تشهد الأسواق السورية، ارتفاعا غير مسبوق في الأسعار، في مختلف المدن والمحافظات، منذ مطلع الشهر الحالي، بعد قرار الحكومة السورية إلغاء الدعم، حيث بات انفلات الأسعار سمة واضحة، دون وجود أي ضوابط أو تحرك حكومي لوضع حد لما يجري.

حماة أمام عاصفة الأسعار

شهدت الأسواق في حماة ارتفاعا لمعظم أسعار المواد الغذائية مع بداية الأسبوع الحالي، بنسبة تتراوح من 10 إلى 15 بالمئة، عما كانت عليه خلال الأسبوع الماضي، وذلك ما زاد من معاناة الأهالي، وتدني قدرتهم الشرائية بشكل أكبر، وفق صحيفة “الوطن” المحلية.

ونقلت الصحيفة عن مواطنين في حماة، أنهم باتوا يشترون موادهم الضرورية اليومية للطبخ بـ”الحبة”، بدلا من الكيلو، لافتين إلى أسعار بعض الخضار التي طالها الارتفاع، وأصبحت كالتالي، البطاطا 2500 ليرة، الباذنجان 3000 ليرة، البندورة 2500 ليرة، الخيار 1500 ليرة.

كما أوضح مواطنون، أن موادا أخرى ارتفعت أسعارها، كالمناديل الورقية التي وصل سعر العلبة إلى 3800 ليرة، ومسحوق الغسيل المحلي 2 كيلو والذي بلغ سعر 9100 ليرة، وعبوة سائل الجلي الصغيرة 1800 ليرة، متهمين التجار والباعة بالطمع، وان ما يجري هو ردة فعل منهم على قرار إلغاء الدعم.
قد يهمك:ارتفاع غير مسبوق في أسعار الأجبان بسوريا

الطلب ضعيف رغم توفر المواد

تخضع الأسواق عادة، وبشكل عام إلى مبدأ العرض والطلب، ومن المفروض أن يكون هناك توازن اقتصادي في هذا المبدأ، بحيث يتناسب عرض المواد في السوق مع الطلب عليها، ومن الممكن حسب خبراء في الاقتصاد أن يختل هذا المبدأ لأسباب مختلفة في الأحوال العادية، منها الطلب على مواد أكثر أو دون أخرى، أو بسبب مرور أزمة اقتصادية عابرة، أو ما شابه ذلك.

وفي حماة، وفق ما نقلت “الوطن”، عن رئيس لجنة تجار سوق الهال بحماة محمود عرواني، أن حالة عجيبة من الكساد تسود الأسواق، بسبب ضعف القوة الشرائية للمواطنين، برغم أن كل المواد متوافرة، عازيا ارتفاع أسعار الخضار إلى أن البطاطا مرتفعة السعر من مصدرها في خطاب ومحردة بريف حماة وفي حمص، وأسهم ارتفاع أجور النقل بين المناطق والمحافظات برفع سعرها أيضا، وكذلك البندورة التي ترد إلى حماة من الساحل السوري.

من جهته، قال مدير التجارة الداخلية بحماة رياض زيود للصحيفة، أن دوريات حماية المستهلك تراقب الأسواق على مدار الساعة وتخالف التجار والباعة المخالفين بعدم حيازة وتداول فواتير نظامية، والذين لا يعلنون أسعار المواد أو الذين يبيعون بسعر زائد.

وأوضح زيود، أنه من بداية الشهر الجاري وحتى أمس، نظمت الدوريات نحو 412 ضبطا، منها 179 ضبطا لعدم حيازة فواتير خضر وفاكهة ومواد غذائية، وعدم الإعلان عن الأسعار، والبيع بسعر زائد، ومنح فواتير غير صحيحة. ولفت إلى أن الإجراءات القانونية اللازمة اتخذت بحق المخالفين وفق المرسوم 8 لعام 2021.

إقرأ:توقعات بانضمام البيض لقائمة أسعار المواد الغذائية المرتفعة
ويتابع موقع “الحل نت”، منذ صدور قرار إلغاء الدعم، الارتفاع الذي تشهده أسعار المواد في مختلف المحافظات السورية، فقبل يومين، سجلت أسعار الفروج والبيض ارتفاعا كبيرا في أسواق اللاذقية، خلال الأيام القليلة الماضية، حيث تجاوز سعر طبق البيض 12 ألف ليرة في المحال، والفروج ما بين 12 ألف وما فوق لكيلو الفروج المذبوح، و22 ألف ليرة وما فوق لكيلو الفروج المشوي، حسب نوعه ووزنه.

وسبق ذلك، ارتفاعا غير مسبوق في أسعار الفواكه والخضار، في دمشق، إضافة إلى ارتفاع كبير في أسعار الألبان والأجبان، لتكون موجة ارتفاع الأسعار ظاهرة غير مألوفة لدى السوريين طالت مختلف المواد الغذائية، وغير الغذائية.

تسببت الحرب على مدى عشر سنوات، بإنهاك الاقتصاد السوري، كما أن السياسات الاقتصادية التي تتبعها الحكومة السورية، ضعيفة ومتناقضة وجائرة، وغير قادرة على تلبية احتياجات المواطنين، والتخفيف من وطأة الظروف الاقتصادية السيئة عليهم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.