القصة الكاملة لاقتحام “محكمة استئناف الكرخ” ومداورة الكاظمي بمناصب عسكرية حساسة

القصة الكاملة لاقتحام “محكمة استئناف الكرخ” ومداورة الكاظمي بمناصب عسكرية حساسة

أجرى رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، مساء أمس الخميس، تغيرات في مواقع عسكرية حساسة في الجيش العراقي، وذلك عقب تحركات لقوة أمنية تابعة إلى “جهاز مكافحة الإرهاب” بمحاصرة رئاسة “محكمة استئناف الكرخ”، وتوجيه دعوة من القضاء لمحاسبة عناصر تلك القوة.

تغيرات لما تأتي في سياق دعوة مجلس القضاء الأعلى للقائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي، إلى إجراء تحقيق بحق القوة التي حاصرت محكمة الاستئناف.

مقالات قد تهمك: الصدر يدخل على خط تغييرات المناصب في العراق: الكاظمي في مرمى الأحزاب

موقف القضاء

إذ قال إعلام القضاء في بيان اطلع عليه موقع “الحل نت” إن “محكمة تحقيق الكرخ، اتخذت الإجراءات القانونية بحق عدد من منتسبي قوة عسكرية، خالفت القانون في رئاسة محكمة استئناف الكرخ”.

ودعا المجلس، الكاظمي إلى “ضبط أداء بعض منتسبي الأجهزة الأمنية التي تنتهك القانون”، مشددا على “ضرورة تحري المعلومة من الجهات القضائية المختصة، وعدم اعتماد النقل غير الدقيق للمعلومات المضللة”.

كما أكد أن “القانون فوق الجميع، ولا حصانة غير الحصانة الدستورية لمن يعطي أوامر أو ينفذها خلاف القانون”، وفقا للبيان، مطالبا الكاظمي بـ “إجراء تحقيق عاجل عن أسباب قيام قوة عسكرية من جهاز مكافحة الإرهاب بمحاصرة رئاسة محكمة استئناف الكرخ”.

وعقب ذلك، وفي توجيهات لم يتم الكشف عن أسبابها، ووسط معلومات أفادت بها مصادر مطلعة، عن محاولة تهريب معتقل ينتمي إلى الحشد الشعبي، أصدر الكاظمي توجيه “سري للغاية”، إلى “رئاسة أركان الجيش”، بنقل مدير “دائرة الاستخبارات” من موقعه إلى “رئاسة أركان”، وتعويضه بمعاونه، دون الكشف عن سبب ذلك.

وثيقة سرية مسربة

ووفقا لوثيقة حملت توقيع رئيس أركان الجيش العراقي الفريق أول الركن عبد الأمير يار الله، فإنه “تقرر نقل اللواء الركن فائز فاضل أحمد المعموري، من منصب مدير مديرية الاستخبارات العسكرية، إلى رئاسة أركان الجيش”.

كما جرى نقل “اللواء الركن زيد حوشي خلف وادي، من منصب معاون مدير مديرية الاستخبارات العسكرية، إلى منصب مدير مديرية الاستخبارات العسكرية”، وفقا للوثيقة.

قبل ذلك، كان زعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر، أصدر بيانا أمس الخميس، تحدث فيه عن معلومات تفيد بضغوطات تمارس على القضاء العراقي.

مقالات قد تهمك: الكاظمي “وسيط” بين العامري والصدر: ما هو السر؟

ضغوط لتبرئة منتسبين

وقال الصدر في تغريدة تابعها موقع “الحل نت” على تويتر إن “هناك ضغوطات حزبية وطائفية على القضاء العراقي، بخصوص بعض ملفات الفساد وملفات بعض المتهمين بالعنف واستهداف هيبة الدولة، ومقراتها الخاصة والحيوي” مستندا في ذلك إلى “معلومات دقيقة وصلتني”.

ىو

وشدد الصدر في تغريدته على “هيبة الدولة وهيبة القضاء واستقلاله وعدم تسييسه من خلال تلك الضغوطات المقيتة التي يحاولون من خلالها تبرئة بعض منتسبيهم”.

وأشاد زعيم التيار “بدور الحكومة في ملاحقة والقبض على بعض المتهمين بالفساد والعنف”، مطالبا إياها بـ”المزيد من الحزم والقوة”.

فيما أبدى الصدر استعداده التام “للتعاون معهم من خلال البرلمان والكتلة الأكبر والتحالف الأكبر”، متعهدا بأن لا يسمح “بنقض هيبة القضاء والدولة ولن نقف مكتوفي الأيدي فهيبة العراق فوق كل انتماء”.

موقف الخزعلي

وفي السياق، رد الأمين العام لـ”حركة عصائب أهل الحق”، قيس الخزعلي، على تغريدة الصدر، متهما مسؤولين بالأجهزة الأمنية بتنفيذ اعتقالات خارج نطاق السلطة القضائية، وانتزاع الاعترافات منهم تحت التعذيب، وتدخل الحكومة في عمل القضاء، وتمريرها معلومات مغالطة، إلى شخصيات قيادية مهمة من أجل التضليل.

وقال الخزعلي في تغريدة على تويتر، اطلع عليها موقع “الحل نت” إنه “للأسف الشديد، تجري في عهد الحكومة الحالية إجراءات بوليسية، وعمليات اعتقال من دون أوامر إلقاء قبض”.

وأضاف “كذلك عمليات التعذيب البشعة التي تقوم بها بعض الشخصيات التابعة لبعض الأجهزة الأمنية، ضد المعتقلين بشكل خارج عن حدود القانون والإنسانية والأخلاق، وانتزاع الاعترافات بالإكراه، واحتجاز بعض المعتقلين لعشرات الأيام بدون إجراء تحقيق معهم أو تدوین أقوالهم واحتجازهم في معتقلات خاصة”.

كما أن  “هذه الحكومة تتدخل في عمل المؤسسة القضائية، وعصيان تطبيق أوامرها، وكذلك نقل الأخبار غير الصحيحة إلى شخصيات قيادية مهمة من أجل التضليل والاستقواء بها”. وفقا لتغريدته.

وشدد على أن “كل هذه الأمور مرفوضة، وتتطلب من الجميع موقفا واضحا في استقلالية القضاء وعدم التدخل في عمله، وإبعاده عن مشتهيات السلطة التنفيذية وأهوائها”.

مقالات ذات صلة: اجتماع مغلق بين الكاظمي والصدر: الولاية الثانية تقترب؟

وسائل إعلام

بالمقابل، وبحسب وسائل إعلام عراقية، فأن “عجلة تابعة للاستخبارات العسكرية، كانت قد حاولت تهريب أحد المتهمين الملقى القبض عليهم بتهمة استهداف منزل رئيس الوزراء، من محكمة استئناف الكرخ”.

ما دفع “الكاظمي إلى توجيه قوة من جهاز مكافحة الإرهاب، لمنع حدوث ذلك، ما تسبب بمماحكات بين القوة المذكورة أنفا، وحمايات القضاة، إلا أن القوة المكافحة نقلت المتهم إلى مكان آمن”.

من جانبها، تحدثت منصات ووسائل إعلام مقربة من فصائل ما تسمى بـ”المقاومة” المدعومة إيرانيا، ومعنية بنقل أنشطتها، عن “قرار صدر من لجنة قضائية، بالنظر بقضية معتقل ينتمي إلى الحشد الشعبي، مضى على احتجازه اكثر من خمسين يوم دون أن يتم تدوين أقواله، وتحويله إلى سجن تابع إلى جهاز المخابرات، لحين إكمال الإجراءات التحقيقية معه”.

قرار اللجنة “لاقى معارضة من رئيس الوزراء الكاظمي، الذي أمر بإعادة المعتقل إلى السجن الخاص الذي يعتقل فيه، لتنفذ ذلك القرار قوة تابعة إلى جهاز مكافحة الإرهاب”، بحسب الإعلام الموالي إلى “الحشد الشعبي”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.