أرقام صادمة أخرها فتاة أحرقت نفسها.. لماذا تتزايد حالات الانتحار في العراق؟

أرقام صادمة أخرها فتاة أحرقت نفسها.. لماذا تتزايد حالات الانتحار في العراق؟

تتزايد حالات الانتحار في العراق بشكل خطير، أخرها إقدام شابة ثلاثينة على حرق نفسها، اليوم السبت، بمحافظة ديالى شمال شرق العاصمة بغداد. 

ولم تعرف أسباب وظروف الشابة البالغة من العمر 32 عاما، والتي تسكن قضاء المقدادية 45 كم شمال شرق بعقوبة مركز المحافظة. 

ونقلت الشابة المنفصلة عن زوجها إلى المستشفى، بحسب مراسل موقع “الحل نت” هناك، الذي أكد أن “الشابة من عائلة تمر بوضع اقتصادي صعب، وتتحمل فواتير شهرية فوق قدراتها المادية، ولا تملك أي معيل أو مرتب حكومي”. 

مقالات قد تهمك/ي: الانتحار في العراق.. هذه حصيلة 2021 

أرقام مخيفة

يأتي ذلك في وقت تتزايد فيه حالات الانتحار في عموم العراق بشكل كبير، حيث أنهى العراق عامه الماضي بحصيلة صادمة قدمتها وزارة الداخلية في 25 كانون الأول/ديسمبر الماضي، ذكرت فيها إن حالات الانتحار تتجاوز 10 بالمئة سنويا منذ عام 2016. 

لتسجل بعد ذلك محافظة ذي قار وحدها في أول 17 يوما من العام الحالي 2022، 12 حالة انتحار، وتراوحت أعمار الضحايا بين العشرينيات من أعمارهم. 

فيما أعلنت وزارة الداخلية العراقية يوم الخميس 24 شباط/فبراير 2022 إحصائية بحالات الانتحار الشهرية في المحافظات كافة، وجاء ذلك في تصريح رسمي لمدير الشرطة المجتمعية غالب العطية للوكالة الرسمية وتابعه موقع “الحل نت”. 

وقال العطية إن “معدل الانتحار شهريا العام الماضي كان أكثر من 60 حالة، بينما خلال الشهرين الأول والثاني من العام الحالي تجاوزت 100 حالة”.

مدير الشرطة المجتمعية أشار إلى أنه “تم منع 33 حالة انتحار خلال العام 2021، كما تتم متابعتهم ومتابعة عوائلهم”.

وبلغت حالات الانتحار المسجلة في عام 2021،  772 حالة وهي أكثر بنحو 100 حالة عن العام الذي سبقه التي بلغت فيه نسبة الانتحار 663 حالة، وفقا لوزارة الداخلية.

وفي إحصاءيات رسمية سابقة لوزارة الداخلية، قد سجل عام 2016، 393 حالة انتحار، وفي العام 2017 بلغت 462 حالة وفي العام 2018 بلغت حالات الانتحار 530 حالة، أما في العام 2019 فقد بلغت 605 حالات. 

مقالات قد تهمك/ي: الانتحار في العراق… أكثر من أي وقت مضى

أسباب الانتحار

وعن أسباب تزايد حالات الانتحار، قال العطية إن “حالات الانتحار تتزايد بين الشباب، وأن الأسباب كثيرة منها اقتصادية والمتمثلة بالبطالة وكذلك التعنيف والتفكك الأسري والمخدرات، فضلا عن الابتزاز الإلكتروني لا سيما لدى الفتيات”.

مديرية الشرطة المجتمعية، وبحسب مديرها لفتت إلى أن “هناك مواقع إلكترونية (تثقف) على الانتحار، والجهات المسؤولة تسعى لإغلاق تلك المواقع”.

وتلعب مواقع التواصل الاجتماعي دورا سلبيا بموضوع الانتحار، حيث تشرح بعضها كيفية تعلم الانتحار، وفقا للعطية. 

https://twitter.com/drahmadalasadi/status/1495726704467267585?s=21

وحتى قبل إعداد هذا التقرير بساعات قليلة، فأن سيدة من محافظة ديالى أيضا، أقدمت على الانتحار حرقا، بواسطة سكب الوقود على جسدها وسط أحد الشوارع بالقرب من مدرسة في منطقة التحرير ببعقوبة مركز محافظة ديالى.  

وفي السياق، يقول الباحث الاجتماعي، سالم الجاف لموقع “الحل نت” إن “أبرز أسباب تزايد حالات الانتحار هو الوضع المادي الذي يمر به الشباب العراقي، بسبب انعدام فرص العمل، وتردي الوضع الاقتصادي في البلاد”. 

ويضيف أن “البطالة والفقر والاكتئاب، تلعب دور كبير في تزايد حالات الانتحار، فضلا عن الأمراض النفسية التي تخلفها تلك العوامل ما تنتهي بمن يعانون منها إلى  مرحلة الانتحار”. 

من الصعب إيجاد حلول لمن يمكن أن يقدموا على الانتخار أو يفكرون به، في ظل الظروف الصعبة التي يعيشون بها في بلدهم، كما يرى الجاف، ويشير إلى أن، الظروف التي يمر بها بلد تلعب دورا كبيرا في الصحة النفسية لمواطنيه.

مقالات قد تهمك/ي: ظاهرة الانتحار بالعراق: هل لدى الدولة والمجتمع والدين إجابة عن سبب رغبة الشباب بالموت؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.