قالت العراق إنها تستمر في خطتها بتحصين حدودها البرية مع سوريا عبر سواتر وأسجية وكاميرات وأبراج حرارية، وأن نسبة التحصين بلغت 80 بالمئة.

تكمن أهمية تحصين الحدود العراقية السورية، من أن تنظيم “داعش” يتواجد على امتداد الشريط الحدودي، ويتسلل من سوريا إلى العراق عبر الحدود المشتركة.

هل تسير بغداد فعلا نحو تحصين حدودها مع سوريا؟ هل نسبة الإنجاز التي أعلنتها واقعية؟ وهل يمكن تحقيق الخطة الحكومية أم أن هناك صعوبة؟ وما الصعوبة؟

“مسألة معقدة”

يقول المحلل السياسي، علاء مصطفى لـ “الحل نت”، إن مسألة إمساك العراق بالحدود البرية مع سوريا وتحصينها، مسألة معقدة جدا.

ويبين أن هناك عدة أسباب وراء تعقيد مسألة تحصين الحدود، منها طول الشريط الحدودي بين العراق وسوريا، وعدم وجود موانع طبيعية، بحسبه.

للقراءة أو الاستماع: الرئيس العراقي يُهاتف “الأسَد”.. تعزيز العلافات ومكافحة الإرهاب أولَويّة

الرئيس العراقي يُهاتف “الأسَد”.. تعزيز العلافات ومكافحة الإرهاب أولَويّة

ويشير مصطفى، إلى أن هناك مناطق مستوية وأخرى صحراوية، أي أن الحدود ليست على مقاس واحد، وليست ثابتة، وهو ما يصعب مسك الحدود وتحصينها.

مصطفى يلفت إلى أن، بغداد سعت منذ الوجود الأميركي فيها بعد 2003، لتحصين الحدود مع سوريا. لكنها لم تنجح؛ لعدم توفر الإمكانيات.

ويوضح أن القوات العراقية، وضعت حواجز كونكريتية على حدودها مع سوريا، لكن ذلك الإجراء لم يكن جيدا، فقد لستطاع “داعش” إزالتها عبر “البلدوزرات” عندما اجتاح نينوى والأنبار في صيف 2014.

جهود مبذولة ولكن!

ولا ينكر مصطفى، مسعى بغداد لتحصين جدودها مع سوريا، لكن النسبة المعلنة من تحصين الحدود، وهي 80 بالمئة، هي إعلامية أكثر مما هي واقعية، بحسبه.

مصطفى يوضح أن قائد حرس الحدود العراقية الجديد، حامد الحسيني، بذل الكثير من الجهود لضبط الحدود مع دمشق، فوضع كاميرات مراقبة وأبراج حرارية، واستعان بتقنيات إلكترونية لأجل ذلك.

للقراءة أو الاستماع: “الحاج عسكر” الإيراني يُنظم دورات عسكرية على الحدود العراقية السورية.. ماذا يحدث؟

تلك الجهود ساهمت وتساهم في تقليل عمليات تسلل بقايا “داعش”، ولكنها لن تنهي التسلل بشكل كامل، بحسب مصطفى.

وعن السبب، يجيب بأن، الحكومة تضع بين رابية وأخرى مجموعة من الجنود، والتنظيم عندما يتسلل تكون أعداده أكثر من عدد الجنود، ومستعد للمواجهة والهجوم.

ويختتم أن، السعي الحكومي العراقي الحاصل، يجب الإثناء عليه، وهو أفضل من ترك الأمور على الحدود إلى الفوضى. لكن مسكها وتحصينها يحتاج إلى جهد وتنسيق وغطاء جوي، لضبط الحدود المشتركة.

طول الحدود المشتركة وعدد المنافذ

وتشهد الحدود العراقية السورية، تسللا لعناصر “داعش” بين الفينة والأخرى. كما يستهدف التنظيم المدنيين العزّل والقوات الأمنية عند حدود البلدين المشتركة منذ اجتياحه للعراق في 2014. وقبلها سيطرته على أجزاء من الأراضي السورية.

ويرتبط العراق مع سوريا بحدود مشتركة تمتد لنحو 620 كم، تبدأ من أقصى شمال غرب دهوك، وصولا لمثلث الحدود العراقية السورية الأردنية في الأنبار، غربي البلاد.

إذ تشترك بغداد مع سوريا بـ 4 منافذ حدودية بريّة، هي “منفذ سيمالكا” بدهوك في إقليم كردستان العراق، و”معبر ربيعة” الذي يربط بين نينوى العراقية والحسكة السورية.

والمنفذ الثالث، فهو منفذ “القائم البوكمال”، الذي يربط محافظتي الأنبار العراقية ودير الزور السورية. أما المنفذ الرابع، فهو منفذ “الوليد التنف”، الذي يربط كذلك الأنبار بمحافظة حمص السورية.