إعادة الإعمار في سوريا.. هل تُجبر بوتين على تسوية سياسية دولية؟

إعادة الإعمار في سوريا.. هل تُجبر بوتين على تسوية سياسية دولية؟

تفرض روسيا وجودها في مختلف الجوانب المتصلة بالقضية السورية، فتعمل على التنقل بين ملفاتها العسكرية والسياسية والاقتصادية، وأحيانا الإنسانية، وأهمها إعادة الإعمار، لفرض رؤيتها على الملف السوري برمته.

الكثير من التصريحات السياسية الروسية المتكررة، بخاصة في الآونة الأخيرة، تؤكد نية موسكو في جذب استثمارات من دول منطقة الخليج والغرب لإعادة إعمار سوريا، في وقت ترفض فيه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، المشاركة في إعادة الإعمار قبل تحقيق انتقال سياسي حقيقي وكامل في سوريا، فهل تسعى روسيا لتوافقات سياسية معلنة ومباشرة مع الولايات المتحدة الأمريكية من أجل إدخال هذا الملف حيز التنفيذ، في أقرب وقت بحسب ما يحقق رؤية روسيا في ذلك.

روسيا وملف إعادة الإعمار.. لا أمل يلوح في الأفق؟

المحلل السياسي، حسن النيفي قال للحل نت، أنه بالرغم من عدم اهتمام واشنطن الزائد بالقضية السورية إلا أنها تمسك أهم الأوراق فيها، وقصد بذلك ملف “إعادة الإعمار”، الذي تراه أمريكا شرطاً أساسياً لدخول الحكومة السورية في مفاوضات جدية والعمل على تطبيق القرار الأممي 2254.

ويرى النيفي، أن هذا الأمر يجعل روسيا بعيدة عن حصاد ثمرات منجزها العسكري في سورية.

ولا يعتقد النيفي، أن ثمة ما يشير إلى توافق روسي أمريكي في المدى القريب حول حل مستدام في سوريا، ويرى أيضاً، أن جزء كبيراً من مصدر التعقيد هو وجود إيران التي تعتبر نفسها صاحبة أحقية أكثر من الروس في تحديد مصير سوريا.

وفي ظل هذا التعقيد والتضارب في المصالح، يبدو أن الأطراف الثلاثة، روسيا وأمريكا وإيران، بالإضافة إلى تركيا، ما يزالون منهمكين بإدارة الصراع أكثر من التفكير في إيجاد حل، بحسب ما قاله النيفي للحل نت.

وأشار النيفي، إلى أن الروس قد يعتقدون أنه بإمكانهم إيجاد توافقات مع واشنطن وخاصة مع مجيء بايدن الذي اتسم موقف إدارته ببعض الهشاشة حيال حكومة دمشق، ولكن لن يستطيع انتظار المزيد من التنازلات الأمريكية بسبب قانون قيصر بالدرجة الأولى، و بسبب موقف الخارجية الامريكية الذي مايزال ملتزماً بموقفه تجاه حكومة دمشق.

وركز النيفي على نقطة شعور الروس بمزيد من الحرج في سورية، لذلك يقومون بمحاولة تعويم الأسد على المستوى العربي أملاً بإيجاد شروخات في الموقف الامريكي حيال الحكومة السورية برئاسة بشار الأسد.

هل موسكو قادرة على تحمل مسؤولية إعادة إعمار سوريا؟

قالت صحيفة “كوميرسانت” الروسية، إن موسكو أخذت على عاتقها مسؤولية إعادة بناء سوريا، لكنها ما زالت تأمل في أن لا تضطر إلى القيام بذلك بمفردها.

وأضافت الصحيفة أن موسكو تشارك دمشق رأيها بأن الدول الغربية هي المذنب الأكبر في متاعب الشعب السوري، لذلك أعطت الحكومة السورية العديد من الوعود المتعلقة بإعادة الإعمار.

وأطلقت روسيا عملية واسعة النطاق في سوريا، بعد عقد المؤتمر الدولي، الأول وهو الأخير حتى الآن، حول عودة اللاجئين وإعادة إعمار سوريا في دمشق، نهاية العام الماضي.

وشملت هذه العملية المساعدة في مجالات اقتصادية عديدة، وفي المجال التعليمي، إضافة إلى الرعاية الصحية، وأيضا قطاعي الزراعة والصناعة.

ونظمت هذه العمليات تحت وزارة الدفاع الروسية بمساعدة الوزارات والإدارات الروسية والسورية، وأن هناك العديد من المشاريع البارزة لم يعلن عنها حتى الآن، بحسب صحيفة كوميرسانت

ونقلت الصحيفة عن مستشار رئيس الوكالة الفدرالية لاستغلال الثروات الباطنية، دميتري أولينيك، أن روسيا لديها ما تقدمه للشعب السوري، ولكن يجب على سوريا صياغة استراتيجية إعادة الإعمار.

وفي سياق متصل، قال مصدر دبلوماسي روسي، أن لدى بلاده توقعات بإعفاء مشاريع ترميم البنية التحتية السورية من العقوبات الأمريكية، لا تزال الصعوبات قائمة في هذا الملف.

وأوضح المصدر، أن المبعوث الخاص للرئيس الروسي ألكسندر لافرنتيف وجد صعوبة في تقويم آفاق التعاون الروسي الأمريكي حول سوريا، مؤكداً أن بلاده لا تنوي تحمل عبء إعادة إعمار سوريا وحدها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.