كشف “مجلس القضاء الأعلى” في العراق، الأربعاء، إحصائية عن عدد حالات الطلاق في عام 2021 بعموم البلاد ما عدا إقليم كردستان.

وبحسب بيان نشره “إعلام مجلس القضاء الأعلى” عبر موقعه الرسمي، فإن عدد حالات الطلاق في جميع المحافظات باستثناء الإقليم، بلغت 73.399 حالة.

وتصدرت العاصمة بغداد، المحافظات العراقية بـ 27.163 حالة طلاق، تلتها محافظة البصرة في أقصى الجنوب العراقي بـ 7317 حالة طلاق.

وفي هذا السياق، ناقش عدد من القضاة بالإضافة إلى إعلاميين ومنظمات مجتمع مدني في جلسة نقاشية، أسباب الطلاق التي من شأنها زيادة نسبها في أروقة المحاكم العراقية.

https://twitter.com/Abodrndesh1900_/status/1494247020718141441?t=2hv8NapadW6hMoRTbfy1fg&s=19

أبرز أسباب الطلاق

وقال نائب رئيس “محكمة استئناف بغداد/ الكرخ الاتحادية”، القاضي صلاح دريب إبان الجلسة النقاشية التي عقدت في مقر “محكمة استئناف الكرخ”، إنه “على الجميع الوقوف لمعرفة الأسباب الحقيقية للطلاق”.

وأضاف أن أبرز أسباب الطلاق، هي التدخلات التي تحصل من قبل أهالي الطرفين، وسوء الحالة المادية، فضلا عن قلة ثقافة بناء الأسرة، إضافة إلى سوء استخدام مواقع “التواصل الاجتماعي”.

من جهته قال القاضي أحمد كمال منصور، القاضي الأول لـ “محكمة الأحوال الشخصية في الكرخ” في الجلسة، إن أسباب الطلاق لا يمكن حصرها في جلسة واحدة، نظرا لتشعبها.

وبحسب منصور، فإن أسباب الطلاق يمكن تقسيمها إلى أسباب مباشرة وأخرى غير مباشرة، ومنها سوء الحالة المادية التي يصعب لرب الأسرة أن يوفر حياة كريمة لأسرته،والخيانة الزوجية، أو سوء استخدام مواقع “التواصل الاجتماعي” والتي تلقي بظلالها على الحياة الزوجية.

للقراءة أو الاستماع: الابتزاز الإلكتروني للنساء العراقيات.. اعتقال 61 مبتزا يوهمون الفتيات بالزواج

وخلصت الجلسة النقاشية، بأنه “يجب على وسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني، توعية الشباب والشابات المقبلين على الزواج والنزول إلى الميادين التي تتواجد فيها هذه الشريحة، وعلى سبيل المثال الكليات والمعاهد عبر إقامة ورش وندوات تثقيفية وتوعوية تلقي بظلالها على ترسيخ معاني بناء أسرة تشارك بنجاحها لبناء المجتمع ولا تترك أي فرصة للوصول إلى الطلاق”.

أكبر ضحايا الطلاق

وكانت الأكاديمية العراقية والمختصة بقضايا حقوق الإنسان، بشرى العبيدي، قالت إن، السبب الأساسي لزيادة معدلات الطلاق، هو العنف الأسري.

كما أن، الزيجات القسرية والزيجات المبكرة للقاصرات، هي أسباب أخرى مهمة، تقف خلف غالبية حالات الطلاق، وفق العبيدي.

وأوضحت العبيدي بتصريح صحفي أن:، الأطفال يدفعون ثمن تصاعد حالات الطلاق، والعنف الذي يسبقها ويرافقها. والأطفال أيضا هم أكبر ضحايا كارثة الطلاق.

للقراءة أو الاستماع: تزويج القاصرات في العراق: لماذا تفشل القوانين في حماية الفتيات من العنف والانتهاكات الاجتماعية؟

مُردفة أن، حالات الطلاق، تفرز قنابل موقوتة، لعل من أبرز نماذجها، “أطفال الشوارع”، الذين هم في غالبهم ضحايا نتاج طلاق آبائهم.

وبيّنت أن، الأطفال يقعون بسهولة ويسر في فخاخ “العصابات الإجرامية”، والدعارة، والسرقة، وبيع الأعضاء البشرية، والمتاجرة بهم بسبب الطلاق.

كيف يمكن مواجهة ازدياد حالات الطلاق؟

ولمواجهة ازدياد حالات الطلاق، أكدت العبيدي أنه: “لا بد أولا وقبل كل شيء من وقف العنف الأسري”.

ولإيقاف العنف: “لا بد من سن قانون يقضي بتجريم العنف الأسري، وعدم السماح بالإفلات من العقاب”، على حد تعبير العبيدي.

للقراءة أو الاستماع: تعديل قانون الأحوال الشخصية: جبهة صراع جديدة بين الأحزاب الدينية والقوى المدنية والنسوية في العراق

وأقر مجلس الوزراء العراقي في تشرين الأول/ أكتوبر 2020، مشروع قانون “مناهضة العنف الأسري”. ومرّره إلى البرلمان السابق، تحت ضغط منظماتي وحقوقي.

لكن القانون لم يشرّع بعد وأحيل للدورة التشريعية الجديدة؛ لمعارضته من بعض الجهات السياسية التي لها ثقلها في البرلمان الماضي، بخاصة تلك التي تنتمي لـ “الأحزاب الإسلامية”.

وصرّح بعض أعضاء الأحزاب الإسلامية، غير ما مرّة، برفضهم لتمرير قانون “مناهضة العنف الأسري”؛ لأنه “يخالف الدين والشرع الإسلامي”، على حد تعبيرهم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.