أنتجت الحرب في سوريا على مدى السنوات الماضية، أساليب عديدة من الجرائم الفردية، والمنظمة، في المجتمع السوري لم تكن معروفة قبل ذلك، ويجمع مختلف هذه الجرائم دائما هدف رئيسي هو المال، فيما يبدو أن جرائم الخطف من أجل طلب الفدية هي التي باتت شائعة بشكل لافت خاصة في الأعوام الثلاثة الماضية.

في آخر حادثة خطف، أعلنت وزارة الداخلية السورية، صباح اليوم، في بيان لها عن حادثة خطف في ريف دمشق تبين أنها حادثة مفتعلة، حسب موقع “أثر برس” المحلي.

تفاصيل الحادثة

أفادت وزارة الداخلية في بيانها، أن مواطنا جاء إلى مركز شرطة أشرفية صحنايا بريف دمشق قبل مدة، وادعى أن ابنه تغيب عن المنزل، بعد ذهابه للعمل في دمشق، ليتصل به شخص في وقت لاحق، ليخبره أنه قام بخطف ولده، ونقله إلى محافظة ثانية، طالبا فدية مقدارها 100 ألف دولار أميركي، أو سيتم قطع رأس ولده.

وأوضحت الوزارة، أن مركز الشرطة المعنيين قام بالتحري والبحث عن الفاعلين، وبعد أيام من ادعاء الأب، عاد الأب إلى المركز ليخبر الشرطة أنه تمكن من تحرير ولده بعد قيامه بدفع فدية قيمتها 100 مليون ليرة سورية، عن طريق وسيط.

وأكدت الوزارة، أنه بعد إجراء التحقيقات، والتدقيق بإفادة الولد حول اختطافه، وادعائه بالتعرض للتعذيب، والمقاطع التي أرسلت لوالده، وبعد عرضه على الطبيب الشرعي أكد الأخير أنه لا توجد أي آثار للضرب على جسده، ما أثار الشكوك حول روايته.

وبعد مواجهته بالأدلة، اعترف أن حادثة الخطف مفتعلة، بالاتفاق مع والدته، حيث خططا للاستيلاء على أموال والده، بسبب خلافات عائلية، والاتفاق مع الوسيط، الذي نقل الولد إلى محافظة أخرى، وقام بإرسال الرسائل للأب، ومن ثم استلام مبلغ الفدية.
إقرأ:درعا: رجل وصهره ماتوا بالسم بسبب 3 سيدات استأجروا قاتلا

حوادث خطف وقتل متكررة

لم تكن هذه الحادثة المفتعلة، هي الأولى كحالة خطف، إنما تكررت عمليات الخطف بشكل كبير خلال العامين الأخيرين، ولعل حادثة خطف الطفل فواز القطيفان في درعا قبل أكثر من 3 أشهر، والتي انتهت مساء أمس بتحريره من الخاطفين بعد دفع فدية قدرها 400 مليون ليرة، كانت الأبرز في الآونة الأخيرة.

وذلك نظرا لكونها أصبحت قضية رأي عام داخل سورية وخارجها، حيث سلطت الضوء بشكل كبير على حالات الخطف من أجل الفدية، ومدى خطورتها على سلامة الأشخاص من جهة وعلى النسيج الاجتماعي من جهة أخرى، والذي بات مهددا بشكل كبير.

جرائم قتل عائلية، برزت مؤخرا في مناطق مختلفة، تابعها موقع ” الحل نت”، ففي الثالث من شباط/فبراير الحالي، قام الأب عبدالله ذياب، من مدينة الصنمين في ريف درعا الشمالي، بقتل ابنه محمد، والذي هو من ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك بعد حبسه في غرفة صغيرة داخل منزله لعدة أيام، والقيام بضربه على رأسه وبطنه بأدوات صلبة.

كما كانت وزارة الداخلية أعلنت قبل أيام، عن جريمة في حلب، حيث أقدم شخص يعمل سائقًا لدى سيدة ، على قتلها بدس السم لها في العصير ثم قام بخنقها باستخدام وسادة، وبعد إلقاء القبض عليه تبين أنه قام بجريمته بتحريض من ابنتها التي خططت لهذه الجريمة وقامت بتحريض القاتل على تنفيذها، لادعائها بوجود خلافات مع والدتها.

وكما تابع موقع “الحل نت”، فإن معظم هذه الجرائم تقع في المناطق التي تخضع لسيطرة الحكومة السورية، وهي ناتجة عن أسباب مختلفة، منها انتشار السلاح غير المشروع، والفقر، وانتشار المخدرات بشكل كبير في المجتمع السوري.
قد يهمك:“كانوا بيتمازحوا“.. قتل صديقه عن طريق الخطأ بدمشق

يذكر أن معظم هذه الجرائم كانت تهدف إلى الحصول على مبالغ مادية، في ظاهرة باتت واضحة، وجديدة في المجتمع السوري، ما يعطي مؤشرا كبيرا على الآثار الاجتماعية والاقتصادية السلبية التي خلفتها الحرب في سوريا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.