يبدو أن الحكومة السورية ماضية في تعميق الأزمة على السوريين داخل البلاد، إذ يلاحظ المتجول في الأسواق السورية منذ فترة وجود شحّ في مواد أساسية كاللحوم والفروج والبقوليات والبن والأعلاف، ومواد التموين الأساسية منها السكر والرز، إذ أصبحت المواد الغذائية الأساسية مثل الحليب والدجاج والزيوت والقمح والتوابل في السوق السورية باهظة الثمن بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.

ضريبة الدخل المقطوع

اللجنة الاقتصادية برئاسة مجلس الوزراء، رفضت طلبا من وزارة الزراعة بإطالة أمد إعفاء مزارعي الدواجن من ضريبة الدخل الكلية، التي كان قد انتهى مفعولها نهاية العام الماضي. وكان هذا هو الإعفاء الثالث لمزارعي الدواجن من هذه الضريبة.

وقال عبد الرحمن قرنفلة، وهو مستشار اتحاد الغرف الزراعية، في تصريح لصحيفة “الوطن” المحلية، إن الإعفاء يمثل شكلا من أشكال الدعم الحكومي لمربي الدواجن، خاصة وأن القطاع على وشك الانهيار. إذ يعاني من العديد من المشاكل والصعوبات، وأن إعفاء المربين من ضريبة الدخل المقطوع كان شكلا صغيرا من الدعم، وجزءا يخفف من العبء الضريبي.

وأشار، إلى أن مربي الدجاج في السوق السورية يخضعون لـ 12 ضريبة ورسم، منها ضريبة خدمة ورسوم نظافة، لصالح المجالس المحلية (البلديات)، على الرغم من أن مباني الدواجن تقع خارج المدن والبلدات لا تصل أو تخدمهم على الإطلاق.

كما تشمل أيضا ضريبة الأملاك، والرسوم السنوية لنقابة الأطباء البيطريين، وضرائب دائرة توسيم الأدوية البيطرية، وضريبة إدارة التراخيص الصناعية لـ “الجاروشة” التي تخدم بيت الدواجن، ورسم صندوق تخفيف آثار الكوارث الطبيعية.

وأوضح أن رسوم التأمين الاجتماعي والرسوم المتعلقة بالكهرباء من بين الرسوم والضرائب الأخرى. وقد تم تسليم تنفيذ بيوت الدجاج، التي كانت تقدم في السابق مجانا من قبل أقسام الهندسة الريفية في المديريات الزراعية، إلى نقابة المهندسين، مع تحمل التكاليف عند الانتهاء من هذه التصاميم والموافقة عليها.

قد يهمك: دمشق: ارتفاع سعر الفروج البروستد.. 3 فراريج تُعادل راتب موظف

أزمة في القطاع

مستشار اتحاد الغرف الزراعية، يعتقد أن قطاع الدواجن يمر بأزمة وسلسلة من التحديات التي يجب معالجتها بسرعة لتجنب زوال هذا القطاع، واقترح عقد اجتماع طارئ مع وزراء الزراعة والاقتصاد والتموين، بالإضافة إلى مجلس الوزراء، ومحافظ مصرف سوريا المركزي، لبحث القضايا التي يواجهها القطاع، لا سيما الزيادات غير المسبوقة في أسعار العلف.

ومن جهته، أكد حكمت حداد، عضو لجنة تربية الدواجن بغرفة زراعة دمشق، أن سعر طن العلف (فول الصويا والذرة الصفراء) في دول الجوار يقل عن السوق المحلي، ويتراوح سعر الطن بين 500  و700 ألف ليرة، وهو ما يساهم في ارتفاع تكاليف الإنتاج، والتي يقابلها انخفاض في القوة الشرائية للمستهلك المحلي، ونتيجة لذلك، ضعف الطلب، وكذلك نفر العديد من المربين عن التربية لمنع وقوعهم بالخسائر.

وأشار حداد، إلى أن ما يقرب من 80 بالمئة من المربين في القطاع الخاص عاطلون عن العمل وتوقفوا عن العمل، بالإضافة إلى أن هناك حالة من التفرد في السوق من بعض تجار الأعلاف واحتكار المواد في المستودعات، مبينا أن الزيادات الأخيرة في أسعار الأعلاف غير مبررة. وأن كل ما يتم تداوله حول تداعيات العملية العسكرية في أوكرانيا؛ نظرا لعدم إصدار تصاريح استيراد جديدة. ولأن جميع علف التجار قديم ويعود إلى ما قبل الأزمة، فإن تداعيات العمل العسكري في أوكرانيا خاطئة.

للقراءة أو الاستماع: الزيت في سوريا “شم ولا تدوق”

غياب اللحوم عن موائد رمضان

ومع ما تشهده الأسعار في سوريا من ارتفاعات يومية، إذ باتت تطال معظم المواد الأساسية، كما طالت أيضا قطاع اللحوم والدواجن، لتسبب حرمانا لشريحة واسعة من السوريين من هذه المنتجات، ويعلل التجار ذلك بأسباب مختلفة، منها الحرب على أوكرانيا، ومنها الوقود والكهرباء.

ومع اقتراب شهر رمضان، بدأت الموجة الأكبر في ارتفاع الأسعار، ما سيحرم العائلات السورية، التي اعتادت على وجود اللحوم بأنواعها كطبق رمضاني رئيسي، لتتحول هذه المائدة إلى مائدة رمضانية نباتية.

لجنة مربي الدواجن أطلقت مؤخرا تحذيرات عديدة من تدهور القطاع، حيث  زيادة أسعار الأعلاف ونقصها في السوق. ترافقت في الوقت ذاته مع موجة الصقيع والعاصفة الحالية التي سببت أضرارا كبيرة لم يتم إحصاؤها بعد وفقا للجنة المربين. مما يعني زيادة في التكاليف والأسعار مع قرب بداية شهر رمضان الذي عادة ما يشهد زيادة في الطلب.

وفي السياق ذاته، تابع “الحل نت”، منذ شهر شباط/فبراير الماضي، الارتفاع في أسعار الدواجن والبيض. حيث تجاوز سعر طبق البيض 12 ألف ليرة في السوق السورية، والدجاج ما بين 12 ألف وما فوق للكيلو المذبوح. و22 ألف ليرة وما فوق لكيلو الفروج المشوي، حسب نوعه ووزنه.

كما رصد الموقع، عزوف العديد من العائلات، عن شراء الفروج الجاهز، لارتفاع سعره بمعدل يصل إلى نحو ربع الراتب. أي نحو 33 ألف ليرة لوزن 1,5 كيلو، بعد أن كان سعره لا يتجاوز 150 ليرة قبل الحرب.

وعليه يرى خبراء اقتصاديون، أن هناك عاملين مهمين لاستقرار صناعة الدواجن. الأول تحقيق التوازن بين مستويات الدخل وقيمة المنتج، والثاني إعادة التمويل لقطاع الدواجن من قبل مستوردي الأعلاف. وهو ما لن يحدث حتى استقرار سعر صرف الليرة مقابل الدولار، بالإضافة إلى الغزو الروسي لأوكرانيا. والذي أدى إلى النقص الكبير في واردات الحبوب بشكل عام، ومنها ما يتم اعتماده لتغذية الدواجن.

للقراءة أو الاستماع: ارتفاع أسعار بالجملة.. شراكة بين الأدوية والخضار والفواكه

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.