تعتبر العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا قوية وشديدة، فضلا عن أن هذه العقوبات ستضر بالاقتصاد الروسي، وذلك بعد الإجراءات الاقتصادية التي فرضتها الدول الغربية، والتي جعلت من الصعب على الشركات الروسية جمع الأموال أو استيراد السلع، إذ انخفض مؤشر سوق الأسهم في موسكو بأكثر من 30 بالمئة.

حيث وصف وزير المالية الفرنسي، برونو لومير، الإجراءات والعقوبات الاقتصادية التي تم فرضها على روسيا، بـ”السلاح المالي النووي”.

انخفاض في الروبل الروسي

صباح اليوم الاثنين، انخفض الروبل الروسي في التعاملات الآسيوية، أمام الدولار بنسبة 42 بالمئة، ليصل إلى 119 روبل مقابل كل دولار، مع توقعات من مراقبين اقتصاديين بانخفاضات أكبر، فيما قام البنك المركزي الروسي برفع سعر الفائدة لتصبح 20 بالمئة، في محاولة لإنقاذ الروبل من الانهيار.

فيما نقل موقع قناة “الجزيرة”،عن خسائر ضخمة لأثرياء روسيا بسبب الحرب، بلغت نحو 39 مليار دولار، في يوم واحد، حيث أغلق مؤشر “مويكس روسيا” بانخفاض بلغ 33 بالمئة، وهو خامس أكبر انخفاض للمؤشر في تاريخ البورصة الروسية.

كما يجري الحديث، عن عزل روسيا عن نظام “سويفت” المالي العالمي، فمن شأن القرار الذي أصدره الحلفاء الغربيون يوم السبت بفصل مجموعة “مختارة” من البنوك الروسية عن شبكة “سويفت” أن يوجه لطمة اقتصادية معوقة لروسيا.

ويترك القرار المجال مفتوحا أيضا أمام الحلفاء لأخذ خطوات أخرى.ووفق تقرير سابق لموقع “الحل نت”، فإن هذه الخطوة من شأنها إلحاق الضرر بالتجارة الروسية وستجعل من الصعب على الشركات الروسية القيام بأعمال تجارية، إذ أن نظام “سويفت” هو نظام مراسلة آمن تستخدمه البنوك لإجراء مدفوعات سريعة عبر الحدود وهو الآلية الرئيسية لتمويل التجارة الدولية.

و”سويفت”، هو اختصار لـ جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك – وهي شبكة مراسلة تربط البنوك حول العالم. تربط الكونسورتيوم الذي يتخذ من بلجيكا مقرا له أكثر من 11000 مؤسسة مالية تعمل في أكثر من 200 دولة وإقليم، وبلغ متوسط عدد رسائل النظام 42 مليون رسالة في اليوم.

إقرأ:بعد إيران وسوريا.. عقوبة مالية ضخمة تنتظر روسيا

انخفاض البيتكوين وثبات الذهب

انهارت العملة المشفرة، بيتكوين مع بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، حيث بلغت قيمة هبوطها نحو 10 بالمئة، وهي العملة الرقمية الأشهر في العالم، حيث تراجعت إلى مستوى 35013.50 دولارا، وقبل ذلك هبطت دون مستوى 35 ألف دولار، وفق تقارير صحافية.

وأثبتت التوترات الجيوسياسية وعوامل الاقتصاد الكلي، عدم إمكانية أن تصبح البيتكوين “أصلاً آمناً” في حالة الصدمات، وعلى العكس من ذلك، أظهر الذهب ديناميكيات ممتازة واستمر في النمو، مسجلا نحو 2000 دولار للأوقية (الأونصة).

وتشبه “البيتكوين”؛ الذهب، من حيث كونها مصدرا محدودا، على عكس النقود التي يمكن طباعتها إلى أجل غير مسمى، لكنها محدودة للغاية، لأن إجمالي المعروض من هذه العملة لا يمكن أن يتجاوز حد 21 مليون وحدة، في حين أن احتياطيات الذهب كبيرة جدا من الناحية النظرية، بالإضافة إلى ذلك، فإن عملة البيتكوين، على عكس الذهب المادي، أرخص بكثير وأسهل في التخزين.

قد يهمك:عقوبات أميركية وأوروبية على روسيا.. التفاصيل الكاملة

باتت العقوبات الاقتصادية، سلاحا لا يقل أهمية عن السلاح التقليدي، حيث أن بمقدوره تدمير دول والتسبب بانهيارها، وهناك اعتقاد وفق تقديرات محللين بأن تشديد العقوبات على روسيا في حال استمرت في غزوها لأوكرانيا، فإن ذلك سيؤدي إلى انهيار عملتها بشكل كبير، إضافة إلى الضرر الذي سيلحق بكل مفاصل الاقتصاد الروسي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.