وصف القادة الغربيون العقوبات التي فرضوها على روسيا بأنها “قوية” و “شديدة”. فضلا عن أن هذه العقوبات ستضر بالاقتصاد الروسي. وذلك بعد أن أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا إجراءات جديدة أمس الجمعة، جعلت من الصعب على الشركات الروسية جمع الأموال أو استيراد السلع، إذ انخفض مؤشر سوق الأسهم في موسكو بأكثر من 30 بالمئة.

“سلاح نووي مالي” ضد روسيا

بينما كان القادة الأمريكيون والأوروبيون يفكرون في المدى الذي يجب أن يذهبوا إليه في معاقبة روسيا على هجومها على أوكرانيا، تحول انتباههم إلى السلاح الأكثر جدلا وربما الأكثر خطورة، والذي وصفه وزير المالية الفرنسي، برونو لومير، بأنه “سلاح نووي مالي”.

https://twitter.com/AlmayadeenGO/status/1497540439204843522?s=20&t=qeV7IGgC8Xn4ee2gmXTMhg

هنا الحديث، عن نظام “سويفت”، إذ بات عزل روسيا عن هذا النظام أحد النقاط الأولى للانقسام الغربي في هذه الأزمة، بعد أن أظهر الاتحاد الأوروبي، المكون من 27 دولة، نيته على إقرار ذلك بعد أن خفف مسؤولون في ألمانيا وإيطاليا من معارضتهم لإقصاء روسيا من شبكة المدفوعات الدولية الرئيسية في العالم.

فقبل الغزو الروسي لأوكرانيا، وعدت الدول الغربية بتطبيق نظام عقوبات، حيث قال الرئيس الأميركي جو بايدن، إنه سيكون “سريعًا وشديدا”. في حين اتفق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، أمس الجمعة، على تجميد أصول الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ووزير الخارجية، سيرجي لافروف، وهي المرة الأولى التي يتم فيها استهداف الرجلين شخصيا بمثل هذه الإجراءات، لكن التفاصيل بشأن الإجراءات الأخرى لا تزال غير واضحة.

ومن شأن هذه الخطوة إلحاق الضرر بالتجارة الروسية وستجعل من الصعب على الشركات الروسية القيام بأعمال تجارية، إذ أن نظام سويفت هو نظام مراسلة آمن تستخدمه البنوك لإجراء مدفوعات سريعة عبر الحدود وهو الآلية الرئيسية لتمويل التجارة الدولية.

و”سويفت”، هو اختصار لجمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك – وهي شبكة مراسلة تربط البنوك حول العالم. تربط الكونسورتيوم الذي يتخذ من بلجيكا مقرا له أكثر من 11000 مؤسسة مالية تعمل في أكثر من 200 دولة وإقليم، وبلغ متوسط عدد رسائل النظام 42 مليون رسالة في اليوم.

للقراءة أو الاستماع: لأول مرة في تاريخ “الناتو”.. “قوات الرد” تنتشر في أوروبا بسبب أوكرانيا

نظرة على العقوبات المحتملة

تعليق عضوية روسيا في المنظمات الدولية، مثل شبكة “سويفت”، يعني أن بوتين لم يجر البلاد إلى  أكبر حرب في أوروبا منذ 80 عاما، بل أنه الآن يواجه معركة اقتصادية ودبلوماسية مع النظام العالمي.

حيث انضمت دول في آسيا والمحيط الهادئ إلى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى في الغرب في تكديس الإجراءات العقابية ضد البنوك والشركات الروسية الرائدة. ووضعت الدول أيضا ضوابط على الصادرات تهدف إلى تنشيف الصناعات الروسية ولا سيما العسكرية من أشباه الموصلات وغيرها من منتجات التكنولوجيا الفائقة.

ومع أن الخبراء الروس، يروجون إلى أن تجميد البنوك الروسية ستؤدي إلى خلق مشاكل للنظام المالي العالمي. إلا أنه فعليا سيؤدي حتما للإضرار بصناعة الطاقة الروسية، وزيادة الأسعار والتضخم والذي سيثير غضب العديد من العمال داخل روسيا التي تعاني من أزمة اقتصادية داخلية.

للقراءة أو الاستماع: الأسد وبوتين شركاء في عقوبات دولية على مستوى العالم

قائمة العقوبات المفروضة على روسيا

كشفت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة واليابان وكندا وتايوان ونيوزيلندا عن عقوبات ضد روسيا تستهدف البنوك والصادرات العسكرية ومصافي النفط.

قال وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، إن القوى الغربية تنفذ إجراءات تهدف إلى “خنق الاقتصاد الروسي”. حيث بدأت وزارة الخزانة الأميركية، باستهداف “البنية التحتية الأساسية” للنظام المالي الروسي، وفرضت عقوبات على اثنين من أكبر بنوكها “سبير بنك” و”في تي بي” المدعومين من الدولة. وتضم قائمة العقوبات أيضا بنك “أوتكريتي” و”سوفكومبانك”، و”نوفيكومبانك”، وبعض كبار المسؤولين التنفيذيين.

