يبدو أن استغلال إيران لتعقيدات المفاوضات الجارية في فيينا، بشأن الملف النووي الإيراني، لتطوير قدراتها النووية، يساهم في تعزيز فكرة اللجوء للخيار العسكري من قبل إسرائيل، لا سيما خلال الأشهر القليلة الماضية.

ذلك ما ألمح له وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، عندما أشار الإثنين إلى احتمالية، أن تلجأ تل أبيب إلى استخدام الخيار العسكري، بهدف منع إيران من امتلاك السلاح النووي.

وأضاف غانتس في تصريح مكتوب تداولته وسائل إعلام: “سواء تم التوقيع على الاتفاق أم لا، فلن يكون هذا نهاية الطريق بالنسبة لنا، ولا ينبغي أن يكون (نهاية الطريق أيضاً) لدول المنطقة والعالم التي يجب أن تستمر في العمل ضد العدوان الإيراني”.

قد يهمك: لماذا تُعرقل روسيا الاتفاق النووي الإيراني؟

وهدد وزير الدفاع الإسرائيلي، باتخاذ بلاده ومؤسساتها الدفاعية، جميع الإجراءات الضرورية، سواء اقتصادية أو سياسية أو حتى عسكرية، وذلك من أجل “حفظ سيادة وأمن مواطني إسرائيل” على حد قوله.

وأردف “ستتخذ دولة إسرائيل ومؤسستها الدفاعية جميع الإجراءات الضرورية، السياسية والاقتصادية، وإذا لزم الأمر، العسكرية أيضاً، من أجل الدفاع عن سيادتنا وضمان أمن مواطني إسرائيل“.

التهديد الإسرائيلي قد يُنفذ بأية لحظة

ويرى الباحث السياسي صدام الجاسر، أن تلويح إسرائيل باستخدام القوة ضد إيران، أصبح واقعا وحقيقة، ويمكن لإسرائيل أن تنفذ تهديداتها بأي لحظة، مشيرا إلى أن إسرائيل قد تكون مدفوعة ومدعومة من قبل دول الخليج التي تخشى أيضا من امتلاك إيران للسلاح النووي.

ويقول الجاسر في حديثه لـ“الحل نت“: “منذ بداية المفاوضات في الملف النووي الإيراني، كانت إسرائيل تلوح باستخدام القوة لإفشال هذه المفاوضات، وذلك خوفا من صفقة تكون على حساب مصالحها في المنطقة.. إسرائيل ترغب أن تكون الدولة النووية الوحيدة في المنطقة“.

ويضيف: “امتلاك إيران للسلاح النووي سيسحب هذه الميزة من إسرائيل، ويجعل إيران تبتز كافة دول المنطقة، خاصة وأن السلاح النووي أصبح للردع والابتزاز.. يبدو أن إسرائيل عقدت صفقة على حساب أوكرانيا، لا سيما وأنها تراجعت خلال الأيام الماضية عن دعمها لأوكرانيا“.

وكثفت تل أبيب محادثاتها مع واشنطن مؤخرا بشأن طهران وملفها النووي، إذ ألمح العديد من المسؤولين الإسرائيليين منذ مطلع العام الجاري، إلى احتمالية لجوء إسرائيل إلى الخيار العسكري ضد البرنامج النووي الإيراني، وسط اتهامات لطهران باستغلال المحادثات التي تجريها مع القوى الكبرى بالعاصمة النمساوية لكسب الوقت من أجل تطوير قدراتها النووية.

وتواجه إيران العديد من المخاطر التي تهدد وجودها على الساحة الإقليمية والدولية، لا سيما مع الضغوط التي تتعلق بملفها النووي، فضلا عن تهديد وجودها في سوريا نتيجة التقارب الروسي الإسرائيلي، ومحاولات إعادة دمشق بشكل محدود إلى الساحة العربية، يضاف إلى ذلك الأزمات الاقتصادية التي تعصف بالبلاد نتيجة السياسات الحكومية الداخلية.

وأعلنت وسائل إعلام إسرائيلية في وقت سابق، أن الجيش الإسرائيلي يخطط لاستثمار 324 مليون دولار أميركي، في تدريبات وحدات الاحتياط خلال العام المقبل، حيث جاء ذلك في إطار الاستعدادات لعملية عسكرية ضد الميليشيات الإيرانية في كل من سوريا ولبنان.

كذلك خصص الجيش الإسرائيلي فرقة خاصة لمواجهة القوات الإيرانية جنوبي سوريا، حيث شهدت مناطق الجنوب خلال الفترة الماضية، تنفيذ قوات إسرائيلية “مهام خاصة” في عمق الأراضي السورية، بهدف إبعاد الميليشيات الإيرانية عن الحدود بين سوريا وإسرائيل، وفق ما ذكرت تقارير صحفية.

فرقة خاصة لضرب إيران في سوريا؟

وبحسب ما نقل موقع قناة “الحرة” الأميركية عن مصادر إسرائيلية، الشهر الماضي، فإن “فرقة هبشان” التابعة للجيش الإسرائيلي، تواصل نشاطها في الجولان السوري المحتل لتأمين ما تعتبره حدودها مع سوريا، في حين لا تقتصر النشاطات العسكرية على الجنود الإسرائيليين المنتشرين خلف خط فك الاشتباك، الموقع عام 1974 في داخل الجولان.

وبحسب المصدر فإن العمليات نفذتها “قوات خاصة في عمق الأراضي السورية، لمنع أي تهديد أمني من قبل إيران أو مليشيات موالية لها، على غرار حزب الله اللبناني“.

قد يهمك:تطورات جديدة.. إعلان قريب عن وفاة الاتفاق النووي الإيراني

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة