لا تزال الكهرباء من أكبر المشاكل التي تواجه السوريين منذ عشر سنوات، في جميع المدن والمحافظات السورية، خاصة في فصل الشتاء البارد، وفي خضم تدمير البنية التحتية لشبكات الكهرباء، وعجز وزارة الكهرباء لإجراء عمليات إصلاح أو صيانة جذرية لها، لقلة الإمكانيات والمواد اللازمة لذلك.

وهذا ما سبب الكثير من المعوقات للمواطنين، مثل عدم وجود الإنارة والتدفئة، وتوقف أعمال الناس والدراسة للطلبة لساعات طويلة بسبب تقنين الكهرباء لأكثر من 20 ساعة في اليوم الواحد في بعض الأحيان.

تقنين الكهرباء لن يتغير!

يبدو أنه حتى في الأيام الدافئة لن يتغير واقع الكهرباء، وسيبقى التقنين لساعات عديدة. طبعا هذا الاستنتاج لا يندرج في مسار التكهنات والتوقعات بل حقيقة أعلنها مدير مؤسسة النقل والتوزيع، فواز الضاهر، في تصريح خاص لصحيفة “البعث” المحلية، “مؤكدا أن زيادة التوليد وحدها ستقرر ما يخبئه في قادم الأيام بالنسبة لقطاع الكهرباء وبرامج التقنين”.

أما بالنسبة لفصل الربيع، أضاف الضاهر للصحيفة المحلية، “سينخفض استخدام المكيفات ووسائل التدفئة، وبالتالي ينخفض الاستهلاك ويتراجع التقنين جزئيا”. وفق زعمه.

وأفاد أن “العملية هي تخفيف على الشبكة من قبل المواطنين نتيجة عدم الاستجرار الزائد، والذي تسببه الأدوات الكهربائية المستخدمة أكثر في فصل الشتاء”. في إشارة إلى أنه لا يجوز للمواطنين استخدام الكهرباء إلا للإنارة وشحن الأجهزة الإلكترونية، مع العلم أن هناك الكثير من الاحتياجات اليومية، فلا يعقل أن لا يستخدمها المواطن في حياته اليومية.

خاصة في فصل الشتاء، وهو من أصعب المواسم في سوريا من حيث الخدمات والمواصلات، بالإضافة إلى أن هذا الشهر يكثر فيه الأمراض، اللباس الشتوية السميك التي تحتاج للغسيل والمكواة وغيرها، لذا فإن الحاجة للكهرباء أكثر ضرورة من أي موسم آخر.

وقبل نحو أسبوعين، تعرض تقنين الكهرباء لتدهور على نحو سيء في ريف دمشق، ففي منطقة معربا حصل انقطاع في التيار الكهربائي لعدة أيام، إضافة لوضع سيء في سرغايا والتل والنبك والقلمون ودير عطية والكسوة وصيدنايا ومعرة صيدنايا ومضايا وبلودان، وارتفاع عدد ساعات التقنين إلى أكثر من سبع ساعات قطع مقابل ساعة وصل، وفق وسائل الإعلام المحلية.

تقنين الكهرباء في العام الماضي

أما عن كميات التوليد خلال العام الحالي والأعوام السابقة رصدت صحيفة “البعث” المحلية،  مجموعة أرقام دقيقة تبيّن فيها وسطي التوليد اليومي ووسطي استهلاك الغاز من مجموعات التوليد، بما فيها عنفات السويدية والمجموعات المائية لسد “الثورة”، حيث بيّنت المعلومات أن وسطي التوليد اليومي في العام 2010، أي قبل الحرب، كان يبلغ129.335  ميغا واط .س، مقابل وسطي استهلاك غاز يومي من المحطات نفسها17.989  مليون متر مكعب.

بينما وصل في عام 2016 وسطي التوليد اليومي 51.591 م.و.س، ووسطي استهلاك الغاز 7.635 مليون متر مكعب، ليصل في الـ2020  وسطي التوليد اليومي إلى 410.72 م.و.س بينما وسطي استهلاك الغاز 11.400  مليون متر مكعب.
فيما بدأ يتراجع التوليد في الـ2021 ليصل إلى 675.59  م.و.س مقابل وسطي استهلاك يومي من الغاز تراجع إلى 9.069 مليون متر مكعب، ليسجل العام الحالي أسوأ عام توليد واستهلاك يومي من الغاز، مسجلا كوسطي توليد 57.867 م .و.س مقابل 8.827 مليون متر مكعب استهلاك غاز يومي، بحسب صحيفة “البعث” المحلية.

وبيّن الضاهر، أن عدم توفر المحروقات كان سببا في زيادة الضغط على الكهرباء، نتيجة لجوء المواطن لاستخدامها كبديل عن الغاز والمازوت رغم توفرها بالحد الأدنى، وهذا أثر حتما على الواقع الكهربائي بشكل كبير، وفق زعمه.

يذكر أن الحكومة تأخرت في توزيع دفعات مادة “المازوت” للتدفئة على المواطنين، وأن كمية الخمسين لترا من المازوت التي يحصلون عليها كدفعة أولى للتدفئة في ريف دمشق والمحافظات السورية الأخرى غير كافية، خاصة في المناطق الجبلية الباردة، بحسب مصادر محلية سابقة.

قد يهمك: مازوت التدفئة غير كاف للسوريين.. ما هي خياراتهم؟

ارتفاع في تكلفة الكهرباء

وكانت وزارة الكهرباء السورية، أعلنت مطلع الشهر الفائت، رفع أسعار الكهرباء في سوريا، شاملة جميع فئات الاستهلاك، وذلك في موجة رفع أسعار كافة أسعار السلع والخدمات الأساسية في البلاد، على الرغم من أن الكهرباء تعتبر نادرة في معظم المناطق، حسب تقرير سابق لموقع “الحل نت”.

وشملت لوائح أسعار التعرفة الجديدة، وفق موقع “الحل نت” لـ أسعار الكهرباء في سوريا، رفع أسعار الاستهلاك المنزلي بنسبة مئة بالمئة، إذ ارتفع سعر الكيلوواط الواحد في الشريحة الأولى للاستهلاك المنزلي (المقدر استهلاكها بـ 600 كيلوواط ساعي خلال دورة الشهرين) من ليرة سورية إلى ليرتين، وفي الشريحة الثانية (بين 601 وألف كيلوواط ساعي) من ثلاث إلى ست ليرات سورية.

كما ارتفع سعر الكيلو واط في الشريحة الثالثة (بين ألف وألف و500 كيلوواط ساعي) من ست إلى 20 ليرة، وفي الرابعة من عشر إلى 90 ليرة، وفي الشريحة الأخيرة من 125 إلى 150 ليرة.

وتعاني جميع مناطق الحكومة السورية من أزمة في توفير الكهرباء منذ سنوات طويلة، والتي بلغت خلال الأشهر الماضية في بعض المناطق نحو عشرين ساعة في اليوم، فيما تعجز الحكومة عن فعل أي شيء لإنقاذ البلاد من أزمات جديدة ونتائج سلبية أكبر مما هو عليه البلد، خاصة وبعد الغزو الروسي لأوكرانيا والتي ألقت بظلالها على العالم أجمع وسوريا بشكل كبير.

قد يهمك: الكهرباء في ريف دمشق غائبة تماماً لهذه الأسباب

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.