عندما نتحدث عن المطابخ السورية، فإن استخدام الزيت أمر حتمي وأحد زيوت الطعام الأكثر شيوعا المستخدمة في المنازل والمطاعم السورية هو زيت دوار الشمس. ومن المعلوم أن دمشق تستورد ما يقرب من 10 مليون لتر من زيت دوار الشمس، 70 بالمئة منها تأتي من أوكرانيا، و20 بالمئة من روسيا والباقية من دول أخرى بما في ذلك الأرجنتين.

وبسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، كان هناك نقص في المعروض من زيت دوار الشمس من أوكرانيا والعملية البيروقراطية في سلاسل التوريد أدت إلى تأخير تصدير الزيت، مما أدى إلى ارتفاع أسعار زيوت الطعام الرئيسية والتحول إلى أنواع أخرى.

بدائل زيت دوار الشمس

أثرت الأزمة الأوكرانية بشدة على صناعة زيت البذور، لا سيما في قطاع دوار الشمس. وفي غضون شهر، مع الاتجاه الحالي في الاستهلاك، من المقرر أن تنفد المخزونات. لذا قرر أصحاب المطاعم في سوريا التحول بطرق الطهي إلى زيوت جديدة لم تستخدم سابقا.

وبحسب صحيفة “الوطن” المحلية، بدأت مطاعم بيع الفلافل والدجاج المقلي في سوريا باستخدام زيت النخيل كبديل لزيت دوار الشمس في إنتاج الفلافل والبروستد، لأنه أقل تكلفة من زيت دوار الشمس.

ووفقا لعدد من أصحاب المتاجر، قد يُعزى ارتفاع شعبية هذه الزيوت إلى تكلفتها الرخيصة. بينما تبلغ تكلفة علبة زيت دوار الشمس 16 كيلوجراما ما بين 235 و 260 ألف ليرة، في حين لا تتعدى تكلفة عبوة 25 لترا من زيت النخيل 230 ألف ليرة، مما يشير إلى تباين كبير في السعر والكمية ويساعد في الحفاظ على استقرار أسعار بيع هذه السلع.

وبالنسبة للقلي، كان زيت النخيل في سوريا يخلط سابقا بالزيت النباتي ويستخدم في معظم محلات ومطاعم الفلافل، بحسب ما قاله طباخ في إحدى هذه المطاعم للصحيفة، وأشار إلى أن استخدام زيت النخيل ارتفع منذ الأزمة، ومعظم مطاعم الفلافل والبروستد تستخدمه الآن بشكل فعلي.

للقراءة أو الاستماع: ارتفاع أسعار الأرز وانقطاع الزيت النباتي والمتة في مناطق الساحل السوري

عودة مفاجئة للزيت في الأسواق

في الأسبوع الماضي وأوائل هذا الأسبوع، ظهر أن كميات صغيرة من مادة الزيت كانت لا تزال متوفرة في متاجر البيع بالتجزئة وشبه الجملة بالعاصمة، ولكن بسعر مرتفع. وأفادت “الوطن” أن عملية التوزيع تتم في سوق البزورية في الزبلطاني، حيث توزع سيارة نصف شحن بتوزيع مادة الزيت بالتنكة من ماركة محددة على محال نصف الجملة في السوق عبر توزيع 15 تنكة لكل محل.

وأوضح عامل في أحد هذه المحلات، أنه في حين أن الكميات التي يطلبونها من تجار الجملة أكبر من ذلك، فإن المبالغ التي يتلقونها والأسعار ظلت مرتفعة بسبب قلة التوزيع. وهذا يشير إلى أن الكميات التي يتلقونها هي بضائع محجوزة ومعالجة، وأن الأسعار ظلت مرتفعة بسبب هذا النقص في التوزيع.

وعن الأسعار، فقد تراوح سعر عبوة  السمنة من وزن 16 كيلوغراما بين 200 ألف ليرة و265 ألف ليرة سورية. بينما ظل سعر زيت الزيتون 222 ألف ليرة للتنكة، وزيت دوار الشمس بين 13 ألف و14 ألف ليرة. وبلغت تكلفة الصفيحة التي تحتوي على 16 كيلوجراما من زيت النخيل في سوريا ما بين 235 ألفا و250 ألف ليرة. ووصل سعر زيت النخيل سعة “البيدون” 25 ليترا إلى 230 ألف ليرة.

للقراءة أو الاستماع: المتغيرات السعرية ورفع الأسعار “قادم لا محالة”

زيت النخيل لأسعار قياسية

أعلنت ماليزيا، ثاني أكبر منتج ومصدر لزيت النخيل، عن أن مخزونات نهاية الشهر تعد أفضل مما كان المتوقع به في شباط/فبراير الفائت، مع انخفاض الاستهلاك المحلي والصادرات، حسبما أفاد مجلس زيت النخيل الماليزي الرسمي في البلاد في 10 آذار/مارس الجاري.

وتأتي البيانات بعد يوم من ارتفاع العقود الآجلة لزيت النخيل في بورصة السلع في ماليزيا. حيث أدت أنباء زيادة الالتزامات المحلية لإندونيسيا على موردي زيت النخيل إلى زيادة المخاوف بشأن التوافر بين مشتري الزيوت النباتية. الذين تضرروا بالفعل من توقف شحنات زيت دوار الشمس من أوكرانيا وروسيا.

وقالت مصادر تجارية إن العقود الآجلة لزيت النخيل لشهري نيسان/أبريل وأيار/مايو القادمين، ارتفعت أكثر من 10 بالمئة في التاسع من آذار/مارس، مما أدى إلى توقف مؤقت في التجارة بعد أن أدت قيود التصدير المعدلة من إندونيسيا إلى زخم شراء قوي.

ويتوقع محللون في الصناعة، أن تستمر الأسعار المرتفعة للأشهر القليلة المقبلة. حيث تظل مخزونات زيت الطعام العالمية منكمشة بسبب تعطل شحنات زيت دوار الشمس من البحر الأسود. وكذلك انخفاض الإنتاج من الأرجنتين، أكبر مصدر لزيت فول الصويا.

ولا تزال الأسواق السورية، تشهد ارتفاعات غير مسبوقة في الأسعار، بدأت منذ مطلع شباط/فبراير الماضي. عقب قرار الحكومة إلغاء الدعم، وساهم الغزو الروسي لأوكرانيا بزيادة أخرى في الأسعار. ترافقت مع نقص حاد في بعض المواد، وخاصة الزيت النباتي.

للقراءة أو الاستماع: بعيدا عن أوكرانيا.. ظاهرة “الانكشاف الخارجي” تسببت بأزمة الاقتصاد السوري