لا تزال الفوضى تسيطر على درعا منذ أكثر من 3 سنوات، حيث تحولت المحافظة لساحة واسعة لتصفية الحسابات بين العديد من الأطراف، فالميليشيات الإيرانية والأجهزة الأمنية تعمل على تصفية كل من تشتبه بانتمائه للمعارضة، وفي المقابل يقوم مسلحو المعارضة باستهداف عناصر الجيش والأمن كلما سنحت الفرصة بذلك، ولكن مع طول أمد هذا الصراع، بدأت تكتيكات الهجمات والاغتيال بالتغير بشكل لافت في الآونة الأخيرة.

استهداف لعناصر الأمن وضحايا مدنيين

في صباح اليوم، استهدف مجهولون المجند في الجيش السوري، عمر حسن الهياشنة الذي ينحدر من بلدة مسيكة في اللجاة بريف درعا الشمالي الشرقي، وجرى الاستهداف بالقرب من اللواء 52 قرب مدينة الحراك، حيث توفي الهياشنة بعيد نقله لمشفى “الصنمين”.

وفي بلدة صيدا بريف درعا الشرقي، قُتل اليوم رامي محمد مصطفى الصالح، نتيجة استهدافه بإطلاق نار مباشر من قبل مجهولين، وبحسب مصادر لـ”الحل نت”، ينحدر الصالح من بلدة معربة بريف درعا الشرقي، وهو مالك لمحطة وقود في صيدا.

والصالح مدني، لم يسبق له أن انتسب لأي جهة عسكرية من قبل، ومن المرجح أن يكون الاستهداف جرى بدافع السلب، خاصة مع انتشار عمليات السلب على الطرق مؤخرا.

ومساء أمس، استهدف مجهولون عمار علي المناجرة، بإطلاق نار مباشر أدى لمقتله على الفور، في بلدة تل شهاب غربي درعا، وبحسب مصدر محلي، فإن المناجرة أيضا مدني ولم يسبق له الانتماء لأي جهة عسكرية أو أمنية.

وأيضا يوم أمس السبت، قُتل المساعد في الأمن العسكري، أحمد محمد مخلوف، وهو المسؤول عن الدراسات الأمنية في منطقة حوض اليرموك في ريف درعا الغربي، وأكد مصدر لـ”الحل نت”، أن مخلوف يتمتع بصلاحيات واسعة من قبل فرع الأمن العسكري، ومن قبل العميد غياث دلا قائد قوات الغيث في الفرقة الرابعة، والذي سبق أن ظهر معه خلال العمليات الأخيرة للميليشيات الإيرانية في المنطقة.

وفي الثالث عشر من الشهر الحالي، قُتل أيمن الحلقي من مدينة جاسم، حيث عُثر على جثته قرب المدينة إضافة لجثة آخر يدعى خالد خلف المحمد من القنيطرة وهو سائق عسكري، ويتهم الحلقي بتشكيل مجموعة تابعة للأمن العسكري.
وفي اليوم نفس استهدف مجهولون نضال الحلقي، وهو أيضا من مدينة جاسم، ويعمل كمتطوع في الجيش السوري، وسبق ذلك بيوم مقتل القيادي في الأمن العسكري، أيمن رزق الزعبي حيث قُتل بإطلاق نار مباشر في بلدة الجيزة بريف درعا الشرقي.

إقرأ:ثمان محاولات فاشلة لاغتيال أبرز شخصيات الأمن العسكري في درعا.. من هو “الكسم”؟

قتل على الطريقة الداعشية!

في تطور لافت في عمليات الاغتيال في المحافظة، برز أسلوب الخطف قبل القتل في الأيام القليلة الماضية، ليبدو تكتيكا جديدا تستخدمه المجموعات العاملة في القتل، وبحسب مصدر خاص، فإن انتهاج هذا الأسلوب جاء لسببين، الأول كي لا يتم التعرف إلى الجهة المنفذة، والثاني لتقليل احتمال الخطأ في عمليات الاغتيال ما ينتج عنها عدم قتل الهدف المطلوب.

ومن ناحية ثانية، أكد المصدر أن عمليتي اغتيال على الأقل خلال الأيام الماضية، نفذتا بطريقة النحر بعد الاختطاف، والتي اشتهر تنظيم “داعش” الإرهابي بتنفيذها خلال سيطرته على جزء من المحافظة قبل عدة سنوات.

فيوم أمس، عثر الأهالي في بلدة نصيب على جثة الشاب صقر مصطفى شهاب الختم، وهو من عشائر البدو في بلدة نصيب، وكان لاجئا في الأردن وعاد قبل نحو عام، وقد قتل بطريقة النحر من العنق، وجاء قتله بعد أن اختطف من قبل مجهولين قبل عدة أيام.

وفي ذات السياق، عثر الأهالي قرب مدينة جاسم، في السابع عشر من الشهر الحالي، على جثة مقطوعة الرأس، في سهول المدينة، وقد أكد مصدر خاص لـ”الحل نت”، أن القتيل هو مصطفى منذر علوش، وهو من محافظة حماة، وكان قد التحق بالجيش قبل نحو شهر، ونُقل إلى درعا، مشيرا إلى أن علوش كان أحد معارضي الحكومة.

وأوضح المصدر أن علوش كان قد اختطف مساء الخميس الماضي، بالقرب من القطعة العسكرية التي يخدم فيها.
المصدر أشار أيضا إلى أن علوش من الممكن أن يكون قُتل على يد عناصر تنظيم “داعش”، الذين باتوا يعملون لصالح الأجهزة الأمنية، والميليشيات الإيرانية على حد سواء، مبينا أن حوادث القتل بهذه الطريقة اختفت بعد هزيمة داعش في العام 2018.

وقد حصل موقع “الحل نت”، على معلومات مؤكدة تشير إلى أن ما لا يقل عن 120 عنصر من تنظيم داعش، ممن اعتقلهم النظام في العام 2018، أُطلق سراحهم بعد الاتفاق بينهم وبين الأجهزة الأمنية بالعمل لصالحها، كما تم الحصول على أسماء وصور عدد منهم ممن انضم بشكل رسمي للأجهزة الأمنية والفرقة الرابعة.

وتشير المعلومات إلى تواجد هؤلاء العناصر في مناطق مختلفة، منها منطقة العالية قرب مدينة جاسم والتي وقعت فيها حادثة قتل علوش، وفي منطقة حوض اليرموك، وبعض مناطق الريف الشرقي، بينما تتركز قيادة التنظيم في منطقة تلول الصفا بقيادة أبي سالم العراقي، والذي شوهد عدة مرات في بلدات ريف درعا الغربي.

قد يهمك:تعزيزات جديدة للميليشيات الإيرانية في درعا.. ماذا يحصل؟

وبحسب معلومات “الحل نت”، فإن عمليات القتل تشارك بها مجموعات مختلفة، منها ما هو تابع للأجهزة الأمنية والفرقة الرابعة، ومنها ما يتبع بشكل مباشر للميليشيات الإيرانية و”حزب الله” اللبناني، كما أن هناك مجموعات تابعة للمعارضة، ومجموعات تابعة لتنظيم “داعش” والتي تقوم بعمليات لصالح الأجهزة الأمنية والميليشيات الإيرانية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.