يعتزم العراق بناء جدار صد على الحدود الغربية مع سوريا، وذلك بهدف تأمين الحدود، ويتولى الجيش العراقي “تحديدا” مسؤولية العمل.

يأتي ذلك في ظل عمل جبار من “قيادة الحدود المشتركة” وبإشراف “رئاسة أركان الجيش” منذ سنتين لتأمين الحدود، لاسيما الغربية مع سوريا، كما يقول معاون رئيس أركان الجيش للعمليات، الفريق الركن قيس المحمداوي، في حديث للوكالة الرسمية وتابعه موقع “الحل نت”.

وأضاف أن “المنظومات الموجودة هناك أفضل بكثير من السابق، سواء أكانت الإدارية أم التحصينات أم المراقبة، إضافة إلى ما يتعلق بالمسيرات والبالونات والكاميرات الحرارية”.

مقالات ذات صلة: العراق يعلن السيطرة على كامل شريطه الحدودي مع سوريا

جدار صد

وهناك نية لإنشاء جدار على الحدود، رغم أن التحصينات الموجودة حاليا توفر الأمن اللازم، بحسب المحمداوي، مؤكدا أن “هناك عملا لإنشاء خط صد من الجيش حصرا على الحدود لتأمينها”.

ويتواجد عناصر من قوات الأمن الداخلية والدفاع بأعداد كبيرة على الحدود، ويتم رفدهم بمنظومات وبشكل كامل، وفقا للمحداوي، مبينا أن “زيارة القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي، إلى الحدود كانت مهمة، إضافة إلى زيارات للقادة الميدانيين بشكل متواصل والإجراءات المتخذة عالية”.

معاون رئيس أركان الجيش للعمليات أكد أن “القوات الأمنية تتواجد على الحدود، فيما تعمل السلطات العراقية على تدقيق ثبوتيات الأسر النازحة العائدة أمنيا”.

وفي هذا الشأن تحدث موقع “الحل نت” للخبير الأمني أعياد الطوفان، وقال إن “هناك حقيقة يجب الأعتراف بها، أن الحدود قبل العام 2014، هي ليست ذاتها بعد العام 2014، وخصوصا مع الجانب السوري، حيث تم بناء خندق بعرض 3 متر وعمق 6 متر على امتداد الحدود”.

وأضاف أنه “تم بناء جدار حديدي أيضا، وعدة أنواع من الأسلاك المنفاخية، التي عززت بمراقبة كاميرات حرارية،”، مبينا أن “تلك العوامل تسهم بشكل كبير في تعطيل عمليات مرور العناصر الإرهابية من “داعش” وغيرهم، حتى في حالة إصرارهم على المرور”.

كما إنها ستوفر “إمكانية رصد العناصر الإرهابية ومعالجتهم، قبل محاولتهم تنفيذ أي عملية”، بحسب الطوفان، لافتا إلى أن “تأمين الحدود لا يحصر بتلك الإجراءات، بل تطلب مناطيد مراقبة وطائرات استطلاع ودوريات آلية وقوات مدربة”.

الحاجة لقوات مدربة

وأوضح أن “ذلك يعني قوات مدربة تدريب خاص لحماية الحدود، وليس كما يتم العمل به حاليا بمن تعزيز قيادة حماية الحدود بعناصر من قوات الداخلية ينقلون لها كمعاقبة”، مشددا على ضرورة “تفعيل الجهد الاستخباري بشقيه الإلكتروني والميداني

وفي وقت سابق، أجرى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، زيارة إلى الحدود العراقية-السورية، على خلفية الأحداث في الحسكة.

ويوم أمس الخميس، زار رئيس هيئة “الحشد الشعبي” في العراق، فالح الفياض العاصمة السورية دمشق، والتقى بالرئيس السوري بشار الأسد.

