“لن يكون الاقتصاد والحياة في روسيا كما كانت مرة أخرى”، بهذه الكلمات وصف المؤرخ الروسي من جامعة كوينز في بلفاست، ألكسندر تيتوف، انهيار العملة الروسية “الروبل” بعد أن أعلن زعماء غربيون عقوبات غير مسبوقة تهدف إلى شل موسكو، مما يشير إلى أزمة وشيكة ستعمق عزلة روسيا وتغذي السخط الاجتماعي الداخلي فيها.

ماذا يعني انهيار الروبل؟

خسر الروبل الروسي نحو 20 بالمئة من قيمته مقابل الدولار الأميركي منذ يوم الخميس الفائت، عندما شن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غزوا على أوكرانيا. وهذا يعني أن أي شخص يحمل العملة يمكنه الآن شراء مبلغ أقل بأمواله.

وخلال عطلة نهاية الأسبوع، أعلنت الدول الغربية عن مجموعة من العقوبات الجديدة لمعاقبة روسيا على غزوها غير المبرر للدولة ذات السيادة، بما في ذلك حظر بعض البنوك الروسية من نظام مدفوعات “سويفت”. وتقييد البنك المركزي الروسي من استخدام 640 مليار دولار من العملات الأجنبية والذهب، واحتياطيات دعم الروبل.

ومن المتوقع أن توجه الإجراءات، التي يعتبرها العديد من الخبراء غير مسبوقة، ضربة قوية للاقتصاد الروسي. في حين ينتظر المواطنين الروس القلقون في طوابير طويلة خارج أجهزة الصراف الآلي، من أجل سحب أموالهم لقلقهم من نفاد الأموال في البلاد.

وقال تيتوف، إن التباطؤ الاقتصادي المحتمل وعزلة روسيا المتزايدة عن بقية العالم، قد يؤديان إلى استياء متزايد تجاه قيادة بوتين، الذي قد يلجأ إلى سياسات قمعية لحماية حكمه.

وبينما رفضت الصين، الشريك التجاري الأكبر لروسيا، الانضمام إلى العقوبات، يقول محللون إنه من غير المرجح أن تبذل الدولة قصارى جهدها لمساعدة موسكو، بسبب المخاطر المالية الكبيرة المرتبطة بالاقتصاد الروسي.

هذا، وانخفض الروبل الروسي في تعاملات السوق السوداء، إلى ما يزيد عن 177 مقابل الدولار اليوم الخميس. بعد انخفاضه إلى 120 في وقت سابق من هذا الأسبوع. فيما قال بنك روسيا أمس الأربعاء، إنه حظر مدفوعات القسائم للمستثمرين الأجانب الذين لديهم ديون سيادية مقومة بالروبل. ومنع الشركات الروسية من دفع أرباح الأسهم للمساهمين الأجانب.

وجاء ذلك في أعقاب سلسلة من الإجراءات من قبل موسكو، لتثبيت عملتها بما في ذلك رفع أسعار الفائدة بأكثر من الضعف إلى 20 بالمئة. كما أمر شركات التصدير ببيع 80 بالمئة من العملات الأجنبية، وحظر بيع الأجانب للأوراق المالية الروسية.

للقراءة أو الاستماع: انهيار قريب للاقتصاد الروسي.. ما احتمالاته؟

الليرة السورية تتدهور

ومع دخول الحرب الروسية على أوكرانيا يومها السابع، سجل سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية خلال تداولات اليوم الخميس، ارتفاعا كبيرا في عموم المحافظات السورية.

وطبقا لتقديرات موقع “الليرة اليوم”، فقد ارتفع سعر صرف الدولار في دمشق، بمقدار 75 ليرة خلال الساعات الماضية (أي بنسبة تقارب 1.98بالمئة). واستقر عند سعر شراء 3820، وسعر مبيع يبلغ 3860 ليرة للدولار الواحد. بمدى يومي بين 3780 و 3860 ليرة.

وبالنسبة إلى مدينة حلب فقد ارتفع سعر صرف الدولار بمقدار 75 ليرة عن آخر إغلاق (أي بنسبة تقارب 1.98بالمئة). واستقر عند سعر شراء يبلغ 3815، وسعر مبيع يبلغ 3855 ليرة سورية للدولار الواحد. بمدى يومي بين 3775 و 3855 ليرة.

وبالنسبة إلى إدلب، فقد استقر صرف الدولار عند سعر شراء يبلغ 3700، وسعر مبيع يبلغ 3740 ليرة للدولار الواحد. بينما كان سعر صرف الدولار للحوالات في نشرات شركات الصرافة يساوي 2925 ليرة سورية للدولار الواحد.

للقراءة أو الاستماع: ارتفاع أسعار القمح عالميا.. ماذا عن رغيف الخبز بسوريا؟

العملات الرقمية تشهد انتعاشا

إلى ذلك، ارتفعت العملات الرقمية بالتزامن مع اشتعال حدة الصراع بين الجانبين الروسي والأوكراني، وما تبعه من حزمة قاسية من العقوبات الغربية والأميركية على الاقتصاد الروسي.

وارتفعت البيتكوين خلال تعاملات اليوم الخميس، بأكثر من 3 بالمئة. لتنجح في تجاوز مستويات الـ40 ألف دولار وصولا إلى مستويات 40.4 ألف دولار.

ونجحت البيتكوين في توسيع مكاسبها خلال أسبوع لتصل إلى 4 بالمئة، بينما قفزت قيمتها السوقية إلى نحو 755 مليار دولار بزيادة في حدود 30 مليار دولار في الساعات القليلة الماضية.

ويتوقع المسؤولون السابقون في وزارة الخزانة الأميركية وخبراء العقوبات، أن تحاول روسيا التخفيف من تأثير العقوبات المالية. من خلال الاعتماد على مبيعات الطاقة والاعتماد على احتياطيات البلاد من الذهب والعملة الصينية. ومن المتوقع أيضا أن ينقل بوتين الأموال من خلال البنوك الأصغر وحسابات أسر النخبة التي لا تغطيها العقوبات. وأن يتعامل في العملات المشفرة ويعتمد على علاقة روسيا بالصين.

للقراءة أو الاستماع: مع انخفاض الروبل الروسي.. عملة البيتكوين تنخفض والذهب مستقر

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.