيما بقي ليتر البنزين غير المدعوم (أوكتان 95) بـ3 آلاف ليرة سورية.

للقراءة أو الاستماع: حقيقة إقرار ميزانية مليئة بالعجز في سوريا

من هم الخاسرون الأكثر احتمالاً في أزمة البنزين في سوريا؟

تقول المصادر الحكومية في دمشق، أنّها تعمل حالياً على توزيع 3.8 ملايين لتر بنزين يومياً على جميع المحافظات، ويضاف لها 300 ألف ليتر للبنزين الحر، كما يُوزّع 6 ملايين ليتر مازوت يومياً، يضاف إليها بين 300 – 400 ألف ليتر للمازوت الحر.

ويقول المزارع، علاء الدرويش، لـ”الحل نت”، إن الكثير من الناس يتوقعون أن تؤدي أزمة البنزين هذه في سوريا إلى أن يكون الرابح هي الحكومة وحلفائها مثل إيران وحزب الله الذي استغلوا الحرب السورية من أجل تصريف موادرهم الاقتصادية في ظل العقوبات المفروضة عليهم.

وبرأي الدرويش، فإن الخاسرون من أزمة الوقود هم المواطنون بشكل عام وخاصة أولئك الذين يعتمدون على المساعدات الحكومية من أجل استمرار أعمالهم كالمزارعين والصناعيين. فضلا عن الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من منطقة الصراع.

للقراءة أو الاستماع: أزمة زيادة الأسعار في سوريا.. تدهور اقتصادي بعد ارتفاع البنزين؟

لماذا تندر المحروقات في سوريا؟

رغم توافر النفط والغاز، تواجه سوريا ندرة في البنزين والديزل والوقود. وبحسب الدرويش، فإن هذه مشكلة شائعة في العديد من البلدان حيث توجد مشاكل اقتصادية حادة. وفي سوريا، فرضت الحكومة ضرائب باهظة وضوابط على أسعار المنتجات البترولية. وقد أدى ذلك إلى نقص في البنزين وطول طوابير عند محطات الوقود.

وطبقا للتقارير الحكومية، كان الاقتصاد السوري يعتمد بشكل كبير على صادرات النفط، وتراجع إنتاج النفط السوري نتيجة العقوبات التي تفرضها القوى الغربية مما حرم البلاد من سوق التصدير الرئيسية.

وأدى عدم الاستقرار الذي سببته الحرب إلى إتلاف خطوط الأنابيب التي تمنع شحن المنتجات من المصافي إلى الموانئ. فيما كان الرابح الأكبر من هذه الأزمة هم التجّار المقربون من الرئيس السوري بشار الأسد.

وباختصار تشير التقارير الدولية، إلى أنّ سامر الفوز والأخوين قاطرجي (حسام ومحمد براء) هم المتحكمون في سوق النفط السورية كما يوجد غيرهم، فهؤلاء من يسد عجز النفط بالسوق. 

والجدير ذكره، أنّ فارق سعر صرف الدولار في سورية ضخم. إذ يحدد المصرف المركزي سعر الدولار الرسمي بنحو 1256 ليرة. في حين يصل سعر الدولار بالسوق السوداء حاليا إلى 3600 ليرة بالعاصمة دمشق.

للقراءة أو الاستماع: التكاسي ممنوعة على الفقراء.. ارتفاع أجور النقل للضعف بدمشق

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.