في حادثة جديدة حول بيع الأطعمة الفاسدة والمستحضرات العلاجية، أغلقت الحكومة السورية مصنعا للمستحضرات الطبية لأسباب صادمة. 

المستحضرات الطبية تلقى رواجا في الآونة الأخيرة، وزيادة في الاستهلاك بالرغم من انحدار سوريا إلى هوة الفقر، بعد تدهور سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأميركي، وسط تفاقم أزمة شح المحروقات وانهيار اقتصادي متسارع يضرب البلاد، التي اعتادت خلال الأشهر الماضية على مشهد الطوابير أمام محطات الوقود.

حمص وفضلات جرذان

مدير التجارة الداخلية في اللاذقية، أحمد زاهر، قال أمس الأحد، إن منشأة لصنع أطعمة طبيعية وتركيبات لاتباع نظام غذائي صحي لفقدان الوزن قد تم تشميعها بالشمع الأحمر، لأنها تستخدم مواد منتهية الصلاحية وفضلات الفئران على الحبوب التي تصنعها.

وأضاف في تصريح لصحيفة “الوطن”، إن المنشأة تقوم بتصنيع المستحضرات الطبية باستخدام الحمص والذرة وعلف الشعير، وتقوم بسحقها وتعبئتها في كبسولات طبية. فيما تم العثور على فضلات “جرذان” داخل حبوب التنحيف المصنعة أيضا.

وطبقا لحديث زاهر، فقد تمت مصادرة الكميات المحجوزة والمواد المنتهية صلاحيتها. والتي تشمل 35 كيسا من ملح الطعام و6 جالونات من خل التفاح، و3 براميل قمح. وكبسولات فارغة وماكينة خياطة كهربائية وماكينة تكسير. كما ذكر أن المنشأة تم تشميعها وإحالة المخالف إلى القضاء المختص.

للقراءة أو الاستماع: الفئران تغزو أروقة ومدرّجات جامعة تشرين

زيادة استهلاك منتجات التنحيف في سوريا

انتشرت في الآونة الأخيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، إعلانات لمتممات غذائية تدعي قدرة هذه المستحضرات على التنحيف وحرق الدهون وأخرى لتكبير أو تصغير أعضاء الجسم. فيما عده البعض أنه استهداف مقصود لـ”التربح من يأس وبؤس الشعب”.

ورغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعصف بالبلاد، لا سيما المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية. فإن هذه المستحضرات تحظى بسوق واسعة في البلاد.

لا سيما  أن هناك أدوية تنحيف مرخصة وقوية التأثير، وتحتاج لمتابعة طبية أثناء تناولها ويوجد حوالي 13 صنفا تجاريا منها ولا يلتزم كثير من الصيادلة بالوصفة الطبية في صرفها. وقد منعت عدة دول في العالم استخدامها نتيجة تأثيراتها الضارة على القلب والأعصاب وسعرها رخيص نسبيا. إذ تباع العلبة ذات العشرين حبة بنحو 500 ليرة سورية.

وقدرت بعض المراجع الصيدلانية، أن حجم مبيعات الأدوية المنحفة والمقويات الجنسية يشكل نحو 10 بالمئة من حجم مبيعات الدواء في البلاد سنويا، أي نحو 100 مليون ليرة من نحو مليار ليرة.

للقراءة أو الاستماع: الفئران تتجول في شوارع اللاذقية وتهاجم السكان في وضح النهار

بهارات بطعم الفئران في اللاذقية

وهذه ليست المرة الأولى التي تغلق فيها منشأة بمدينة اللاذقية ويكون استخدام الفئران أحد أسبابها. إذ أعلنت مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في اللاذقية، مطلع الشهر الجاري، أنها ضبطت معملا، يقوم بصناعة التوابل المغشوشة. وذلك عبر استخدام الأرز المطحون عوضا عن المواد الأساسية المستخدمة في صناعة هذه المواد.

وبحسب تصريحات المديرية آنذاك، فإن المعمل المذكور يحوي مادة القرفة. حيث عثر بداخلها على “قوارض ميتة”، إضافة إلى استخدام الأرز المطحون في صناعة توابل الدجاج.

ومع انتشار الاحتيال في سوريا، حذر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، من انتشار عمليات الاحتيال بالمعاملات. تتضمن عمليات الاحتيال هذه شراء كميات كبيرة من القمح والشعير ومواد زراعية أخرى من المزارعين. مقابل فواتير مطبوعة مزورة باسم “اليونيدو”.

وقالت الممثلة المقيمة للوكالة في سوريا، رملة الخالدي، في تشرين الأول/أكتوبر الفائت، “نشعر بقلق بالغ إزاء التقارير الإخبارية المحلية، عن عمليات احتيال بتلفيق هوية وكالة الأمم المتحدة”. 

مضيفة، “نوصي بشدة متلقي العطاءات بالمشاركة في عمليات الشراء أو أي عمل للحصول على أو شراء سلع أو خدمات أو أعمال من مصدر خارجي. ولتوخي الحذر فيما يتعلق بهذه الطلبات، ولديكم شكوك أرجو تأكيد صحة المعلومات مع الأمم المتحدة المحلية”. 

وأشار برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إلى أنه غير مسؤول عن أي خسارة مالية ناجمة عن مثل هذه الأنشطة الاحتيالية.

للقراءة أو الاستماع: اللاذقية: بهارات بطعم الفئران والرز المطحون وسيلة للغش

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.