أثار اغتيال قياديين في “الجيش الوطني” المدعوم من قبل أنقرة خلال اليومين الماضيين في مدينة الباب بريف حلب الشمالي، الكثير من التساؤلات وإشارات الإستفهام حول الحادثة، وخاصة أن عملية الاغتيال الثانية جاءت بعد أقل من 24 ساعة من العملية الأولى، كما أن أحد القتيلين، تلقى تهديدات مباشرة بالاغتيال من عناصر ينتمون لفصيل “سليمان شاه” (العمشات) قبل يومين من انفجار عبوة ناسفة بسيارته، أسفرت عن مقتله.

وذكرت مصادر محلية لـ “الحل نت” في مدينة الباب، أن “كلا من المدعو “فادي أبو حسين” وهو مسؤول العلاقات العامة في فصيل “صقور الشام“، و“أبو خالد الصيداوي” وهو عضو مكتب العلاقات بـ “الفيلق الثالث” في “الجيش الوطني“، لقيا مصرعهما بنفس الطريقة، عبر ألغام زرعت في سياراتهم وسط المدينة“.

“العمشات” في الواجهة

مصدر مقرب من “الفيلق الثالث“، فضل عدم الإفصاح عن اسمه،لأسباب أمنية ، صرح لـ “الحل نت“، قائلا، إن “فصيل “العمشات” بقيادة محمد الجاسم “أبو عمشة” هو المسؤول عن عمليات الاغتيال التي طالت كلا القياديين، مسندا كلامه إلى تلقي الصيداوي الذي اغتيل الخميس، تهديدات مباشرة بالقتل من عناصر “العمشات“، لكثرة الانتقادات التي يوجهها لهم، حيث وقعت مشادة بينهم قبل يومين من مقتله، تطورت لإشهار السلاح بوجه بعض، وتبادل التهديدات أيضا، قبل أن تتدخل دورية من الشرطة العسكرية لفض الشجار بينهم“.

وأضاف المتحدث، أن “عناصر فصيل “العمشات” يتخبطون بعد قرار عزل قائدهم ومن معه، وهم يحاولون تصدير صورة لجميع الفصائل العاملة في المنطقة، بأنهم قوة لا تهزم وأن من يحاول المساس بقاداتهم، سيكون مصيره القتل“، مشيرا إلى أن “فادي أبو حسين الذي اغتيل الجمعة، طالب بعد إعلان عزل “أبو عمشة” وبقية القادة التابعين له، محاسبة عناصر الفصيل أيضا، لأنهم مشاركين في الانتهاكات والتجاوزات أيضا، ما جعله هدف مباشر لهم“.

ويضم “الفيلق الثالث” كلا من “الجبهة الواحدة والخمسون” وتفرعاتها إضافة إلى “لواء السلام” وبقية الفرق التابعة له، و“صقور الشام” و“فيلق المجد” إضافة لـ“الجبهة الشامية” أيضا، والأخيرة هي التي أشرفت على تأسيس غرفة “عزم” وهي التي تديرها أيضا.

وأعلنت غرفة عمليات “عزم” مسبقا، تبنيها لقرارات لجنة التحقيق الثلاثية المكلفة بمتابعة الانتهاكات والقضايا المتعلقة بفرقة “العمشات“، وتعهدت بتنفيذ القرارات والتوصيات الصادرة عنها.

تخبط واستنفار

وكانت مواقع وصفحات في وسائل التواصل الاجتماعي تداولت أنباء عن استنفار وتخبّط أمني في صفوف فصيل “العمشات“، بعد أن أصدرت اللجنة قراراها بعزل قائدهم محمد الجاسم “أبو عمشة“، إذ يتخوف العناصر من إحلال فصيلهم أو دمجه تحت قيادة أخرى.

وأصدرت اللجنة الثلاثية والتي ضمت كلا من عبد العليم عبد الله، وأحمد علوان، وموفق العمر، (وهم أعضاء في “المجلس الإسلامي السوري“) قرارها، الأربعاء، بعزل “أبو عمشة” مع خمسة آخرين من قيادات الفصيل، ومنعته من تسلم مناصب ثورية لاحقا، بسبب الاتهامات والدعاوى الموجهة ضده، ووضعت مسؤولية إحلال العدل وإنصاف المظلومين وتعويض المتضررين، على عاتق أصحاب القرار والنفوذ على الأرض في المنطقة، تجنيبا للمنطقة من احتمالات الاقتتال والدماء والفتنة.

وتشهد مناطق شمال شرقي سوريا، الواقعة تحت سيطرة فصائل “الجيش الوطني“، حالة من الفوضى وانعدام الأمن، فضلا عن وقوع تفجيرات متكرّرة، تُسفر عن وقوع ضحايا بين صفوف المدنيين ومن عناصر وقادات الفصائل ذاتها.

اقرأ أيضا: عروض تركيّة مغرية لـ “أبو عمشة” بعد قرار عزله

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.