انتشرت ظاهرة سرقة أسلاك ومحولات الكهرباء بشكل غير مسبوق في عدة محافظات الواقعة تحت سيطرة الحكومة السورية، مما يزيد من سوء الخدمات المقدمة في المنطقة، بسبب تدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي للمواطنين.

سرقة الأكبال يسبب بساعات تقنين إضافية
 وأفاد مدير كهرباء ريف دمشق بسام المصري لموقع “أثر برس“، المحلي “أن سبب انقطاع الكهرباء لفترات طويلة هو التعدي على الشبكة الكهربائية وسرقة الأكبال ومراكز التحويل، مبينا أنه تم سرقة 18 مركز تحويل بمنطقة السيدة زينب بريف دمشق”.
 
وأوضح المصري، “أن تكلفة هذه المعدات عالية جدا، لكونها تتكون من مادة النحاس، وأشار إلى أن هناك استجابة لإصلاح مراكز التحويل بأسرع وقت ممكن، وأنه يتم التعاون بين وزارة الداخلية ومخافر الشرطة لإلقاء القبض على الفاعلين واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم”.
 
وشهد شهر شباط/ فبراير الجاري عدد كبير من السرقات للكابلات الكهربائية والهاتفية في عدة مناطق ومحافظات منها مدينة جبلة بريف محافظة اللاذقية، إضافة إلى العاصمة دمشق ومحافظة دير الزور.
 
مما تسببت بقطع الكهرباء والخدمة الهاتفية عن آلاف الأهالي وزيادة بساعات التقنين، في حين أن السرقات طاولت “بارات نحاسية وأكبال ارتباط النازلة من أعلى المحولة إلى اللوحة إضافة إلى سرقة أمراس على مسافات, إضافة لتعديات بالقطع على كابلات ضوئية”، حسب تصريح سابق للمصري لصحيفة “الوطن” المحلية”.
 
حيث تعد مادة النحاس غالية الثمن، وقد اتخذه منذ القدم الكثير من السوريين مهنة وباب رزق لهم، من التجار والحرفيين والصناعيين، حتى الآن هناك من يبحث في الأماكن العامة للخردوات أو عبر حاويات القمامة عن الأسلاك النحاسية. لتجميعها ومن ثم بيعها، حيث يقدر كيلو غرام الواحد بـ 60 ألف ليرة سورية أي ما يعادل 15 دولارا.
 ورغم وعود الجهات الحكومية بملاحقة الجناة واتخاذ الإجراءات اللازمة وتجديد الكابلات، لكن وبحسب مصادر محلية، فإن الكابلات الكهربائية المسروقة في العديد من الأحياء لم يتم الاستجابة بعد من قبل الجهات المسؤولة.
 
وأوضحت المصادر، أن في بعض المناطق، اشترطت مديرية الكهرباء أن يكون تجديد الكابلات الكهربائية على حساب سكان الحي، بحجة أن الحكومة لا تملك القدرة على تحمل أعباء تجديد الأسلاك في كل مرة، في ظل غياب الجهات الأمنية المسؤولة عن حماية الأحياء وأمنها.

قد يهمك: سوريا.. الفقر يهاجم الأسلاك الكهربائية

ارتفاع أسعار الكهرباء رغم عدم توفرها
 
ومؤخرا ألمحت وزارة الكهرباء السورية إلى رفع أسعار الكهرباء في البلاد للمرة الثانية في أقل من عام، حيث قال مدير عام مؤسسة نقل وتوزيع الكهرباء السورية فواز الظاهر في تصريحات لوكالة “سانا” الحكومية، إن الكيلو واط ساعي من الكهرباء المنزلية يكلف وزارة الكهرباء 315 ليرة سورية، في حين يباع للمستهلك بليرتين وذلك للشريحة الأولى من الاستهلاك المنزلي.

وبحسب تصريحات المدير المالي في مؤسسة نقل وتوزيع الكهرباء، ماهر الزراد لوسائل الإعلام المحلية، فإن سعر الاشتراك المنزلي الأحادي أصبح 90 ألف ليرة سورية، فيما ارتفعت تكلفة العداد الثلاثي من 50 ألف ليرة سورية إلى 250 ألف ليرة، وهذا النوع، يخصص للتوترات العالية (منشآت، مهن حرفية، معامل).

وتعاني عموم مناطق الحكومة السورية من أزمة في توفير الكهرباء منذ سنوات طويلة، والتي بلغت خلال الأشهر الماضية في بعض المناطق نحو عشرين ساعة في اليوم.

في ظل الأوضاع الراهنة الصعبة وتدهور الليرة مقابل العملة الأجنبية وتدني رواتب الموظفين الذي يصل متوسط راتب الموظف إلى 180 ألف ليرة سورية أي نحو 60 دولارا. ليتساءل الناس عن كيفية إدارة شؤونهم ومتوسط ​​رواتبهم، بالكاد يأتي بأسطوانة غاز وبعض المواد الغذائية، والتي لا تكفي لبضعة أيام.

قد يهمك: آخر القرارات الحكومية: رفع أسعار عدادات الكهرباء 4 أضعاف

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.