لا تزال السلطات والقائمون على التسعير يراقبون فوضى السوق في سوريا، في حين يعتقد رجال الأعمال أنه من السابق لأوانه الحديث عن الأثر الصناعي والتجاري للحرب في أوكرانيا، حيث لم يستنفد أحد من الصناعيين الموارد الخام التي يمتلكها حتى الآن، فالمتغيرات السعرية ورفع الأسعار “القادم لا محالة” يفترض أن يشمل ما سيتم استيراده لاحقا.

حالة التخبط المبكرة

كان للأزمة الأوكرانية منذ اندلاعها تأثيرا مباشرا على الاقتصاد السوري “الهش”. فحتى الصناعة المحلية لم تكن قادرة على تجنب التأثير. إذ تعتمد معظم الشركات المحلية على المواد الخام المستوردة، ونتيجة لذلك تثقل كاهلها تحديات النقل العالمي، فضلا عن ارتفاع أسعار هذه الموارد وندرتها.

عدة سياسيات جرت خلال الأسبوعيين السابقين، أهمها البطء في الإنتاج، رغم أن هناك وفرة في المستودعات بحسب التصريحات الحكومية، بالإضافة لفقدان المواد المختلفة في الأسواق، حيث يميل معظم التجار إلى احتكار المواد الأساسية، مثل المواد الغذائية، بينما كان لدى بعض الصناعيين إجراءاتهم لخفض الإنتاج، حتى أنهم يراقبون تغيرات السوق وتقرير مصير مخزونهم والأسعار الجديدة.

ومن جهته، أوضح الصناعي عماد قدسي، في حديث لصحيفة “البعث” المحلية، خفض أو إلغاء الرسوم، والمرونة في الاستيراد وتوفير القطع اللازمة لها، وتأمين الكهرباء للمناطق الصناعية، كلها أمور ضرورية لتحقيق الاستقرار والمنافسة في دول الجوار.

وبحسب قدسي، الذي أكد أن أسعار الشحن وصعوباته ستؤثر على أسعار الشحنات. لأن الصناعات المحلية تعتمد على المواد الخام المستوردة. لافتا إلى وجوب إعادة النظر لمصانع القابون المتوقفة بسبب قرارات التنظيم، فعودة تشغيلها قد يسهم بتأمين استقرار في الإنتاج خلال الظروف الحالية، وهي 750 مصنعا يعمل منها حاليا 10 بالمئة فقط.

للقراءة أو الاستماع: ارتفاع أسعار الأرز وانقطاع الزيت النباتي والمتة في مناطق الساحل السوري

أرباح خيالية

من ناحية أخرى، يرى الصناعي  تيسير دركلت، أن الوضع في أوكرانيا له تأثير مباشر أقل على سوريا مما يبدو عليه في الإعلام، لأن المنتجات المستوردة من أوكرانيا محدودة العدد ويمكن العثور على بدائل.

فما حصل اليوم، هو رفع البعض للأسعار إلى 100 بالمئة لتحصيل أرباح خيالية استباقا لأي حدث جديد، في حين أن التأثر الأساسي بأجور الشحن التي لا يتعدى انعكاسها المنطقي 20 بالمئة على الأسعار المحلية.

وقد تتأثر المواد الغذائية كالزيوت والدهون والقمح والذرة، لكن دركلت؛ أشار إلى أن هناك بدائل لألواح الحديد الأوكرانية في مصر وروسيا ورومانيا، وأن الصناعات المعدنية في سوريا تعتمد بشكل كبير على ألواح الحديد الأوكرانية، لكن بدائلها متوفر في مصر وروسيا. فالحديث عن شلل استيرادها وانقطاعها الكلي ليس سوى مبالغة وتهويل.

وبيّن الصناعي، أنه بعد 12 عاما من من الحرب، لم يتم تعلم دروس الحرب الاقتصادية من قبل التجار السوريين فضلا عن الحكومة، إذ حتى الآن لم يتم العثور على بدائل محلية، واعتمد على الاستيراد إلى حدّ كبير، وبات واضحا الاستسهال الكبير في اللجوء للاستيراد، واعتماد الكثير من الصناعيين على الريعية، والصناعات التحويلية، واصفا هذا النوع بـ”الصناعي المرتاح”.

للقراءة أو الاستماع: رغم الفشل الحكومي.. وزير سوري: لا خوف على سوريا بوجود فريقها الاقتصادي

أحدث الأسعار في سوريا

أزاحت السوق السورية أوكرانيا وروسيا المنخرطتان بالحرب بشكل مباشر، من سباق الغلاء والتضخم، فلا مجال للمنافسة مع الأسواق السورية. مع عدم اكتراث وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بما يحدث في الأسواق، إذ بات الاحتكار والتسعير المفرط ونقص الموارد أمرا شائعا.

وفقًا لأحدث الأسعار بحسب تاجر الأغذية، عبد القادر السكري، فقد تراوح سعر ليتر الزيت النباتي بين 15 و16 ألف ليرة بعد أن كان يباع بسعر9.5 آلاف ليرة قبل أسبوعين. وتجاوز سعر تنكة الزيت سعة 16 كيلو 200 ألف ليرة بعد أن كان بحدود 125 ألف ليرة. كما إن الكميات الموجودة منها في الأسواق قليلة جدا.

ووصل سعر كيلو السمنة، وفقا لحديث الكسري، لـ”الحل نت”، إلى 16 ألفا بعد أن كان يباع بسعر 10.5 آلاف. ووصل سعر التنكة سعة 16 كيلو إلى 200 ألف ليرة بعد أن كان بـ 130 ألفا.

وبلغ كيلو الرز سعر 7500 ليرة بعد أن كان يباع بسعر 6500 ليرة ويتراوح سعر كيلو السكر بين 3 آلاف و3.5 آلاف ليرة.

وبالنسبة للبقوليات فقد وصل سعر كيلو العدس الأحمر المجروش إلى 5800 ليرة بعد أن كان بـ 4700 ليرة. والعدس الأسود أصبح بـ 5500 ليرة بعد أن كان بـ 4500 ليرة. وبات كيلو الحمص بسعر 5500 ليرة، وكيلو البرغل أصبح بسعر 4000 ليرة. وبلغ سعر كيلو المعكرونة السبكيتي بـ 6 آلاف بعد أن كان يباع بسعر 5 آلاف.

وبخصوص المعلبات فقد ارتفع سعر علبة المرتديلا الصغيرة إلى 2000 ليرة. ووصل سعر علبة السردين إلى 3000 ليرة بعد أن كانت تباع بسعر 2700 ليرة. كما وصل سعر علبة التونة لحدود 5 آلاف ليرة بعد أن كان سعرها 4500 ليرة.

للقراءة أو الاستماع: المازوت قليل والغاز مقطوع عبر “البطاقة الذكية” بسوريا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة