مع تصاعد وتيرة الاحتجاجات في السويداء خلال الأيام الماضية، بدأت تتعدد الآراء المنادية بمطالب مختلفة عن التي بدأ فيها أهالي السويداء، والتي كانت تتمحور بالدرجة الأولى حول الإصلاح الاقتصادي، وتحسين الوضع المعيشي.

وضع خاص للدروز؟

الزعيم الروحي للطائفة الدرزية، موفق طريف، دعا إلى إدراج “وضع خاص” للدروز في الدستور السوري، وذلك خلال لقاء جمعه في روسيا مع مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وأفريقيا ونائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، وكذلك المبعوث الخاص للرئيس الروسي لشؤون التسوية السورية ألكسندر لافرنتييف.

طريف شدد خلال الاجتماع في موسكو على ضرورة ترسيخ مكانة وموقع الدروز في الدستور السوري، وذلك من خلال التسوية الجارية حاليا في سوريا تحت رعاية دولية، كما اقترح أن يتم فتح معبر بين الأردن وسوريا لإنعاش منطقة “الجبل” (محافظة السويداء) اقتصاديا وتوفير المعيشة اللائقة، كما تحدث أيضا عن الملاحقات الأمنية والاعتقالات وضرورة وقفها.

وبحسب ما أعلنت صفحة طريف، فإن مطلب الأخير جاء بعد “أن عرض تسلسلا للأحداث الأخيرة في السويداء بدءا من الأزمة الاقتصادية، وصولا للاحتجاجات التي خرجت إلى الشوارع، مطالبا بتحديد آلية مساعدات خاصة لأبناء الطائفة الدرزية في الجبل، وإنشاء مشاريع اقتصادية واجتماعية في جبل الدروز“، بحسب البيان.

إقرأ:بعد إيقاف مؤقت لاحتجاجات السويداء.. هل يحل التدويل استعصاء الوضع؟

ويرى الصحفي السوري نورس عزيز، أن طلب الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في الوقت الراهن “غير وارد“، وهو يخالف لما يتطلع إليه المحتجين في السويداء الذي يطالبون بحل شامل وإصلاحات اقتصادية.

حكم ذاتي في السويداء؟

ويقول عزيز في حديثه لـ“الحل نت“: “هذا غير وارد حاليا، لانه عمليا قبل حتى حكم الأسد لم يكن هناك أي مشاكل على الدروز ولا على باقي الأقليات في سوريا كأقليات، معظم أهل السويداء يرفضون رفضا قاطعا الحديث عن حكم ذاتي أو إدارة ذاتية بمعزل عن باقي السوريين“.

ويضيف: “الحل السوري هو فعلا ما يطلبه أهل السويداء، ويعني حل سوري شامل يحقق العدل للجميع، ويحقق مطالب أهالي السويداء“.

وحول إمكانية تطبيق الفيدرالية في سوريا يقول عزيز: ” الفيدرالية ليست كلمة بسيطة، يجب أن ترى إمكانية كل منطقة وماذا لديها من مقومات لتستمر، إضافة إلى إمكانية دعم الفيدراليات لبعضها. أخيرا السويداء جزء لا يتجزأ من سوريا والحل في السويداء يجب أن يكون حل سوري أولا وأخيرا، هذا هو رأي معظم المحتجين في شوارع السويداء“.

ورغم تعليق الاحتجاجات مؤقتا في السويداء خشية من حدوث صدامات مع الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة دمشق، لا يبدو أن الأخيرة تسعى لتقديم أي تنازلات للمحتجين، أو السير في اتجاه تنفيذ مطالبهم التي تركزت بشكل أساسي على الإصلاح الاقتصادي.

وأعلن الحراك الاحتجاجي في السويداء، عن استئناف الاحتجاجات في السويداء ليكون يوم الجمعة القادم، بعد تعليق احتجاجات استمرت لعدة أيام، على خلفية قرار الحكومة السورية إلغاء الدعم.

ويرى ناشطون من أبناء المحافظة أن تجدد الاحتجاجات سيؤدي لاستمرارها خلال المرحلة المقبلة، ولن تتوقف حتى تتم الاستجابة للمطالب كما نادى بها المحتجون منذ البداية، وسط تخوف من حدوث صدام مع الأجهزة الأمنية.

إلا أن آخرين يرون أن زيارة الوفد الروسي الأسبوع الماضي للسويداء، واجتماعه مع محافظها نمير مخلوف، كان لإيصال رسالة للسلطات في المحافظة بعدم الصدام مع المحتجين، وعدم استخدام القوة ضدهم.

قد يهمك: الفقر والجوع يقتربان أكثر من السوريين بعد إلغاء الدعم

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.