انفضت الوقفة الاحتجاجية في مدينة السويداء، بعد ظهر اليوم الجمعة، والتي استمرت لمدة ساعتين، مع إعلان منظميها بتجديدها لاحقا، حيث شارك المئات من السكان فيها، دون أي احتكاك مع القوات الأمنية التابعة للحكومة السورية، وفق مصادر محلية.

وكان عدد كبير من أهالي السويداء بدأوا بالتوافد صباحًا إلى ساحة الاحتجاج، أمام مقام عين الزمان في المدينة، والذي أصبح رمزا للاحتجاجات التي بدأت عقب قيام الحكومة السورية بإصدار قرار إلغاء الدعم، في تضييق اقتصادي جديد عانى منه أبناء السويداء كما بقية السوريين.

تعزيزات أمنية .. الرد على المطالب

وصلت تعزيزات أمنية إلى السويداء يوم أمس، قادمة من دمشق، ودرعا، وتتشكل هذه التعزيزات من عناصر من المخابرات الجوية، والأمن العسكري، وقوات حفظ النظام التابعة لوزارة الداخلية، حيث بدأت بنشر الحواجز ونقاط التفتيش في المدينة.

وقد جعل وصول هذه التعزيزات المشهد أكثر تعقيدا في السويداء حسب ناشطين محليين، حيث أن المحتجين لديهم النية بإكمال الاحتجاج، في حين تسعى هذه القوات لإيقافها، كما دعت الفرق الحزبية التابعة لحزب البعث أتباعها إلى التصدي لهذه الاحتجاجات، ما جعل معظم منتسبي حزب البعث يرفضون هذه الدعوات منعل للاصطدام مع الأهالي.

يقول الناشط أبو أمير، لموقع “الحل نت”، أن رد دمشق بات يتوضح شيئا فشيئا على المطالب المحقة لأبناء السويداء، والتي تمثل كل السوريين بوجوب رفع الظلم الاقتصادي والتفقيى الواقع عليهم، وهذا الرد جاء بإرسال قوات أمنية كبيرة، ما يدل على أن الحكومة لا تزال تتمسك بعقليتها الأمنية في التعاطي مع المطالب الشعبية، مؤكدًا أنه لا نية لدى أبناء السويداء للتوقف عن الاحتجاجات حتى تحقيق مطالبهم.

وأضاف أبو أمير، أن الاحتجاجات تجري بطريقة سلمية كاملة، ولا يوجد بين المتظاهرين أي عناصر مندسين كما تسميهم الحكومة يسعون للتخريب، أو القتل أو غير ذلك، من التهم التي اعتاد السوريون على سماعها من دمشق.
قد يهمك:احتجاجات السويداء.. كيف يستمر الحراك دون اختلاق فتنة من دمشق؟

رجال الدين وشباب الحراك على خط الاحتجاجات

أكد الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز، الشيخ حكمت الهجري، أن التظاهر السلمي حق مشروع للمطالبة بالحقوق، مؤكدا على حق المطالبة السلمية ضد ما وصفها بقرارات الحكومة التعسفية.

كما أيد الشيخ الهجري، أي حراك سلمي مع المحافظة على مؤسسات الدولة، مطالبا بعد الصيد في الماء العكر على حسب وصفه في ظل هذه الظروف، مشيرا إلى حق المواطنين بالمطالبة بحقوقهم المشروعة، وأن هذه التوجيهات صدرت عنه فقط، ولم تصدر عن غيره.

كما صدر بيان عن شباب الحراك في السويداء، استنكروا فيه تصريحات بعض المسؤولين الحكوميين، بأن المحتجين على قرارات الحكومة هم عملاء لإسرائيل، مؤكدين أن هذا الكلام عار عن الصحة، وأن ما يجري هو المطالبة بحقوق مشروعة.

وأكد البيان، أن المحتجين سيحافظون على مؤسسات الدولة، ويرفضون تهم العمالة، وأن الاحتجاجات السلمية ستستمر حتى الحصول على الحقوق، وسط دعوة من البيان لأبناء المحافظات الأخرى للوقوف مع أبناء السويداء بطرق سلمية للمطالبة بالحقوق، ومحذرا من افتعال أي فتن تشوه هذا الحراك.
إقرأ:خالد العبود ينضم إلى بثينة شعبان ويهاجم أهالي السويداء 

وفد عسكري روسي في السويداء وإطلاق نار على المحتجين

مع استمرار الاحتجاجات في السويداء، زار وفد عسكري روسي يوم أمس الخميس محافظة السويداء، والتقى مع محافظها نمير مخلوف، من أجل الاطلاع على المستجدات في المحافظة، والاستفسار عن طريقة تعاطي السلطات مع المحتجين، وأسباب قدوم التعزيزات الأمنية الأخيرة.

ويقول أبو أمير، لموقع “الحل نت”، انه كان من المتوقع قدوم وفد روسي للمحافظة، فمن المعروف أن الروس لا يرغبون بالتصعيد في السويداء، خوفا من انفلات الأمور، معتقدا أن الهدف الرئيسي لزيارة الروس هي التأكيد على الحكومة بعدم استخدام القوة ضد المحتجين.

ولكن من جهة أخرى، أغلقت قوات الأمن السوري صباح اليوم كل الطرق المؤدية إلى مبنى المحافظة، في مدينة السويداء بسيارات مصفحة، وانتشار كبير لعناصر الأمن، كما أصيب أحد أبناء قرية مجادل في ريف السويداء، على حاجز عسكري في مدينة شهبا، وسط نفي من نشطاء محليين ان شابا من عائلة شلغين قد قتل.

ومع انفضاض المحتجين من مركز مدينة السويداء، استمرت وقفات احتجاجية في بلدات وقرى السويداء، في أم الزيتون، وغيرها، وسط تأكيدات من الأهالي على استمرارهم في احتجاهم، ووسط خوف من جانب آخر من تصعيد من الحكومة، في أي وقت.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.