بحسب بيان رسمي سوري، تلقى موقع “الحل نت” نسخة منه فإن “الطرفين بحثا المواضيع الأمنية المشتركة، والتي تتعلق بضبط الحدود ومكافحة “التنظيمات الإرهابية” الموجودة في سوريا، ولم يذكر البيان المزيد من التفاصيل.

من جانبه، يقول الخبير الأمني عقيل الطائي في حديث لموقع “الحل نت” إن “الإجراءات التي تقوم بها القوات الأمنية هي لمنع مرور العناصر الأمنية”، لافتا في الوقت ذاته إلى “تلك الإجراءات لا يمكنها منع الإرهابين بشكل تام”، مؤكدا “وجود ثغرات يتسغلها الإرهابيين والمهربين للدخول”.

مقالات ذات صلة: بغداد تحصن الحدود مع سوريا: حقيقة أم قصة إعلامية؟

إجراءات تكنولوجية وفنية

ويرى أن “تكون هناك نشاط للطائرات المروحية وعمليات رصد، وتوفير خطين صد أول وثاني، إضافة إلى إجراءات فنية وتكنولوجية، ومراقبة على طول الحدود، لتأمين الحدود بشكل تام”.

وفي 19 من شباط/فبراير الماضي، أعلن الجيش العراقي فتح نقاط جديدة على الحدود بين محافظة نينوى وسوريا لتعزيز خطوط الصد ومنع تسلل الإرهابيين.

وفي كانون الثاني/يناير الماضي، كان الجيش العراقي قد أعلن، إنجاز الخندق الحدودي مع سوريا بالكامل بعمق ثلاثة أمتار وبارتفاع ثلاثة أمتار.

وتشهد الحدود السورية- العراقية نشاطا لعمليات التهريب، وخصوصا الحدود المحاذية لمدينة البوكمال في محافظة دير الزور التي تسيطر عليها الميليشيات الموالية لإيران، إذ تتحرك هذه الميليشيات بين الأراضي السورية والعراقية بكل أريحية.

وفي 20 شباط/فبراير الماضي، تمكنت قوة عسكرية من اللواء 53 – حشد شعبي من القبض على 22 سوريا تسللوا عبر الحدود باتجاه مدينة الموصل، وفقا لبيان أوردته الهيئة واطلع عليه موقع “الحل نت”.

وفي الحادي عشر من كانون الثاني/يناير الماضي، أعلنت السلطات العراقية، توقيف 62 شخصا يحملون الجنسية السورية قالت إنهم تسللوا إلى الأراضي العراقية عبر الحدود.

ممر للمخدرات

ومنذ 2003 وحتى الآن، طالما شكلت الحدود العراقية مع سوريا، تهديدا أمنيا بالنسبة للعراق، حيث تمثل إحدى الممرات السالكة لعناصر التنظيمات الجهادية مثل “القاعدة” وتنظيم “داعش” وغيرهم من الجماعات الإرهابية، فضلا عن استخدامها من قبل مسلحي الجماعات الشيعية المدعومة من إيران.

ويعد العراق ممر لعبور المخدرات من أفغانستان وإيران إلى أوروبا ودول الخليج العربي، على مدى العقود الماضية، إلا أن تقديرات السلطات الرسمية، تفيد بأن البلد تحول إلى مستهلك لمختلف أنواع المخدرات منذ الإطاحة بنظام صدام حسين، إذ تسود النزاعات والأوضاع الأمنية والاقتصادية غير المستقرة.

ووفق تقديرات كشف عنها القضاء العراقي في أيار/مايو الماضي، فإن نسبة الإدمان على المخدرات بين الشباب قد تصل إلى 50 بالمئة.

وبدأت محاولات السلطات العراقية لضبط حدودها مع سوريا بعد إعلان العراق القضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية” في أراضيه أواخر 2017، وكثّفت السلطات هذه المحاولات بداية 2021.

مقالات ذات صلة: العراق يحبط تسلل 22 سوريا إلى أراضيه

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.