بعد مرور 17 عاما على حادثة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، يبدو أن إيران استطاعت أن تتسيد الموقف السياسي والعسكري في لبنان، عبر أذرعها المختلفة في البلاد، مستفيدة من أحكام المحكمة الدولية التي لم تفضي إلى اتهام إيران أو أي من حلفائها بشكل مباشر بالضلوع في الجريمة.

“محور المقاومة” المتهم الأول

وفي الذكرى الـ17 على حادثة اغتيال الحريري التي صادفت الإثنين، اعتبر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أن اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري “محاولة لاغتيال مشروع سياسي لبناني وتدمير لمشروع إقامة الدولة“.

وقال جعجع خلال سلسلة تغريدات على حسابه في تويتر أمس: “لا يمكن أن تمر ذكرى 14 شباط من دون التوقف عند أبعادها الوطنية، لأن اغتيال الرئيس رفيق الحريري هو محاولة لاغتيال مشروع سياسي لبناني جسّده الرئيس الشهيد بشبكة علاقاته الواسعة التي أعادت ربط لبنان بعواصم القرار، ووضعت لبنان على الخريطة العربية والدولية، وأخرجت البلد من الحرب إلى الإعمار، وأعادت للناس نمط العيش الذي اعتادوه“.

قد يهمك: ما هي أهداف “حزب الله” من زيارة جبران باسيل إلى دمشق؟

وأضاف رئيس القوات اللبنانية: “في اللحظة التي أيقن فيها محور الممانعة أن ما حققه الشهيد رفيق الحريري سيقود حكما إلى قيام الدولة وخروج الجيش السوري، أقدم هذا المحور على اغتياله اعتقادا منه أن هذا الاغتيال سيدمر المشروع” حسب قوله.

وختم جعجع تغريدته معتبرا أن “دماء الشهيد رفيق الحريري وحّدت اللبنانيين، مسيحيين ومسلمين، حول مشروعه، فانتفضوا في 14 آذار في انتفاضة مليونية غير مسبوقة داعين إلى خروج الجيش السوري ورافعين شعار (لبنان أولا والدولة أولا والسيادة أولا) وهذا ما سيكون“.

ويؤكد الصحفي اللبناني ربيع دمج أن ما يسمى بـ“محور المقاومة” هو من أبرز المستفيدين من اغتيال الحريري، “لا سيما وأن الأخير كان صاحب نفوذ كبير في المنطقة“، مستنكرا عدم توجيه المحكمة الدولية الاتهام لإيران وحلفائها رغم أن جميع أصابع الاتهام كانت تشير إليهم.

ويقول دمج في حديثه لـ“الحل نت“: “المحكمة الدولية أخذت أموال من لبنان، لتتهم أخيرا أشخاص ماتوا، وللأسف لم توجه اتهام لحزب الله والنظام في سوريا، وانتهت القصة هنا بالنسبة للمحكمة“.

اغتيال الحريري أفسح المجال أمام إيران؟

ويرى الصحفي اللبناني أن اغتيال الحريري أفسح المجال أمام إيران لزيادة تغلغلها في لبنان، لا سيما بعد حرب تموز عام 2006، حيث كان لبنان ورقة بيد إيران لتنفيذ أجنداتها.

وحول ذلك يضيف: “كان لبنان ورقة بيد إيران لتنفيذ أجندتها، لبنان ثم سوريا. يبدو أن الملف تم نسيانه لاسيما مع عودة العلاقات بين العديد من الدول العربية وسوريا، خاصة وأن هذه الدول على علاقة بمجالات عديدة مع إيران. الأخيرة وبشار الأسد لم يعد أحد يذكرهما ضمن ملف الاغتيال“.

وحول استخدام إيران للبنان كورقة في حروبها الإقليمية يوضح دمج: “الدول العربية تريد أن تحارب إيران عن طريق لبنان، وإيران تريد أن تحارب خصومها عن طريق لبنان وسوريا طبعا، يعني أن لبنان وسوريا أصبحا كبش محرقة وملف الحريري تم نسيانه، 17 سنة مضوا.. الجميع سارع للتحالف مع إيران والأسد.. وتم تبرئتهم من اغتيال الحريري“.

وكانت المحكمة الدولية في لبنان أصدرت في كانون الأول/ديسمبر من العام 2020، حكمها النهائي في قضية الحريري، إذ أفضى الحكم إلى السجن المؤبد خمس مرّات على المتهم الرئيسي بالعملية سليم جميل عياش.

إذ يعتبر عياش المتهم المباشر بارتكاب جرم القتل وتنفيذ عمل إرهابي أدّى إلى مقتل الحريري بالإضافة إلى 21 شخصا آخرين، كما أنه “مدان بتدبير مؤامرة تهدف لارتكاب عمل إرهابي، واستعمال أدوات متفجرة، إضافة إلى محاولة قتل 226 شخصا.” بحسب قرار المحكمة.

يذكر أن سليم جميل عياش ( 57 عاما) يشتبه كذلك في كونه عضو فاعل في حزب الله المصنف على قوائم الإرهاب في الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية والعربية، وأصدرت المحكمة قرارا بالسجن المؤبد 5 مرات على عياش وذلك لاتهامه بالضلوع باغتيال الحريري، وما لا يقل عن ثلاثة اعتداءات إرهابية شهدها لبنان ما بين عامي 2004 و2005، وسقط ضحيتها عدد من الشخصيات السياسية والثقافية والإعلامية على الساحة اللبنانية.

للقراءة أو الاستماع: عقوبات أميركية جديدة على داعمي “حزب الله” اللبناني

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة