يعتبر يوم المرأة العالمي، من المناسبات المهمة عالميا، والتي تسلط الضوء على مكانة المرأة من مختلف النواحي، كما تتحضر مختلف المنظمات، الحقوقية، والإعلامية، والاجتماعية، في كل عام للفت انتباه العلم إلى التجاوزات والجرائم التي لا تزال تتعرض لها المرأة في معظم دول العالم.

وفي نفس السياق، بات هذا اليوم مهما بالنسبة للسوريين، والمرأة السورية، التي تعاني منذ العام 2011 من انتهاكات كبيرة على يد السلطات السورية على خلفية معارضتها للحكومة السورية، وتقوم المنظمات السورية بتحديث دائم لهذه الانتهاكات والتجاوزات غير القانونية.

من جهتها تحاول دمشق، في هذه المناسبة وغيرها إظهار اهتمامها بالمرأة السورية، من خلال فعاليات مختلفة، وبرامج لا تعدو كونها إعلامية، وتخدم التوجهات الخاصة بالحكومة.

احتفال وسط انتهاكات

وفي سياق الاحتفالات بيوم المرأة العالمي، قامت وزارة الأوقاف السورية، يوم أمس بالمشاركة بالاحتفال بهذه المناسبة عبر صفحتها على فيسبوك، ناشرة صورة احتفالية تضمنت آية قرآنية تتعلق بالمرأة وحقوقها.

وأشارت الوزارة، حسب موقع “سناك سوري” المحلي، إلى ما قدمه الإسلام للمرأة، حيث كرمها وأنصفها ووضعها في مكانها الصحيح، وذلك في حدودها الفطرية وتكوينها الطبيعي حتى تقوم بدور متزن في بناء المجتمع والحضارة.

ويأتي احتفال الوزارة، وسط جرائم تتعرض لها المرأة السورية، من الحكومة السورية، ومن المجتمع السوري على حد سواء، دون أن يكون هناك أي رادع لهذه الجرائم، والتي يأتي الاعتقال والاختفاء القسري من قبل الحكومة على رأسها، إضافة لجرائم القتل التي تقع يوميا، ومعظم ضحاياها من النساء، تحت حجج مختلفة أبرزها الشرف.

أرقام مرعبة

قال تقرير حقوقي صدر يوم أمس، للشبكة السورية لحقوق الإنسان، صدر يوم أمس، بمناسبة يوم المرأة العالمي، أن في سوريا نحو 9774 سيدة لا يزلن قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري 93 سيدة ضحية بسبب التعذيب و11523 حادثة عنف جنسي ضد إناث منذ أذار/2011، وما لا يقل عن 107 حادثة عنف تعرضت لها السيدات على خلفية أدوارهن وأنشطتهن و24 جريمة قتل بدافع جنساني منذ أذار/2021 وحتى أذار/2022 .

ورصد التقرير، الذي حمل عنوان ” قمع النساء في مناطق السيطرة يكرس حالة من فقدان التنمية والمساواة والأمن”، تعرض النساء العاملات والناشطات لأنماط متعددة من العنف، في مختلف المناطق السورية، وعلى نحوٍ متفاوت بين منطقة وأخرى، مضيفا أن النساء اللواتي انخرطن في الأنشطة المجتمعية والسياسية والإعلامية والإنسانية، قد دفعن ثمنا باهظا تجسد في تعرض كثيرات منهن لأنماط مختلفة من المخاطر والتهديدات، والاعتداءات الجسدية والمعنوية، ومسجلا العديد من حالات الاضطهاد والعنف ضد المرأة، والتي وصلت في بعض الأحيان إلى حد قتلها، وذلك على خلفية جنسانية مرتبطة بشكل أساسي بما يطلق عليه مجتمعيا اسم “جرائم الشرف” .

قد يهمك:العنف ضد المرأة السورية.. مواجهة الواقع المرير أسلوب حياة؟

الانتهاكات مستمرة

وفي نفس السياق، قال تقرير لموقع “الحل نت”، بمناسبة يوم المرأة العالمي، أن العنف ضد المرأة هو أكثر انتهاكات حقوق الإنسان شيوعا، وتشير العديد من تقارير المنظمات الحقوقية المحلية والدولية، أن المرأة لا تزال تتعرض لانتهاكات في الدول المتقدمة والنامية على حد سواء، وإن اختلفت في نوعها وحجمها من بلد الى آخر حسب الأعراف والتقاليد المتعارف عليها في كل دولة على حدى، وأبرز هذه الانتهاكات هي الاغتصاب، الزواج القسري، التحرش، العنف الاسري والتمييز السلبي.

وأضاف التقرير، أن الحرب في سوريا، والدائر منذ آذار/مارس2011، أحد أبرز أسباب الانتهاكات التي تتعرض لها المرأة في سوريا، حيث كان للمرأة دور في الحراك الشعبي في مختلف البلدات والمدن السورية التي شهدت بداية الحراك الشعبي ضد الحكومة السورية، فقد كانت ممن شاركوا بإسعاف الجرحى الذين كانوا يسقطون في المظاهرات على أيدي قوات الأمن الحكومية، إضافة للدور الإعلامي المهم الذي لعبته في نقل الأحداث للعالم الخارجي، ما أدى إلى ملاحقتها أمنيا وتعرضها للاعتقال والتعذيب.

وأشار التقرير إلى التعذيب الذي تتعرض له المرأة السورية في سجون الحكومة، وإلى إحصائيات صادرة عن منظمات حقوقية في هذا الصدد، ولافتا إلى الجرائم الاجتماعية التي تتعرض لها المرأة السورية تحت مسمى جرائم الشرف.
وخلُص تقرير “الحل نت”، إلى الانتهاكات التي تتعرض لها المرأة السورية، في سجون الحكومة ومراكز احتجازها النظامية وغير النظامية، والجرائم المجتمعية لا تزال مستمرة منذ العام 2011 وحتى الآن.

إقرأ:كيف تواجه المرأة السورية الانتهاكات المرتكبة ضدها؟

تتجاهل الحكومة السورية، كل التقارير التي تصدرها المنظمات الدولية، والمنظمات الحقوقية والإعلامية حول النساء المعتقلات، وحول ما تتعرض له النساء في سوريا من انتهاكات وأخطار جسيمة، بحاجة إلى وضع حد لها، من خلال الإفراج عن النساء المحتجزات بشكل غير قانوني، وسن قوانين قادرة على حماية المرأة والحفاظ على حقوقها

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.