شهد الأسبوع الماضي هروبا دراماتيكيا للدولارات من سوريا، حيث ترك المستثمرون الاقتصادات النامية نتيجة للأعمال العدائية بين روسيا وأوكرانيا. في حين لا يوجد مؤشر حتى الآن على أن دمشق ستتمكن من استعادة زمام الأمور، إذ يتضح ذلك من الزيادة الحادة في قيمة العملة الأميركية في جميع المحافظات السورية وبدرجة أقل في إدلب.

الليرة السورية تهوي لمستوى مسبوق

سجل سعر صرف العملة الخضراء مقابل الليرة السورية خلال تداولات اليوم السبت، ارتفاعا كبيرا بالتزامن مع ارتفاع غير مسبوق للعقود الآجلة عالميا، وتأثر الاقتصادات الدولية بالحرب الأوكرانية.

جرى تداول العقود الآجلة للخام العالمي "برنت"، اليوم الجمعة، فوق مستوى 118 دولارا للبرميل، وهو أعلى مستوى تبلغه عقود الخام في نحو 14 عاما.

— المدار نيوز (@AlMadarNow) March 5, 2022

فارتفع سعر صرف الدولار في دمشق، بمقدار 70 ليرة خلال الساعات الماضية (أي بنسبة تقارب 1.81 بالمئة). واستقر عند سعر شراء 3880، وسعر مبيع يبلغ 3930 ليرة للدولار الواحد. بمدى يومي بين 3855 و3930 ليرة.

وبالنسبة إلى مدينة حلب فقد ارتفع سعر صرف الدولار بمقدار 70 ليرة عن آخر إغلاق (أي بنسبة تقارب 1.82 بالمئة). واستقر عند سعر شراء يبلغ 3875، وسعر مبيع يبلغ 3925 ليرة سورية للدولار الواحد. بمدى يومي بين 3850 و3925 ليرة.

وفي مدينة إدلب فقد ارتفع سعر صرف الدولار بمقدار 40 ليرة عن آخر إغلاق (أي بنسبة تقارب 1.07 بالمئة). واستقر عند سعر شراء يبلغ 3740، وسعر مبيع يبلغ 3780 ليرة سورية للدولار الواحد. بينما كان سعر صرف الدولار للحوالات في نشرات شركات الصرافة بمناطق الحكومة يساوي 2925 ليرة سورية للدولار الواحد.

للقراءة أو الاستماع: الليرة السورية والروبل في تدهور غير مسبوق والعملات الرقمية ترتفع

الذهب يواصل الصعود

مع احتدام الصراع في أوكرانيا، استمر سعر البلاديوم في الارتفاع منذ أمس الجمعة، إذ وتجاوز 2800 دولار للأونصة، مما فتح الباب لأكبر مكسب أسبوعي له منذ عامين.

بنسبة 24 في المائة هذا الأسبوع، وهو أفضل مستوياته منذ نهاية مارس 2020.
وقفز الذهب في المعاملات الفورية واحدا في المائة إلى 1954.53 دولار للأوقية، لتبلغ مكاسبه هذا الأسبوع نحو 3.5 في المائة.
وزادت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 1.1 في المائة إلى 1956.70 دولار للأوقية. pic.twitter.com/7s4l172R6X

— مجلة العقارية نيوز (@AlaqariayaNews) March 5, 2022

وصل البلاديوم إلى أعلى مستوى له على الإطلاق، حيث ارتفع بنسبة 4.1 بالمئة إلى 2889 دولارا للأونصة في المعاملات الفورية بعد أن وصل إلى 2835 دولارا في تموز/يوليو 2021.

ويعد الارتفاع بنسبة 21.9 في المئة هذا الأسبوع هو الأكبر منذ نهاية آذار/مارس 2020 والرابع على التوالي كزيادة أسبوعية، تنتج روسيا 40 بالمئة من الإنتاج العالمي من المعدن المستخدم في قطاع السيارات.

وعالميا، ارتفع الذهب في المعاملات الفورية العالمية، بنسبة 0.6 بالمئة إلى 1946 دولارا للأونصة، كما ارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.8 بالمئة إلى 1950 دولارا للأونصة.

وسجلت الفضة ارتفاعا بنسبة 0.1 بالمئة في المعاملات الفورية إلى 25.19 دولار للأونصة وتتجه صوب خامس زيادة أسبوعية على التوالي. كما ارتفع البلاتين 0.8 بالمئة إلى 1088 دولارا للأونصة.

ومحليا، بلغ سعر غرام الذهب من عيار 21 في دمشق 212934 ليرة للمبيع و 210225 ليرة للشراء، بينما وسجل في حلب سعر 212663 ليرة للمبيع و 209954 ليرة للشراء، ووصل في إدلب إلى 204806 ليرة للمبيع و 202639 للشراء.

للقراءة أو الاستماع: ارتفاع أسعار القمح عالميا.. ماذا عن رغيف الخبز بسوريا؟

القمح والغاز بأسعار خيالية

قفزت أسعار العقود الآجلة للغاز في أوروبا أمس الجمعة، بنسبة 30 بالمئة وحطمت الرقم القياسي المرتفع البالغ 2400 دولار لكل ألف متر مكعب، وفقا لبورصة “ICE” في لندن.

وبلغت تكلفة العقود الآجلة لشهر نيسان/أبريل على 2411.3 دولارا لكل ألف متر مكعب، على مؤشر “TTF”.

وفي المقابل، قفزت أسعار القمح بنحو 60 بالمئة حيث تجاوزت أعلى مستوى سابق تم تحديده في عام 2008. وسط مخاوف متزايدة من نقص الإمدادات بسبب الحرب في أوكرانيا، إذ حذر خبراء الأغذية والزراعة من زيادة انعدام الأمن الغذائي في البلدان الفقيرة.

وعلى الرغم من أن الحرب الروسية على أوكرانيا هي السبب الرئيس في ارتفاع أسعار القمح، لأنهما تمثلان حوالي 30 بالمئة من القمح المتداول في العالم، إلا أن المخاوف توجهت نحو محصول القمح الشتوي في الولايات المتحدة، والذي يرسم أيضا نظرة قاتمة، حيث يعاني حزام القمح من الجفاف.

الجدير ذكره، أن سوريا شهدت في عام 2021 أخفض نسبة لإنتاج القمح منذ خمسين سنة وذلك بسبب القحط وارتفاع أسعار المواد بالليرة السورية والظروف الاقتصادية السيئة، وذلك بحسب ما ورد في تقرير نشرته منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة “الفاو”، نهاية العام الماضي.

فقد هبط إنتاج القمح والشعير بشكل كبير خلال العام 2021، حيث نقص إنتاج القمح بنسبة 63 بالمئة عن إنتاج العام 2020 ليصل إلى 1.05 مليون طن انخفاضا مع الليرة السورية من 2.8 مليون في عام 2020. أما إنتاج الشعير فقد توقف عند حد 10 بالمئة من معدلات الإنتاج خلال عام 2020.

للقراءة أو الاتسماع: الحرب الأوكرانية شماعة جديدة للتجار.. إلى أين وصلت الأسعار؟