“عشرينية قتلها شقيقها”.. ضحية جديدة من العابرات جنسيا في العراق

“عشرينية قتلها شقيقها”.. ضحية جديدة من العابرات جنسيا في العراق

في استمرار للعنف ضد العابرات جنسيا، أعلنت شرطة محافظة دهوك في إقليم كردستان شمالي العراق، اليوم الاثنين، العثور على جثة عابرة جنسيا من ذكر إلى إنثى، قتلها شقيقها.

وبحسب بيان لشرطة دهوك، اطلع عليه “الحل نت” ونشره موقع “ناس كرد”، فإنه، “تم إخطارهم بحادث قتل اليوم في قرية “بابوخكي” بمركز “مانكيش” وتوجهت فرقهم إلى الموقع وأرسلت الجثة إلى الطب العدلي”.

وأضاف البيان، أن العابرة “المقتولة” تبلغ من العمر 23 عاما، وكانت تعمل في مجال المكياج وتعيش بمفردها في شقة بعيدة عن أقاربها.

ولاذ القاتل وهو شقيق الضحية بالفرار إلى مكان مجهول بعد أن قتلها، وهو لا يعيش فى إقليم كردستان العراق، وفق البيان.

وعاد القاتل إلى دهوك قبل بضعة أيام واقتاد شقيقته بمفرده إلى مكان قتلها فيه بسلاح “كلاشنيكوف”، ثم فر، ولم يعرف مكانه بعد، بحسب المتحدث باسم شرطة دهوك، هيمين سليمان.

بداية العنف من “الحملة الإيمانية”

ولا توجد إحصائية رسمية عن عدد العابرات جنسيا في العراق، لكن المؤشرات تقول إنهن يشكلن مع العابرين جنسيا و”مجتمع الميم”، الآلاف في البلاد.

وتواجه العابرات جنسيا الاضطهاد والعنف والقتل بشكل شبه يومي، وذلك الاضطهاد بدأ منذ التسعينيات عندما أقر نظام صدام حسين السابق، “الحملة الإيمانية” بحجة العودة إلى الإيمان.

وترتب على “الحملة الإيمانية” إصدار مرسوم يجرم “مجتمع الميم” بشكل عام، على أن تكون العقوبة هي الإعدام، ونفذت مئات الأحكام بقرارات قضائية.

كانت “تُقطع رؤوس النساء بالسيف أمام الناس”، وترمى الجثث ليلا أمام منازل أهلهن، ووثقت ذلك “منظمة العفو الدولية” في تقريرها عن حقوق الإنسان في العراق، الصادر عام 2002.

ولم ينته العنف والقتل الذي يطال العابرات جنسيا و”مجتمع الميم” في العراق، بعد سقوط نظام صدام حسين في 2003، بل استمر، وزادت حدته بعد “الحرب الأهلية” التي استمرت منذ 2005 وحتى 2009.

للقراءة أو الاستماع: العابرات جنسيا في العراق: “إعدام قانوني” يمنعهن من العبور

https://7al.net/2022/01/25/%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d8%a8%d8%b1%d8%a7%d8%aa-%d8%ac%d9%86%d8%b3%d9%8a%d8%a7-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a7%d9%82/elkarmaly/news/

إذ بدأ “جيش المهدي” بعد “الحرب الأهلية” بحملة ضد “مجتمع الميم”. وبحسب تقديرات منظمة “عراق كوير”، فإن عدد القتلى عام 2017 بلغ 220 فردا من “مجتمع الميم” ومنهم العابرات جنسيا.

مفهوم العبور الجنسي

لاحقا، أصدر زعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر في 2016، بيانا دعا فيه إلى ضرورة تقبل “مجتمع الميم”، وإيقاف العنف ضده وهدايته بالطرق العقلانية، فابتعد “جيش المهدي” عن قمعهم.

وبعد فترة هدوء نسبي، عاد العنف والترهيب لينال “مجتمع الميم” منذ عام 2018، وهذه المرة من قبل “عصائب أهل الحق”، فقد وثقت منظمة “ألوان” 368 انتهاكا ضدهم، منذ 2019 وحتى نيسان/ أبريل 2021.

وقالت المنظمة المعنية بحقوق “مجتمع الميم” في توثيقها، إن “شخصا واحدا يتعرض كل يومين تقريبا إلى نوع من أنواع الانتهاكات، التي شملت الاغتصاب والتعذيب والتهديد والسرقة”.

العبور الجنسي، يعني اختلاف الهوية الجندرية للذكر أو الأنثى عن الجنس المحدد له عند الولادة، أي عدم تطابق الهوية الداخلية للإنسان مع جسده.

للقراءة أو الاستماع: «العنف الجنسي» الواقع على “العابرات جندرياً” خلال النزاع السوري

ويتم إجراء عملية العبور الجنسي، من أجل تطابق الهوية الجندرية للإنسان ذكر أو أنثى مع جسده الذي يشعر أنه ينتمي له، وتتم إما عبر أدوية عادية أو بعمليات جراحية.

ولا يفهم القانون العراقي الحالي، معنى العبور الجنسي، ولا توجد ضوابط ومواد قانونية تخصه مطلقا، ويتعامل القضاء العراقي مع الموضوع وفق اجتهاداته.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.