كشف وزير البترول والثروة المعدنية المصري، طارق الملا، أمس الخميس، عن مراسلات لبنانية مصرية مع واشنطن فيما يخص مشروع تشغيل ملف إمداد لبنان بخط الكهرباء والغاز العربي العابر عبر الأراضي السورية.

وتتناقض التصريحات الدولية مع التحركات السريعة لسوريا حول خط الغاز العربي، الذي اتفقت عليه مصر والأردن ولبنان مع دمشق. فيبدو أن الدول المعنية بالموضوع لا تزال متخوفة من الرضا الأميركي عن الخط، حيث أنها مصرة على موافقة علنية من واشنطن على التعاون مع حكومة الرئيس السوري، بشار الأسد.

لماذا تريد مصر موافقة الولايات المتحدة؟ 

يقول المختصّ في الدراسات الأمنية والإستراتيجية، الدكتور عامر السبايلة، لـ”الحل نت”، إن مشروع خط الغاز العربي لا يمكن أن يمر دون موافقة أميركية. فالولايات المتحدة تحدد طبيعة هذه المشاريع خصوصا المشروعات الكبرى التي تستفيد منها سوريا في ظل وجود قانون قيصر.

ويبدو بنظر السبايلة، أن عدم قناعة الولايات المتحدة إلى الآن بشكل الحل السياسي المطلوب. من الطبيعي ألا تخاطر كثير من الدول وأهمها دولة مثل مصر. التي تعاني من عقدة في طبيعة التعاطي مع الغرب ومع الولايات المتحدة من جهة وغير قادرة على اتخاذ مواقف علنية. 

فبالتالي، وطبقاً لحديث السبايلة، مصر تخشى دائما فكرة الصدام مع الولايات المتحدة أو اعتبار أن الولايات المتحدة يمكن أن تقوم بوضع عقوبات على هذه المشاريع. فهذا يعني أن المناخات الإيجابية لفكرة انتقال المشروع إلى حيز التنفيذ لن تتهيأ بعد. مما يعني «أننا ما زلنا نراوح في مرحلة الاستعداد لكن دون الانطلاق»، وفق قوله.

اقرأ أيضا: أزمة الغاز في سوريا تُغادر قريباً!

هل ما تزال هناك عقبات أمام مشروع خط الغاز العربي؟

ويصف السبايلة، أن الولايات المتحدة في هذا الموضوع أعطت الضوء البرتقالي. أي بمعنى ليس هناك ضوء أخضر وليس هناك تعطيل. لكن يعتقد الخبير الأردني، أنه لا يمكن لهذا المشروع أن يمر دون رؤية أوسع بالنسبة للولايات المتحدة تتجاوز فيها قصة تشغيل تشغيل خط الغاز العربي، بل أيضا موضوع الحل النهائي لهذه للمسألة السورية.

وكون قانون قيصر يضع عقوبات على كل من يتبادل العلاقات التجارية مع الحكومة السورية. أو مع أي شركة سورية مسجلة باسم الحكومة أو أي علاقة تجارية من خلال الحكومة. فبالتالي وبرأي الخبير والمحلل السياسي، الدكتور منذر الحوارات، فإن الموافق المبدئية التي حصل عليها الأردن أو ربما غض الطرف. لا يعني موافقة صريحة على الاستثناء من هذا القرار. 

ويعتقد الحوارات، خلال حديثه لـ”الحل نت”، أن مصر لديها شكوك بأنه فيما لو تم مد هذا الأنبوب عن طريق الأراضي السورية بدون موافقة صريحة من الولايات المتحدة الأمريكية. كما سيشكل هذا ثغرة تسمح لبعض المؤسسات الأمريكية بمعاقبة الشركات المصرية ومحاسبتها على هذا التصرف.

وطبقا لحديث الحوارات، فإن الأردن ومصر أيضا يحتاجان إلى موافقة صريحة من الولايات المتحدة. مشيراً إلى أنهم يستطيعوا مد خط الغاز العربي بدون موافقة. ولكن سيترتب على ذلك مشاكل أو عقوبات من قبل الولايات المتحدة الأمريكية. وهذا بالطبع لا تريده لا مصر ولا الأردن. على حد وصفه. 

ومن ناحية أخرى، يعتقد المحلل السياسي الأردني، أن الحذر المصري نابع من تردد القاهرة في الانفتاح أكثر من اللازم بدون موافقة أمريكية صريحة على سوريا أو على لبنان. وهو إلى ذلك ربما لأن الوضع في لبنان لا يزال ملتهبا ولم يحسم صراعه السياسي هناك. 

وفي السياق ذاته، يبدو بنظر الحوارات، أن الخطوات الاحترازية لمصر حتى تضغط فيها أيضا على الولايات المتحدة بأن تسارع في حل المشكلة السورية واللبنانية معا. لتكون هذه الإجراءات ضمن مسار أوسع. وهو حل الأزمة السورية بشكل تقريبا شبه واضح للعالم. وهذا لن يتم بدون تدخل من الولايات المتحدة الأمريكية.

اقرأ المزيد: توقف مشروع الغاز المصري إلى سوريا.. واشنطن توضح

مصر تعلن عن مخاوفها بشأن خط الغاز العربي

خلال، الساعات السابقة من اليوم الجمعة، أعلن معاون مدير عام مؤسسة التوزيع والنقل في وزارة الكهرباء السورية، أسامة شعرون، أن هناك حالة استنفار واسع لورشات الإصلاح والصيانة من العديد من شركات الكهرباء في المحافظات لإنجاز ما تبقى من أعمال تأهيل خط الربط الكهربائي مع الأردن. وسيكون جاهزا خلال الأيام المتبقية من الشهر الجاري ومع بداية العام 2022.

لكن هذا الإعلان لا يتطابق مع حديث وزير البترول والثروة المعدنية المصري، طارق الملا، والذي قال، إن بلاده لم تحصل حتى الآن على الموافقة النهائية من الإدارة الأميركية لبدء ضخ الغاز إلى لبنان عبر تشغيل خط الغاز العربي. لتجنبها الاصطدام بعقوبات قيصر المفروضة على الحكومة السورية.

وأكدت مخاوف القاهرة، رئاسة الوزراء اللبنانية، حيث قالت، إن مصر تشترط ألا يتنافى مشروع نقل الغاز إلى لبنان عبر سوريا مع قانون عقوبات قيصر المفروضة على سوريا.

كما وقال وزير الطاقة والمياه اللبناني، وليد فياض، إن هنالك مطلبين لتفعيل الخط. الأول الإعفاء من قانون “قيصر”، إذ يعمل عليه المصريون والأمريكيون. والثاني التمويل من البنك الدولي، الذي سيصل إلى خواتيمه في الأشهر الأولى من السنة الجديدة.

وتسعى الدول الأربع، مصر والأردن وسوريا ولبنان، لحل أزمة الطاقة في لبنان عبر هذا الخط المتوقف منذ 2012،  إذ يبدأ الخط من مدينة العريش المصرية وصولا إلى مدينة العقبة الأردنية على البحر الأحمر، ويمتد حتى الأراضي السورية، ثم إلى طرابلس اللبنانية.

قد يهمك: تطبيع إسرائيلي مع دمشق عبر الغاز العربي.. ما الاحتمالات؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.