يبدو أن بلاد الشرق الأوسط معرضة لخطر الخلافات القائمة بين الدول الكبرى المتواجدة فيها حتى خارج حدودها، فحدوث صراع في بلد بعيد مثل أوكرانيا قد يرتد على بلد يبعد آلاف الكيلومترات منها مثل سوريا، وهو ما تحدث عنه في ملف الأزمة الأوكرانية وتداعياتها في الشرق الأوسط جنرال أمريكي قبل أيام.

الأزمة الأوكرانية يمتد إلى الشرق الأوسط

حذر الجنرال إريك كوريلا أن “غزو روسيا لأوكرانيا سيمتد إلى الشرق الأوسط، بما في ذلك سوريا”، وذلك أثناء جلسة استماع للجنة القوات المسلحة بالكونجرس بشأن ترشيحه لمنصب القائد العام للقيادة المركزية الأميركية.

ونقلت وكالة الأنباء الأمريكية “أسوشيتد برس”، بأن كوريلا “أخبر لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ أن الصين توسع قوتها وإنفاقها في منطقة القيادة المركزية، بما في ذلك في البلدان التي تحتاجها الولايات المتحدة لجمع المعلومات الاستخبارية عن الأنشطة المتطرفة في أفغانستان.

وأوضح كوريلا، بأن “الولايات المتحدة تواجه حقبة جديدة من المنافسة الاستراتيجية مع الصين وروسيا لا تقتصر على منطقة جغرافية واحدة بل تمتد إلى منطقة مسؤولية القيادة المركزية، بما أن الولايات المتحدة تعطي الأولوية للمنافسة مع الصين، يجب أن نظل منخرطين في الشرق الأوسط ووسط وجنوب آسيا”.

وفي حديثه لـ”الحل نت”، يوضح الدكتور عبد السلام القصاص الباحث المتخصص في العلوم السياسية، “أن حديث الجنرال الأمريكي بشأن انعكاسات وارتدادات الأزمة الأوكرانية على الملفات أو بالأحرى الصراعات المفتوحة في منطقة الشرق الأوسط له دلالة مباشرة تتمثل في أن الصدام المباشر بين موسكو وواشنطن سيكون في مجالات التنافس الإقليمية وبؤر التوتر الخارجية والتي من بينها الملف السوري وكذا الليبي.

وبحسب القصاص، فإن الرئيس الأمريكي يواجه روسيا والصين كقوى صاعدة وتحاول تضغط في مناطق نفوذ واشنطن التقليدية وهو الأمر الذي لن تسمح به الولايات المتحدة وستواصل تعبئة المناطق المتاخمة لروسيا.

وأردف القصاص، أن هذه المنطقة معروفة جغرافيا بدول الاتحاد السوفيتي السابق وهو حزام مهم من الناحية الامنية والاستراتيجية للأمن القومي الروسي كما لا يمكن الإغفال عن مبدأ العقوبات الاقتصادية الذي هدد به بايدن والذي بمقدوره عزل بوتن ونظامه السياسي عن النظام المصرفي العالمي وهو سلاح استراتيجي مؤثر وفعال.


لماذا إلى سوريا بالتحديد؟

وأردف الجنرال الأمريكي خلال جلسة استماع للجنة القوات المسلحة في الكونغرس، “أن روسيا تمتلك قواعد عسكرية وقوات في سوريا، وإذا غزت روسيا أوكرانيا، فلن تترد في لعب دور المفسد في سوريا أيضا”.

وفيما يتصل بسوريا فإن ساحة الصراع في سورية تبرز لاعبين إقليميين ودوليين وبينهم صراعات جيوسياسية عديدة ومتفاوتة، فالوجود الروسي يمثل تهديدات صريحة على النفوذ الأمريكي سواء بمنطقة الشرق الأوسط ومصالحها في البحر المتوسط، لا سيما مع استئجار موسكو لمرفأ طرطوس لمدة تقارب على نصف قرن، ويضاف لذلك النشاط المحموم الذي تقوم به بكين من خلال توسيع دائرة وجودها العسكري في منطقة القيادة المركزية، وهو أمر يضع الولايات المتحدة في منافسة عنيفة على المستوى الاستراتيجي.

وألمح القصاص، “إلى أن الهيمنة العسكرية الروسية على سوريا تبعث بمخاطر أمنية وسياسية جمة لأنها قد تصطدم مع المصالح الأمريكية في سوريا والعراق والتي قد تسمح من خلال الميليشيات المسلحة المدعومة من الحرس الثوري الإيراني بتنفيذ ضربات ضد القوات الأمريكية وتسهيل تنفيذ تلك العمليات التي قد تغض موسكو الطرف عن تسلل بعض العناصر من خلال الحدود المشتركة فضلا عن توفير غطاء لعمليات التجنيد والتعبئة والتدريب”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.