وأصدر البيت الأبيض، بيانًا الخميس الفائت، قال فيه إن الإجراءات ستشمل “قيودا واسعة على أشباه الموصلات والاتصالات السلكية واللاسلكية، وأمن التشفير والليزر، وأجهزة الاستشعار والملاحة، وإلكترونيات الطيران والتقنيات البحرية.

وفرضت الولايات المتحدة، عقوبات على 24 فردا وكيانا بيلاروسيا، بما في ذلك بنكان هامان مملوكان للدولة في بيلاروسيا، وتسع شركات دفاع، وسبعة مسؤولين ونخب على صلة بالنظام.

للقراءة أو الاستماع: الأسد وبوتين شركاء في عقوبات دولية على مستوى العالم

اليابان وبريطانيا تعززان العقوبات

ومن جهته، قال رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، إن اليابان قالت إنها ستشدد العقوبات ضد روسيا لتشمل المؤسسات المالية وصادرات المعدات العسكرية، مضيفا أن التأثير على إمدادات الطاقة في بلاده الفقيرة بالموارد أمر غير مرجح.

وقال كيشيدا، في مؤتمر صحفي، إن طوكيو ستستهدف المؤسسات المالية والأفراد الروس بالعقوبات، بالإضافة إلى وقف تصدير السلع ذات الاستخدام العسكري مثل أشباه الموصلات.

إلى ذلك، كشف رئيس الوزراء البريطاني،  بوريس جونسون، النقاب عن أكبر حزمة عقوبات تفرضها المملكة المتحدة على روسيا تستهدف البنوك، وأعضاء أقرب دائرة لبوتين، والروس الأثرياء الذين يتمتعون بأنماط حياة متدرجة في لندن.

وفي حزمة العقوبات المكونة من 10 نقاط، قالت الحكومة البريطانية إنها ستفرض تجميد الأصول على البنوك الروسية الكبرى. بما في ذلك VTB المملوك للدولة، ثاني أكبر بنوكها، وستمنع الشركات الروسية الكبرى من جمع التمويل في المملكة المتحدة.

ستحظر بريطانيا أيضًا شركة الطيران الروسية الرائدة إيروفلوت من الهبوط في المملكة المتحدة. وتعليق تراخيص التصدير المزدوجة لروسيا، وستحظر تصدير بعض صادرات التكنولوجيا الفائقة وأجزاء من الصناعة الاستخراجية.

للقراءة أو الاستماع: الأسد وبوتين شركاء في عقوبات دولية على مستوى العالم

العقوبات تمتد من كندا حتى أستراليا

عقوبات المجتمع الدولي توالت على موسكو، إذ أعلنت كندا عن مزيد من العقوبات ضد روسيا استهدفت 62 فردا وكيانا. بما في ذلك أعضاء من النخبة والبنوك الكبرى، وألغت جميع تصاريح التصدير. كما استهدفت العقوبات مجلس الأمن الروسي، بما في ذلك وزير الدفاع ووزير المالية ووزير العدل.

ومنعت جمهورية التشيك، شركات الطيران الروسية من السفر إلى الدولة الواقعة في وسط أوروبا. كما تدرس اتخاذ مزيد من الخطوات ضد روسيا. وأنها ستسرع أيضا من خروجها من بنكين دوليين تم إنشاؤهما في الحقبة السوفيتية. بينما ستحلل وزارة المالية وصول الشركات المملوكة لروسيا إلى الأموال العامة التشيكية.

وقالت حكومة تايوان، إنها ستفرض عقوبات على روسيا، وقالت أكبر شركة لتصنيع الرقائق في العالم إنها ستلتزم بجميع قواعد الرقابة على الصادرات. وستنضم إلى الدول الديمقراطية في فرض عقوبات مشتركة على موسكو.

وفرضت أستراليا المزيد من العقوبات على روسيا مستهدفة العديد من مواطنيها من النخبة والمشرعين. وقالت إنه “من غير المقبول” أن تخفف الصين القيود التجارية مع موسكو في وقت غزت أوكرانيا.

وقال رئيس الوزراء، سكوت موريسون، إن العقوبات الجديدة ستُفرض على “الأوليغارشية الذين يمثل وزنهم الاقتصادي في استراتيجية لموسكو”. بالإضافة لأكثر من 300 عضو في البرلمان الروسي صوتوا للسماح بإرسال قوات روسية إلى أوكرانيا.

للقراءة أو الاستماع: قمة أوروبية طارئة بسبب روسيا.. ماذا عن إيقاف خط الغاز نورد ستريم؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.