تصاعد جديد في القتل في محافظة درعا، بات يتخذ مناح محددة وبشكل ممنهج ومتضارب، إذ بدأ أسلوب القتل “الداعشي” بالبروز مؤخرا على ساحة المحافظة، من خلال الأشخاص المستهدفين ومن بينهم الأشخاص المتهمون بممارسة “السحر”، في مقابل استمرار استهداف تجار المخدرات.

القتل بحجة السحر

اليوم الأربعاء، عثر على جثة المدعو علي منصور، الذي ينحدر من بلدة الشجرة في حوض اليرموك، بعد أن تعرض للتعذيب ثم قتل بإطلاق النار، بالإضافة إلى ورقة كُتب عليها “هذه نهاية كل ساحر”، وكانت الجثة ملقاة بالقرب من معصرة “الشمري” للزيتون، على الطريق الواصل بين بلدتي المزيريب والأشعري.

ويوم الخميس الماضي، الرابع عشر من الشهر الحالي، عُثر على جثة الشاب “محمد حكمات العلي”، في نفس المكان، ومقتولا بنفس الطريقة، إضافة لورقة كُتب عليها نفس العبارة التي وُجدت على جثة علي منصور اليوم، وقد أكد مصدر خاص لـ”الحل نت”، أن الكتابة على الجثتين كانت بنفس خط اليد، وأيضا ينحدر “العلي” من بلدة الشجرة في منطقة حوض اليرموك.

لم تكن هذه الحوادث هي الأولى من نوعها، ففي شباط/فبراير الماضي، قُتل محمد خيرزين العابدين، المنحدر من بلدة تسيل في حوض اليرموك، بإطلاق الرصاص المباشر عليه بعد اتهامه بممارسة أعمال “السحر”، وتكررت الحادثة أيضا في آذار/مارس الماضي.

وبحسب مصادر محلية لـ”الحل نت”، فإن أول من نفذ عمليات قتل بهذه التهمة، هم عناصر تنظيم “داعش” خلال سيطرتهم على منطقة حوض اليرموك، ففي نيسان/أبريل من العام 2017، تم تنفيذ أول حكم بإعدام برجل مسن في بلدة تسيل بتهمة ممارسة أعمال السحر، ونفذ عناصر التنظيم الحكم بقطع رأسه في ذلك الوقت.

وأشارت المصادر إلى أن العمليات المشابهة حاليا، هي من تنفيذ عناصر التنظيم، حيث لا يزال هناك تواجد لهم في منطقة حوض اليرموك، كما أن المستهدفين الأربعة بهذه العمليات من ذات المنطقة.

وبينت المصادر، أنه لو كانت التّهم حقيقية، فإن جماعات المعارضة المسلحة لم تقم بقتل أحد بهذه التهم خلال السنوات الماضية، وحتى بالنسبة للحكومة السورية، فلا تقوم بالتحرك ضد من يمارس هذه الأفعال إلا بعد تقديم شكوى بتهمة الاحتيال، وفي الأصل لا تعدو العقوبة في هذه الحالة عن الحبس لمدة لا تتجاوزالـ6 أشهر.

إقرأ:تحركات عسكرية في درعا.. ما الذي سيحصل؟

استهداف لتجار المخدرات

في سياق الاستهداف الممنهج لتجار ومروجي المخدرات، عُثر اليوم الأربعاء، على جثة مؤيد أحمد الرحيل، وهو من بلدة النعيمة على الطريق الواصل بين بلدتي غصم والمتاعية في ريف درعا الشرقي، مقتولا بطلقة بالرأس، إضافة لورقة كُتب عليها “هذه نهاية كل تاجر مخدرات”.

وأيضا قُتل اليوم على الطريق الواصلة بين بلدة المليحة الشرقية في ريف درعا الشرقي، وقرية الدارة في أول اللجاة، أيمن الرمثان، من قبل مجهولين، وينحدر الرمثان من قرية “الشعاب” على الحدود الأردنية، ويعتبر من أكبر تجار المخدرات في الجنوب السوري.

قد يهمك:هل تستطيع إيران تفعيل السياحة الدينية في درعا؟

داعش فزاعة من جديد

تقرير سابق لـ”الحل نت”، أشار إلى تطورات جديدة في الجنوب السوري، أُعيد فيها تنظيم “داعش” إلى الواجهة مجددا، وذلك في الوقت الذي تتصاعد فيه الأصوات العربية، والدولية الرافضة للتمدد الإيراني في هذه المنطقة.

واستطاع “الحل نت”، إحصاء عدد من عمليات القتل في درعا من قبل تنظيم داعش، ففي مطلع الشهر الحالي، قُتل معاون مخفر بلدة خربة غزالة في ريف درعا الشرقي، في منطقة تعتبر مربعا أمنيا للأجهزة الأمنية السورية، ليتبنى تنظيم “داعش” العملية بعد ساعات.

وفي السابع عشر من الشهر الماضي، عثر على جثة مقطوعة الرأس، في سهول مدينة جاسم، وقد أكد مصدر خاص لـ”الحل نت”، أن القتيل هو مصطفى منذر علوش، وهو من محافظة حماة، وكان قد التحق بالجيش قبل نحو شهر، ونُقل إلى درعا، مشيرا إلى أن علوش كان أحد معارضي الحكومة.

المصدر أشار أيضا إلى أن علوش، من الممكن أن يكون قُتل على يد عناصر تنظيم داعش، الذين باتوا يعملون لصالح الأجهزة الأمنية، والميليشيات الإيرانية على حد سواء، مبينا أن حوادث القتل بهذه الطريقة اختفت بعد هزيمة داعش في العام 2018.

وكان “الحل نت”، قد حصل على معلومات مؤكدة، تشير إلى أن ما لا يقل عن 120 عنصر من تنظيم داعش، ممن اعتقلهم النظام في العام 2018، أُطلق سراحهم بعد الاتفاق بينهم وبين الأجهزة الأمنية بالعمل لصالحها، كما تم الحصول على أسماء وصور عدد منهم ممن انضم بشكل رسمي للأجهزة الأمنية والفرقة الرابعة.

وتشير المعلومات إلى تواجد هؤلاء العناصر في مناطق مختلفة، منها منطقة العالية، قرب مدينة جاسم، والتي وقعت فيها حادثة قتل علوش، وفي منطقة حوض اليرموك، وبعض مناطق الريف الشرقي، بينما تتركز قيادة التنظيم في منطقة تلول الصفا بقيادة أبي سالم العراقي، والذي شوهد عدة مرات في بلدات ريف درعا الغربي.

إقرأ:قتل على طريقة داعش في درعا.. ماذا يحصل؟

وبحسب معلومات “الحل نت”، فإن عمليات القتل تشارك بها مجموعات مختلفة، منها ما هو تابع للأجهزة الأمنية والفرقة الرابعة، ومنها ما يتبع بشكل مباشر للميليشيات الإيرانية وحزب الله، كما أن هناك مجموعات تابعة للمعارضة، ومجموعات تابعة لتنظيم داعش ،والتي تقوم بعمليات لصالح الأجهزة الأمنية والميليشيات الإيرانية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.