تتصاعد وتيرة الأزمة المعيشية في سوريا، مع تزايد أسعار المواد الأساسية المختلفة. وتزايدت شكاوى السوريين من الازدحام للحصول على الوقود في معظم مراكز شركات الوقود بسبب ارتباط الشركة بـ “البطاقة الذكية”.

وسط انتقادات واسعة النطاق للحكومة في دمشق، نتيجة فشلها في تنفيذ قراراتها وتوزيع الحصص على المواطنين من مخصصاتهم من دفعات المازوت “للتدفئة” واسطوانات الغاز، وتستمر الأسعار في الارتفاع مع تدهور الخدمات والأوضاع اليومية للسوريين، خاصة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

شحّ في “المازوت”

كشف مدير فرع دمشق للمحروقات أيمن حسن، خلال اجتماع مجلس محافظة دمشق، أن عدد طلبات توزيع المازوت وصل إلى 486865، تم تنفيذ 123660 طلبا، أي بنسبة 26 بالمئة، وتأجيل 173 طلبا، في حين359032  طلبا قيد الانتظار، و261 طلبا قيد التنفيذ.

وأضاف حسن، أنه وصل عدد الطلبات المتوقفة إلى3428 ، مؤكدا أن الطلبات التي أرسلت إلى شركة B.S ستنفذ كاملا ولكن بوتيرة بطيئة بسبب قلة مادة (المازوت)، وأشار حسن، إلى أن مسؤولية مراقبة المادة المسلمة للموزع تعود لمديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك.

ضمن السياق ذاته، أوضح عضو المكتب التنفيذي لقطاع المحروقات بريف دمشق ريدان الشيخ، أنه تم البدء في الـ 21 من شباط/فبراير الفائت بتوزيع الدفعة الثانية من مازوت التدفئة، وتمت زيادة نسبة التوزيع في ذلك الوقت لتصل إلى 60 بالمئة من الطلبات الواردة إلى المحافظة، بمعدل 20 طلبا، وفق زعمه لإذاعة “شام أف إم” المحلية.

وأشار الشيخ إلى أنه تم تخفيض عدد الطلبات، حيث ينفذ حاليا من 1 إلى 3 طلبات بسبب وضع المادة “المازوت” وقلتها، أما بالنسبة للنقل فيتم تنفيذ 6 طلبات، مبينا أن نسبة توزيع الدفعة الثانية وصلت إلى 25  بالمئة، حيث تم التوزيع لـ 148 ألف بطاقة حتى الآن، من أصل 780 ألف بطاقة.

وتابع الشيخ، أن العملية ما زالت مستمرة، كما يمكن للمواطنين تقديم “طلب مباشر” للحصول على كمية 50 ليترا من المازوت الحر، وفق تعبيره.


وأفادت مصادر محلية حصلت عليها “الحل نت”، بأن الدفعة الأولى التي حصل عليها المواطنون كانت تكفيهم فقط لمدة عشرة أيام، وسط تقنين الكهرباء لساعات طويلة.

وأردفت المصادر ذاتها، بأن عملية توزيع الدفعة الثانية تتم منذ حوالي شهر، ولكن إلى الآن لم يتم إرسال رسالة عبر “البطاقة الذكية” لآلاف المواطنين، وأكدوا أنهم في ظل موجة البرد الحالية يقبعون في البرد وهذا أمر صعب ويتسبب بأمراض للأطفال وكبار السن، في حين أن سعر لتر المازوت في السوق السوداء يقدر بنحو 4500 ليرة سورية.

في حين قال مواطنون في وقت سابق لوسائل الإعلام المحلية أيضا، “أن كمية الخمسين لترا من المازوت التي يحصلون عليها كدفعة أولى للتدفئة في ريف دمشق، غير كافية خاصة في المناطق الباردة”.

وبيّن المواطنون لوسائل الإعلام المحلية، أن الحاجة الفعلية لهم للتدفئة في الشهر الواحد تصل إلى نحو 150 لتر من المازوت، أي أنه أكثر من الكمية التي حددتها الجهات المسؤولة (50 لتر)، وبالتالي يضطر المواطنين التوجه إلى شراء المازوت من السوق السوداء وهو الأغلى سعرا.وتشهد البلاد حالة من الاحتقان الشعبي، منذ إعلان القرار الحكومي برفع الدعم مطلع الشهر الفائت، وتطور هذا الحراك إلى احتجاج شعبي على الأرض في السويداء، للمطالبة بالإصلاح الاقتصادي.

وأصدرت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في الـ11 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، قرارا يقضي برفع سعر ليتر البنزين الممتاز أوكتان 90 المدعوم المستلم على البطاقة الإلكترونية إلى 1100 ليرة سورية، وبهذا تكون الأسعار قدر ارتفعت بنحو 46 بالمئة عن الأسعار السابقة.

ووفقا لقرار وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، تم تحديد مبيع البنزين أوكتان 90 الموزع خارج المخصصات وعبر البطاقة الإلكترونية بمبلغ 2500 ليرة سورية لليتر الواحد وبمعدل40  ليتر شهريا، وسعر المازوت بـ 1700 ليرة سورية بمعدل 40 لتر شهريا أيضا.

قد يهمك: الرشوة والمساعدات والحوالات مصادر معيشة السوريين بدلاً من الرواتب

الغاز مقطوع!

وأكد مدير فرع دمشق وريفها لتوزيع الغاز أيمن ديوب لوسائل الإعلام المحلية، أن مدة تسليم أسطوانة الغاز تتعلق بتوافر التوريدات، بالإضافة إلى الوضع الحالي بعد مفرزات الأزمة الأوكرانية، أما بالنسبة لبيع الأسطوانات خارج البطاقة بين أن الأمر ينحصر بالجهات الحكومية.

ضمن السياق ذاته، أكدت صحيفة “الوطن” المحلية، في تقرير سابق قبل أسابيع، ورود العديد من الشكاوى في محافظة القنيطرة، “حول وجود مياه في أسطوانات الغاز المنزلي واللافت أن كميات المياه ليست بالقليلة، حيث نشر أحدهم مقطعا مصورا على وسائل التواصل الاجتماعي خلال إفراغ الأسطوانة التي استلمها بعد انتظار طويل“.

ويشتكي الأهالي من تأخر وصول رسائل الغاز للحصول على مخصصاتهم الشهرية من الغاز المنزلي، إذ تنتظر بعض العائلات ثلاثة أشهر حتى وصول الرسالة إلى هواتفهم المحمولة، للذهاب والحصول على أسطوانة من الغاز.

وفي محاولة لضبط الأسعار والقضاء على السوق السوداء حددت وزارة النفط قبل أسابيع سعر أسطوانة الغاز المدعومة بـ 9700 ليرة سورية وغير المدعومة بـ29682 ليرة.

وأبدى سوريون تخوفهم من تحديد سعر أسطوانة الغاز خارج نظام البطاقات الذكية، لا سيما مع إعلان الحكومة رفعها الدعم عن مئات الآلاف من العائلات السورية.

وقال عبد الغفور الآغا وهو أب لعائلة مكونة من ستة أفراد، إنه انتظر أكثر من ثلاثة أشهر في  آخرمرة حصل فيها على أسطوانة الغاز، وذلك حتى وصلت الرسالة عبر الهاتف الجوال، وأضاف الآغا، أن سعر الأسطوانة وفق هذا القرار يتجاوز نصف راتب موظف حكومي، في حديث سابق لموقع “الحل نت”.

أزمة الغاز في سوريا، والارتفاع الكبير في سعره، أجبر بعض العائلات السورية على استخدام البابور بدلا عن الغاز، في الطبخ سواء عبر استخدام الكاز الذي يبلغ سعر نصف اللتر منه 4 آلاف ليرة، أو مزج البنزين مع المازوت.

قد يهمك: “حالات غش جديدة” خلط الماء بالغاز المنزلي في سوريا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.