أثارت حملة إزالة الأكشاك، في أحياء مدينة ديرالزور المأهولة (شرق سوريا)، خلال اليومين الماضين، باستثناء أكشاك وبسطات وكولبات، تعود ملكيتها لبعض المدعومين وقادات الميليشيات، استياء الأهالي وخاصة ممن أزيلت أكشاكهم، بسبب تردي الأوضاع المعيشية.

معظم أصحاب الأكشاك والكولبات لم تعطهم المحافظة مهلة لتصريف بضائعهم، حيث اضطر بعضهم لتصريفها بأسعار منخفضة.

استثناءات من القرار

“الحل نت” تحدث مع بعض من طالهم الضرر للوقوف على تفاصيل ما تعرضوا له، خالد الرحيل 59 عاما، يقول لـ “الحل نت” إنهم “أزالو الكولبة المعدنية التي كان يبع فيها الشاي والقهوة وبعض الجرائد، في حي هرابش، بدون أن يقوموا بتبليغه عن الأمر مسبقا”.

ويضيف أنه “ليس عنده مصدر رزق آخر، فلديه أولاد في المدارس، وسيضطر لبيع الجرائد سيرا على الأقدام، حتى يفرجها رب العباد عليه”، وفق تعبيره.

وأشار بحسرة إلى أن “كولبته لم تتعدى مساحتها 50 سم، وهي في نفس المكان الذي تتواجد فيه كولبات وأكشاك وبسطات أيضا، أصحابها عناصر في “الدفاع الوطني”، وبعضها تعود لضباط في المطار العسكري، لم يتم الاقتراب منها”.

وحالة أم عمر أم لخمسة أطفال، في حي الجورة، تمت إزالة الكشك وتنور صغير تصنع فيه الخبز والفطائر لإعالة أبنائها، تكفكف دمعها شاكية، أنا “المعيلة الوحيدة لأولادي، كيف سأتدبر أموري بعد فقدان مصدر رزقي الوحيد”، وتضيف بحسرة، “يستقون على الفقراء، في الوقت الذي يعجزون فيه عن محاسبة أصحاب التجاوزات والانتهاكات في المدينة”.

للقراءة أو الاستماع: بهدف تحصيل الأموال.. مليشيات إيرانية تسرق مولدات المساجد في دير الزور

مطالبات بإيجاد حلول

بدوره ذكر أحد أصحاب الأكشاك، فضل عدم ذكر اسمه، أنهم “أزالوا مصدر رزقه، الذي يعتاش منه هو وعائلته وعائلة شقيقه المتوفى، بدون أي سبب، وبدون أي إنذارمسبق”.

يتابع، “قبل أربعة ساعات فقط تم إخباري بأن البلدية ستقوم بهدم الكشك، وأنه يجب علي الذهاب بسرعة لإفراغه، استعنت ببعض أقربائي لنقل بضاعتي من الكشك قبل هدمه، وهي مواد غذائية أساسية وبعض المنظفات، ولأن منزلي صغير، أجبرت لبيعها لصاحب كشك مجاور لي، لم يتم التعرض له، لأن ملكيته، تعود لضابط أمن في معسكر الطلائع”.

وأضاف بحرقة، “ليتهم يزيلون المخالفات بشكل متساوي وبدون أي تفرقة، فيوجد محلات كبيرة وكولبات تعود مليكتها لمتنفذين في الحكومة، في حي القصور، لا أحد يستطيع الاقتراب منها”.

حالات أخرى مماثلة لما تم ذكره، تشاركوا بذات المشكلة، وطالبوا بالحصول على تراخيص لممتلكاتهم البسيطة التي يعتاشون منها ويكسبون رزقهم منها بالحلال، وأن يتم معاملتهم أسوة بمن يملك المال والسلطة فجميع الناس سواسية ولا اختلاف بينهم.

ويبرر “مجلس المحافظة”، قراراه بإزالة الأكشاك بأنها “تعرقل حركة السير والتنقل بسهولة بين الطرقات”.

ويعلق متضرر على ذلك ساخرا: “أكشاك وبسطات الفقراء أصبحت تعيق حركة الشوارع، بينما الأكشاك والبسطات التابعة للضباط والمسؤولين تسهل حركة السير وتوفر خدمة للجميع المارة”.

للقراءة أو الاستماع: “الحرس الثوري” يجهز خنادق جديدة لتخزين الأسلحة والصواريخ غربي الفرات

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.