اعتاد السوريين طيلة السنوات الماضية الاحتفال بعيد الحب، في الرابع عشر من شباط/فبراير من كل عام، معتبرين أن هذه المناسبة، فرصة لإضفاء أجواء إيجابية على حياتهم.

لكن وبعد ما يزيد عن 10 سنوات من الحرب التي أتت على كل شي تقريبا، لم يعد بمقدور معظم السوريين ممارسة طقوس الاحتفال بهذا اليوم، فالأوضاع الاقتصادية في أسوأ مراحلها، وارتفاع الأسعار بات جنونيا، جعل من أراد منهم شراء هدية عيد الحب يفكر كثيرا قبل إقدامه على هذه الخطوة،والمفاضلة بينها وبين ما هو أهم.

دمشق تحتفل بعيد الحب رغم قساوة الأوضاع

بدأت مظاهر عيد الحب تظهر في أسواق دمشق، على الرغم من الأوضاع السيئة، خاصة اقتصاديا، حيث تعتبر هذه المناسبة موسما تجاريا ممتازا للبائعين، وهو عيد لدى الآخرين، وفق ما أشار إليه موقع “أثر برس” المحلي، يوم أمس السبت.

وأشار الموقع إلى أن المحال التجارية في مناطق من دمشق، كباب توما، والعصرونية، والشعلان، وأبو رمانة، ودمشق القديمة، تزينت باللون الأحمر رغم تقييد الأسعار المرتفعة للكثير من الراغبين بالشراء.

ونقل الموقع عن بائعين في دمشق، أن هناك إقبالا جيدا على شراء الهدايا، كما امتنعت فئة كبيرة عن الشراء بسبب الأسعار التي وصلت لمستويات عالية، موضحا بعض الأسعار لبعض الهدايا، فمثلا ما يعرف محليا بـ” الدبدوب الكبير” وطوله حوالي متر، يصل سعره إلى نحو 700 ألف ليرة، في حين أن الحجم الصغير بحجم راحة اليد، يبدأ من 16 ألف ليرة ويتدرج بالسعر ليصل إلى 200 ألف ليرة.

أما الورود الحمراء، فتختلف أسعارها حسب المنطقة، ففي باب توما مثلا يصل سعر الوردة الواحدة إلى 5 آلاف ليرة، بينما يصل سعرها في أبو رمانة إلى 7 آلاف ليرة.

ودفعت هذه الأسعار العديد من الأشخاص، للتوجه لشراء هدايا أقل ثمنا، كالوسائد الحمراء التي يكتب عليها الأحرف الأولى من أسماء الأشخاص، ويصل سعرها لنحو 25 ألف ليرة، أو هدايا أخرى لا يتجاوز سعرها 5 آلاف ليرة كالشموع.
قد يهمك:حل نهائي لوقف ارتفاع الأسعار في سوريا

الأسعار أقل في درعا لكن دون إقبال

تتزين بعض المحال في مدينة درعا، وفق مصادر لموقع “الحل نت” بالهدايا ذات اللون الأحمر، منذ أكثر من أسبوع من أجل عيد الحب، لكن هناك شكوى من البائعين بانخفاض الإقبال على الشراء، معللين ذلك بالأوضاع الاقتصادية السيئة، وتوجه الناس لأولويات أخرى.

يقول أبو أحمد، صاحب محل لبيع الهدايا، لموقع “الحل نت”، تختلف الأسعار بين هدية وأخرى، فمثلا، تبدأ أسعار “الدباديب”، ابتداء من 15 ألف ليرة، لتصل إلى 450 ألف ليرة للحجم الكبير، أما سعر الأكواب الملونة باللون الأحمر فهو 9 آلاف ليرة، وهناك تحف خشبية تبدأ من 7500 ليرة ويرتفع سعرها حسب حجمها وكيفية صنعها.

وأضاف أبو أحمد، أن أسعار الورود، تختلف بين الصناعي والطبيعي، فسعر باقة الورد الصناعي المكونة من 3 وردات تبدأ من 8 آلاف ليرة لتصل إلى 15 ألف ليرة، أما الورد الطبيعي فسعره مرتفع جدا حيث يتم جلبه من دمشق، حيث يصل سعر باقة صغيرة مكونة من وردتين إلى 15 ألف ليرة.
إقرأ:مع ارتفاع الأسعار.. الجمارك تمنع السوريين من شراء البالة

يأتي عيد الحب هذه السنة قاسيا كبقية السنوات الماضية، وإن كانت هذه السنة أقساها، فالوضع الاقتصادي هو الأسوأ بالنسبة للسوريين خلال أكثر من 10 سنوات، ما فرض عليهم أولويات أكثر أهمية في الحصول على احتياجاتهم، لتتحول هدايا عيد الحب إلى رفاهية مبالغ فيها لا يقدم على شرائها سوى فئات محدودة جدا من السوريين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.