ازدادت ظاهرة تخلي الأهالي عن أطفالهم في سورية في السنوات الأخيرة، كرميهم أمام المنازل، أو المساجد، أو دور رعاية الأيتام، كما أن حوادث العنف ضد الأطفال، باتت من الحوادث الاعتيادية للكثير من الأهالي، لتصل في بعض الأحيان إلى التعذيب الشديد والقتل.

طفلة الجامع الأموي

وفي السياق نفسه، قال موقع “أثر برس” المحلي، أن سيدة دخلت إلى الجامع الأموي في دمشق، وكانت تحمل طفلة رضيعة، وبحجة أنها ستقوم بالوضوء لأداء الصلاة، تركت الطفلة لدى إحدى السيدات، وغادرت المكان دون أن تعود.

وحسب الموقع، فإنه بعد مرور وقت على غياب السيدة، بدأت السيدة التي بحوزتها الطفلة بالبحث عنها مع موظفي الجامع، ولم يتمكنوا من العثور عليها، ما دفعهم لإبلاغ قسم شرطة الحميدية بالحادثة، ليتم فتح تحقيق فيها.

إقرأ:بسبب خلافات عائلية.. أب يتخلى عن أطفاله ويرميهم في الشارع

حوادث مكررة

لم تكن حادثة الطفلة في الجامع الأموي هي الأولى من نوعها، بل تكرر حدوث مثلها بشكل كبير، لتصبح ظاهرة في المجتمع السوري بعد الحرب، والانهيار الاقتصادي والاجتماعي.

فلم تمض أيام قليلة على حادثة ترك ثلاثة أطفال ضمن مدخل بناء بالقرب من دوار كفر سوسة في دمشق، ليتم التعرف على والدهم من قبل الشرطة، ليؤكد أنه تركهم بسبب خلافات عائلية مع زوجته ومغادرتها المنزل منذ أكثر من عشرين يوما، بحسب ما تابع “الحل نت”.

وفي حادثة غريبة من نوعها، قبل نحو أسابيع، عثرت أم سورية على طفلتها، بعد ستة أشهر أمضتها الطفلة في “مجمع لحن الحياة” لرعاية الأطفال “اللقطاء” في العاصمة دمشق، وتابع “الحل نت”، تصريحات مديرة مجمع الأطفال”لحن الحياة”، هنادي الخيمي، والتي قالت أن المجمع يستقبل ثلاث أطفال شهريا يتم العثور عليهم بدون أوراق في الشوارع، إذ يتم تحويلهم إلى أحد مجمعات رعاية الطفولة في دمشق، مضيفة أن حوالي 50 طفل تم إلحاقه بالمجمع الواقع في العاصمة دمشق، خلال العام الفائت .

من جانب آخر لوحظ انتشار ظاهرة جديدة في المجتمع السوري، وهي بيع الأطفال الذين تجاوزوا سن الحضانة، لا سيما في المخيمات نتيجة عجز عائلاتهم عن تحمل تكاليف تربيتهم من الناحية الاقتصادية، حسب متابعة “الحل نت”.

قد يهمك:لم تتجاوز الـ 5 سنوات.. قتل طفلة بعد اغتصابها في محافظة حلب

جرائم قتل أطفال

وفي سياق متصل بالانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال السوريون، شهدت مدينة منبج بريف حلب الشرقي نهاية شهر كانون الثاني/يناير الماضي، جريمة وُصفت بـ “المروعة” راحت ضحيتها طفلة لم يتجاوز عمرها خمس سنوات، حسب متابعة “الحل نت”.

حيث عُثر حينها على طفلة لم يتجاوز عمرها 5 سنوات، مذبوحة ومرمية في إحدى حاويات القمامة، ليتبين بعد فحصها أنها تعرضت لاعتداء جنسي، واتهمت مصادر محلية حينها، عائلة الطفلة بالوقوف وراء قتلها، إذ أشارت إلى أن أهل الطفلة قتلوها بعد تعرضها لـ“الاغتصاب“، بدافع “الشرف“، في حين لم تعلن الجهات الأمنية في المنطقة عن أية معلومات حول الحادثة.

وفي حادثة أخرى مطلع شهر شباط/فبراير الماضي، قام رجل في مدينة الصنمين بمحافظة درعا، بقتل ابنه ، وذلك بعد حبسه في غرفة صغيرة داخل منزله لعدة أيام، والقيام بضربه على رأسه وبطنه بأدوات صابة، وكشف حينها مصدر لموقع “الحل نت”، أن الأب اعتاد على ضرب ابنه منذ أن كان يبلغ من العمر عامين، إضافة لمنعه من الذهاب للمدرسة، وقام بضربه في إحدى المرات على رأسه بقطعة حديدية، ما أدى لفقدانه النطق، وأصيب بعد ذلك بنوبات من الصرع والإغماء، والتي استمرت معه حتى مقتله.

إقرأ:وجدت طفلتها في دار الأيتام بعد فقدانها لـ6 شهور بدمشق

ما أسباب هذه الجرائم؟

أصبحت ظاهرة التخلي عن الأطفال، وقتلهم، من أهم المشكلات التي تخيف المجتمع اليوم، حيث ازدادت هذه الجرائم بشكل غير مسبوق في الأعوام الأخيرة.

ونقل موقع “الحل نت”، عن مختصين اجتماعيين، أنه نتيجة الوضع الاقتصادي المأزوم وعدم قدرة الرجل على تحمل تكاليف معيشة أسرته، أن “هذا الحال ينعكس على الترابط الأسري أيضا، لأن الثقافة السائدة تفرض على الرجل أن يتحمل مسؤولية تأمين المصاريف، ولأنه يعجز عن ذلك تشعر الزوجة في الغالب بعدم الرضى عن الحياة معه.فضلا عن الضغوط الاقتصادية التي جعلت اللغة السائدة بين الزوجين هي لغة الصراخ بعد غياب الحوار، وهذا أيضا تسبب في رفع نسبة المشاكل الاجتماعية.

إضافة إلى غياب حالات الفرح، والعيش في الهموم اليومية، حتى لتأمين رغيف الخبز، بسبب الخشية من التكاليف، وهذا ما يجعل الأسرة ملازمة دائما للمنزل، تجلس في الظلام بسبب انقطاع الكهرباء الطويل، ما يسبب مشاكل نفسية، ويحول الحياة إلى انتظار دائم، وفي بعض الأحيان تصل الأضرار إلى المعايير الأخلاقية، وتجاوز الخطوط الحمر، بحسب المختصين الاجتماعيين.

وحسب المختصين، فإن العنف الذي رافق الحرب، بالإضافة إلى التدهور الاقتصادي، وانتشار المخدرات بشكل كبير، ساهم في زيادة هذه الجرائم، وحتى تسهيل ارتكابها، مما جعلها أحد أسوأ أنماط الانحدار في القيم والأخلاق

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.