نازحو العراق: من يمنع عودتهم إلى مناطقهم؟

نازحو العراق: من يمنع عودتهم إلى مناطقهم؟

لا يستطيعون نوم الليل في هذه الأيام، بسبب قساوة البرد والهطول الكبير للثلوج على المخيمات، ومات طفل نتيجة تلك الظروف. ما الذي يمنع إعادة النازحين العراقيين لمناطقهم؟

تنتشر مقاطع فيديوية عديدة في الأيام الأخيرة بمنصات “التواصل الاجتماعي” العراقية، تظهر معاناة أطفال المخيمات ومعهم الشيب والشباب من الثلوج التي اجتاحتهم، تحت وسم “أغيثونا”.

“أغيثونا”، وسم أطلقه نشطاء “التواصل الاجتماعي” في العراق، لجمع الملابس الشتوية والبطانيات والتبرع بها إلى نازحي المخيمات، لإنقاذهم من الوضع الاستثنائي الذي يمرون به.

يعيش أكثر من 37 ألف نازح عراقي في المخيمات، ولم تتم إعادتهم لمناطقهم رغم هزيمة تنظيم “داعش” قبل 5 أعوام، فما السر وراء استمرارهم بهذا الحال؟

المانع سياسي، بحسب المحلل السياسي علي أغوان، الذي يقول إن ساسة السنة والشيعة هم وراء استمرار تفاقم معاناة النازحين وبقائهم في المخيمات.

https://twitter.com/alhayalimuhanad/status/1483698224330334210?t=L22kWYdZ3ATUOpgStBO_Gw&s=19

ورقة انتخابية

أغوان يضيف لـ “الحل نت”، أن سياسيي السنة لا يريدون حل أزمة النازحين، ويسعون بكل الطرق لإطالة بقائهم في المخيمات، من أجل مصالحهم السياسية.

يردف أغوان، أن أبرز تلك المصالح، هو استثمار ساسة السنة للنازحين كورقة انتخابية و”المتاجرة” بهم كملف دعائي، بما مفاده أنهم سيبذلون جهودهم تأمين عودة كريمة للنازحين إلى مناطقهم، بعد فوزهم في الانتخابات.

لكن الواقع يقول إن تجربتين من الانتخابات مرت، ومعاناة النازحين مستمرة، وأوضاعهم تزداد سوءا صحيا ونفسيا واقتصاديا، وهو ما يثبت عدم وجود رغبة جادة لحل ملفهم، وفق أغوان.

يتابع أغوان، أن الصراع السياسي بين الأحزاب السنية نفسها، هو أمر آخر يؤخر عودة النازحين لمناطقهم؛ لأن كل الأحزاب تقول إنها تمثل أهل المخيمات، ولكن ذلك حبر على ورق.

“تغيير ديموغرافي”

أما عن ساسة الشيعة، فيشير إلى أن القوى السياسية المقربة من إيران، تمنع بكل الطرق عودة النازحين من المخيمات إلى مناطقهم، وأبرز تلك الطرق هي الميليشيات، بحسبه.

للقراءة أو الاستماع: العودة من “الهول”: هل ستستقر عوائل داعش في محافظة نينوى العراقية؟

فانتشار الميليشيات في المناطق المحررة في نينوى وغيرها، واستخدامهم للسلاح المنفلت، “يرهب” كل من لديه نية العودة إلى منزله، ويضطره البقاء في مخيم النزوح، يوضح أغوان.

ويلفت إلى أن، الهدف من منع القوى السياسية المقربة من إيران للنازحين من عودتهم، هو السعي لإحداث “تغيير ديموغرافي” في تلك المناطق، لتغيير هويتها مستقبلا إلى الأبد، وفق تعبيره.

وكانت وزارة الهجرة بينت نهاية العام الماضي، أنها أعادت أكثر من مليون ونصف نازح لمناطقهم، وأغلقت كل مخيمات النزوح، ما عدا إقليم كردستان، وأنها تسعى لغلق تلك المخيمات بأقرب وقت.

عدد المخيمات

ويوجد 26 مخيما للنازحين في إقليم كردستان، معطمها بمحافظة دهوك، تضم 37 ألف نازح عراقي، منهم نحو 26 ألفا من نازحي نينوى وقضاء سنجار.

واجتاح تنظيم “داعش” في صيف 2014، محافظة نينوى شمالي العراق، وأعقبها بسيطرته على محافظتي الأنبار – غربا – و صلاح الدين – شمالاً – واحتل أجزاء من ديالى وكركوك.

للقراءة أو الاستماع: الهجرة العراقية: جهات مستفيدة من بقاء مخيمات النازحين

وبلغت مساحة الأراضي التي سيطر عليها “داعش” وقتئذ زهاء ثلث مساحة العراق، وأثناء فترة سيطرته على تلك المناطق، نزح قرابة 3 ملايين مدني من تلك المحافظات هربا من التنظيم.

كان النزوح إلى محافظات وسط وجنوب العراق والعاصمة بغداد، وإلى إقليم كردستان، واستمر هذا النزوح لنحو 8 سنوات، رغم تحرير الأراضي العراقية من قبضة “داعش” في 2017.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.