حالة تأهب بين عدة دول غربية من جراء احتمال نشوب حملة عسكرية روسية وشيكة على الحدود الأوكرانية، تزامنا مع حدة التصريحات الأمريكية والبريطانية حول تأزم الأوضاع على الحدود الأوكرانية، ويبدو طبول الحروب بين موسكو والدول الغربية تدق وتلوح في الأفق.

دول غربية تطلب من رعاياها مغادرة أوكرانيا فورا

ووفق صحيفة “بوليتيكو”، فإن الرئيس الأمريكي جو بايدن حدد في مؤتمر بالفيديو مع زعماء دول الغرب والاتحاد الأوروبي والناتو، موعد “غزو” روسيا لأوكرانيا في 16 فبراير الجاري. فيما اختلف الأوروبيون مع بايدن، في تقدير توقيت وحتمية التصعيد، وأضافت الصحيفة، نقلا عن مصادر مطلعة لم تحددها: “خلال حديثه مع قادة الدول الغربية، الذي استمر نحو ساعة، حدد بايدن يوم 16 فبراير كموعد للهجوم الروسي”.

وأضاف بايدن، “نحن نتعامل مع أحد أكبر الجيوش في العالم. هذا وضع مختلف جدا، والأمور يمكن أن تصبح جنونية بسرعة، وإن موسكو قد حشدت ما يكفي بالفعل لغزو أوكرانيا”.

وكما سبق وحذر الرئيس الأميركي من أن القوات الأميركية لن تتمكن من إجلاء رعاياها الفارين من الأراضي الأوكرانية في حال بدأت روسيا بالاجتياح. وأكد بايدن على أن الأمر سيكون بمثابة “حرب عالمية عندما يبدأ الأميركيون والروس بإطلاق النار على بعضهم، نحن في عالم يختلف كثيرا عما كان عليه سابقا”.

وفي تحذير سابق لوزارة الخارجية الأميركية قالت: “لا تسافروا إلى أوكرانيا بسبب تزايد مخاطر تحرك عسكري روسي وكوفيد-19. وينبغي لمن هم في أوكرانيا المغادرة فورا عبر الوسائل التجارية أو الخاصة”.

ولذلك، طلبت دول أوروبية عدة وبريطانيا من رعاياها مغادرة أوكرانيا فورا لأجل سلامتهم، تخوفا من غزو روسي محتمل، من جهتها نفت روسيا مرارا وجود أي خطط لغزو أوكرانيا على الرغم من حشدها لأكثر من 100 ألف جندي على الحدود بين البلدين، وقد بدأت مناورات عسكرية ضخمة بالاشتراك مع جارتها بيلاروسيا.

فيما أعلن المتحدث باسم المفوضية الأوروبية بيتر ستانو، في بيان، أنه سمح للموظفين الذين ليس لهم أولوية قصوى بمغادرة أوكرانيا، حسب صحيفة “بوليتيكو”.

وبالتزامن مع تصريحات بايدن قال وزير الدفاع البولندي ماريوش بلاشتاك إن طائرات أميركية إف-15 هبطت الخميس في قاعدة جوية بولندية في الوقت الذي يعزز فيه حلف شمال الأطلسي وجوده العسكري عند خاصرته الشرقية وسط توتر بشأن مواجهة بين أوكرانيا وروسيا.

ووصلت الطائرات مع انتشار المزيد من القوات الأميركية والبريطانية في بولندا، التي زارها رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون تعبيرا عن التضامن.

وغرد بلاشتاك على موقع تويتر: “وصلت مقاتلات إف-15 الأميركية إلى القاعدة الجوية في لاسك، وسوف تدعم الخاصرة الشرقية كجزء من مهمة الحماية الجوية لحلف شمال الأطلسي”. بينما لم يذكر وزير الدفاع عدد طائرات إف-15 التي هبطت في القاعدة. وقد أرسلت طائرات أميركية من الطراز نفسه إلى دول البلطيق.

وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس إن لندن قد ترسل مزيدا من القوات للمساعدة في دعم حلفائها في شرق أوروبا إذا لزم الأمر، بعد الإعلان عن نشر 350 جنديا في بولندا يوم الاثنين الفائت.

كذلك وصلت قاذفات أميركية استراتيجية من طراز بي-52 إلى بريطانيا للمشاركة في مناورة “مخطط لها منذ فترة طويلة” مع الحلفاء في حلف شمال الأطلسي وسط توتر بين الغرب وروسيا، حسبما أعلن سلاح الجو الأميركي في بيان.

ووصلت القاذفات التي لم يحدد عددها، من قاعدة مينوت الأميركية في داكوتا الشمالية، وهبطت في قاعدة فيرفورد الجوية البريطانية على بعد 150 كيلومترا غرب لندن، وفق ما ذكرت قيادة القوات الجوية الأميركية في أوروبا ومقرها ألمانيا.

وقال البيان إن المناورة “المخطط لها منذ فترة طويلة” تهدف إلى “تحسين مستوى الاستعداد وقابلية التشغيل المشترك لمراقبة الحركة الجوية التي تنسق الضربات التي تنفذ دعما للقوات البرية”.

كما أشار سلاح الجو الأميركي إلى أن “تناوب القاذفات يعزز التزام الولايات المتحدة تجاه الحلفاء في الناتو، للحفاظ على أمننا الجماعي وسيادتنا”.

قد يهمك: تصعيد حاد ضد روسيا… أقوى عقوبات بريطانيا ضد موسكو

تأثيره على الشرق الأوسط وبالتحديد سوريا

وفي وقت سابق، حذر الجنرال إريك كوريلا أن “غزو روسيا لأوكرانيا سيمتد إلى الشرق الأوسط، بما في ذلك سوريا”، وأردف الجنرال الأمريكي خلال جلسة استماع في الكونغرس، “أن روسيا تمتلك قواعد عسكرية وقوات في سوريا، وإذا غزت روسيا أوكرانيا، فلن تترد في لعب دور المفسد في سوريا أيضا.

وفي حديثه لـ”الحل نت”، يوضح المحلل السياسي الدكتور مصطفى صلاح، “أن هناك لغة ونبرة حادة من إدارة بايدن تجاه روسيا ومقاومة رغبتها في غزو أوكرانيا ومنع أي تصعيد عسكري، حيث لن تقبل الولايات المتحدة احتلال موسكو  لشبه جزيرة القرم.

وبحسب صلاح، فإن بايدن رغم ذلك يحاول تفادي الوقوع في حرب عالمية شاملة، نظرا للكلفة الفادحة المترتبة على ذلك، لافتا إلى أن واشنطن ستواصل “تقديم الدعم العسكري واللوجيستي والاستخباري للجيش الاوكراني، مع الوضع في الاعتبار أن الجيش الروسي والكفاء العسكرية لا يمكن التهاون معها”.

ويرجح صلاح أن تكون هناك فرصة للحلول الدبلوماسية برغم التصريحات الحادة والتحركات الخشنة، لكن موسكو وبوتن يواجه الكل بمواقفه الصلبة وعدم استجابته اللينة للطرح السياسي.

وفيما يتصل بخلفيات وتداعيات تلك الأزمة على الشأن الإقليمي، يلمح المحلل السياسي إلى أن بؤر التوتر ومناطق التنافس الخارجي في الشرق الأوسط ستكون ضمن محطات الضغط والمناورة بين القوى الدولية.

 وأردف صلاح، “فلطالما ظلت الملفات المأزومة تواجه معضلات عديدة تجعلها تقف على مسافة بعيدة من الحل فإن النزاعات في سوريا ستشهد تعبئة وتوتر مثلما حدث مؤخرا في سجن غويران بالحسكة شمال شرقي سوريا، ثم مقتل زعيم تنظيم داعش “القرشي” وانبعاث التنظيم المسلح والإرهابي على نحو مباغت في سوريا وليبيا.

قد يهمك: هل يمتد توتر الأزمة الأوكرانية إلى سوريا؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة