تسعى إيران مؤخرا لتوسيع نفوذها في عدد من الدول الإقليمية، وذلك تزامنا مع تهديد نفوذها في سوريا، ورغبتها في المناورة وتوسيع رقعة نفوذها، مقابل إحداث الضجة والتوترات في المنطقة بمقابل الحفاظ على وجودها في سوريا، لا سيما في ظل تصاعد الضغوط من قبل الولايات المتحدة، بالأخص فيما يتعلق بمفاوضات الملف النووي الإيراني، والاستفزازات الإيرانية ضد دول الخليج.

طائرات إيرانية في ميانمار

تقارير صحفية تحدثت خلال الأيام القليلة الماضية، حول هبوط طائرات إيرانية في ميانمار (جنوب شرق آسيا)، ما يعزز الشكوك حول وجود تنسيق أو تعاون عسكري بين طهران ونايبيداو.

وذكر موقع صحيفة “آسيا تايمز” أن التعاون العسكري بين إيران وميانمار قد يشمل مبيعات أسلحة إيرانية حساسة.

قد يهمك: سوريا.. مشروع توسعي لـ”الحرس الثوري” الإيراني في السيدة زينب

وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن الطائرات الإيرانية التي هبطت في ميانمار تحمل وفدا إيرانيا، هو الثاني أو الثالث الذي يزور هذه الدولة منذ استيلاء الجيش على السلطة في الأول من شباط/ فبراير عام 2021.

ويرى الباحث السياسي صدام الجاسر أن إيران تسعى لتوسيع نفوذها في آسيا من بوابة ميانمار، وذلك عبر دعم المجلس العسكري في البلاد الذي استولى على السلطة بانقلاب عسكري.

أهداف إيران

ويقول الجاسر في حديثه لـ”الحل نت”: “إيران ترى في نفسها أن لديها المقومات ولديها المقدرة على أن تكون لاعبا عالميا وليس لاعبا إقليميا فقط. إيران ترى بأنها استطاعت إنهاء مشروعها الإقليمي، بالسيطرة على القرار في سوريا تقريبا، وفي لبنان وفي اليمن والعراق بشكل كامل”.

وحول اتجاه إيران لتوسيع نفوذها في ميانمار يضيف الجاسر: “النفوذ الذي يتوسع حاليا في ميانمار هو نفوذ متبادل، قبل أيام اشترت الصين أول دفعة من النفط الإيراني، والصين تدعم المجلس العسكري في ميانمار. تلاقت المصالح الصينية مع الإيرانية على دعم مجلس ميانمار”.

ويعتقد الجاسر أن الصين لن تتورط في دعم المجلس العسكري في ميانمار بشكل علني، لذلك استغلت الحاجة الإيرانية إلى فك العزلة وإنشاء علاقات جديدة وأوعزت إلى طهران بتزويد ميانمار بالأسلحة والخبرات العسكرية، مقابل بعض المصالح الإيرانية مثل شراء النفط.

ويختم الباحث السياسي حديثه بالقول: “هناك مشاريع توسعية لإيران وتعمل عليها بشكل كبير، ولاحظنا اجتماع طهران مع قادة حركة طالبان قبل أيام، لذلك يسعى الإيرانيون لتوسعة نفوذهم في آسيا ونيل نفوذ جديد، وهو الطريق التي تعتقد إيران أنها ستصل من خلاله لتصبح لاعب عالمي”.

وشهدت ميانمار في شباط /فبراير 2021 انقلابا، استولى خلاله قادة الجيش على السلطة، وتم اعتقال قادة كبار في الدولة، بينهم الرئيس وين مينت، والمستشارة أونغ سان سوتشي، ثم أعلن جيش ميانمار حالة الطوارئ لمدة عام وتسليم السلطة للقائد العام للقوات المسلحة مين أونغ هلاينغ.

وبحسب الأمم المتحدة، فقد قُتل ما لا يقل عن 872 امرأة وطفلا ورجلا غير مسلحين في جميع أنحاء ميانمار منذ الانقلاب، بينما أصيب آلاف آخرون.

ويقول قائد الجيش وزعيم الانقلاب في ميانمار، مين أونغ هلينغ، إنه يتعهد بإجراء انتخابات جديدة في غضون عامين، وذلك بعد أن ألغى نتائج انتخابات العام 2020 التي فاز فيها حزب مستشارة البلاد أونغ سان سو تشي، معتبرا أن الاستحقاق لم يكن “لا حرا ولا نزيها”.

قد يهمك: إعادة الإعمار في سوريا.. هل تُجبر بوتين على تسوية سياسية دولية؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة