يبدو أن المصالح الروسية في استمرار القصف الإسرائيلي على سوريا، باتت واضحة، لا سيما بالنظر إلى الصمت الروسي عن الغارات الإسرائيلية المستمرة على مناطق مختلفة من سوريا. حيث تحول الموقف الروسي من مستنكر إلى صامت في بعض الأحيان، مع تصاعد الهجمات الجوية الإسرائيلية ضد المواقع الإيرانية في سوريا.

ليلة الأربعاء أعلنت القوات العسكرية السورية، تعرض مواقع عدة في محافظة القنيطرة جنوبي البلاد، إلى هجمات بالصواريخ من قبل القوات الإسرائيلية، ما تسبب بوقوع أضرار مادية.

البيان العسكري السوري أكد أن: “الصواريخ أُطلقت في الساعة 12:30 صباحا، من مرتفعات الجولان التي تسيطر عليها إسرائيل، على الجانب الآخر من المنطقة العازلة التي تشرف عليها الأمم المتحدة“.

روسيا لن تقف بوجه إسرائيل

 الكاتب المختص بالشأن الروسي طه عبد الواحد، يؤكد خلال حديثه لـ“الحل نت” أن روسيا لن تذهب باتجاه اتخاذ أي خطوات جدية، للتصدي للهجمات الإسرائيلية في سوريا، لا سيما وأنها تستهدف مواقع ومراكز القوات الإيرانية في البلاد.

ويقول عبد الواحد في حديثه: “أعتقد أنه ضمن الظروف الحالية، وضمن طبيعة العلاقة بين موسكو وتل أبيب في هذه المرحلة، سيبقى الوضع على حاله، وستواصل إسرائيل ضرب أي أهداف على الأراضي السورية، ترى أنها مصدر تهديد لأمنها، ومن جانبها ستواصل روسيا وصف ذلك القصف بأنه انتهاك للقانون الدولي ويجب وقفه فقط“.

ويرى عبد الواحد أن روسيا مستفيدة من الهجمات الإسرائيلية، كونها ترغب في تحجيم الدور الإيراني المنافس لها في بعض النقاط، داخل الأراضي السورية.

قد يهمك:غارات إسرائيلية لمصلحة موسكو في سوريا.. هل يزداد التصعيد ضد إيران؟

وحول ذلك يضيف: “روسيا تقوم بهذه المهمة بطريقتها في مختلف المناطق السورية. باعتقادي هي ليست معنية ضمن الوضع الراهن إقليميا ودوليا باستئصال النفوذ الإيراني نهائيا من سوريا، ويكفيها التحجيم والسعي إلى حد ما لجعل ذلك النفوذ تحت التحكم قدر الإمكان“.

كما ويؤكد أن روسيا معنية بالقصف الإسرائيلي، فقط في مسألة التنسيق بين موسكو وتل أبيب، وذلك تجنبا لإصابة مواقع القوات الروسية.

ويختم الكاتب حديثه بالقول: “تبقى مسألة الموقف الروسي من القصف الإسرائيلي لأهداف على الأراضي السورية خاصة للتفاهمات بين موسكو وتل أبيب، والتي تشترط التنسيق لتفادي إصابة مواقع روسية، وتجنب الصدام بين الجانبين. بيد أن هذا التفاهم يصبح أكثر هشاشة مع تصاعد حدة التوتر بين موسكو والغرب، إذ قد تضطر إسرائيل في لحظة ما إلى تبني مواقف تدعم حليفتها واشنطن“.

وشكّل الملف السوري مؤخرا نقطة تقارب بين روسيا وإسرائيل، لا سيما مع توسع النفوذ الإيراني، ورغبة الجانبين في تقويض هذا النفوذ من خلال التعاون والتنسيق بين الجانبين.

لقاء بوتين وبينت نقطة تحول

وكان الخطاب الروسي اتخذ منعطفا جديدا إزاء هجمات إسرائيل، منذ لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت أواخر شهر تشرين الأول /أكتوبر الماضي، إذ كانت روسيا قبل ذلك اللقاء دائما ما تعلن عن التصدي للصواريخ الإسرائيلية، مع ذكر تفاصيل الأسلحة المستخدمة، إلا أن موسكو غيرت من استراتيجيتها مع بدء قصف إيران في مناطق الساحل السوري.

وشهد الشارع السوري خلال الأشهر القليلة الماضية حالة من الاستياء الشعبي بسبب عجز القوات السورية عن وقف الغارات الإسرائيلية التي تضرب مواقع في البلاد بشكل دوري، وعدم مشاركة روسيا في صد الهجمات الإسرائيلية في اللاذقية، وتسبب إيران بكل هذه الخروق والاستهدافات التي تضر السوريين، في ظل تغول إيراني يشل السيادة السورية على مفاصل مؤسسات الدولة المختلفة.

للقراءة أو الاستماع: سفن روسية في طرطوس.. مخطط جديد لموسكو؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة