تسبب الغزو الروسي لأوكرانيا بمشكلات اقتصادية كبيرة في العديد من دول العالم، وخاصة تلك الدول التي تعتمد في وارداتها على هاتين الدولتين، ومن أبرز تلك الواردات القمح، حيث تصدر كلا الدولتين،روسيا وأوكرانيا نحو ثلث الإنتاج العالمي من القمح.

وقد وصلت نسبة ارتفاع أسعارالقمح إلى 27 بالمئة منذ بداية العام الحالي، وذلك بالتزامن مع تعطيل شحنات حبوب سلة الخبز في منطقة البحر الأسود، وارتفاع حدة التوترات الجيوسياسية بين روسيا وأوكرانيا، كما أسهمت الحرب في أوكرانيا، بشلل السلسلة الزراعية في تلك المنطقة، بداية من عملية الزراعة، وحتى عمليات الشحن للتصدير، وفق متابعة موقع “الحل نت”.

البنك الدولي يدق ناقوس الخطر

حذر البنك الدولي، يوم أمس، في تقرير لمراقبة التجارة، أن الدول النامية ستواجه نقصا في إمدادات القمح في المدى القريب، بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، وفق تقارير صحفية.

حيث تواجه الدول التي تعتمد واردات القمح فيها على أوكرانيا نقصا ستصل نسبته إلى نحو 40 بالمئة، فيما يشير مراقبون إلى أنه بالمثل فإن الدول التي تعتمد على روسيا في واردات القمح ستواجه نقصا مماثلا.

وفي هذا السياق فقد تراجعت المساحات المزروعة بالقمح في سوريا لهذا العام عن العام الماضي، حيث لا يمكن إحصاء تقديرات إنتاج القمح لهذا الموسم لعدم الوصول إلى مرحلة “التسنبل” بعد، لكن المساحة المزروعة بلغت 1.2 مليون هكتار، وهي أقل من العام الفائت إذ بلغت 1.5 مليون هكتار،حسب متابعة “الحل نت”.

ويتم الاعتماد في محصول القمح على المساحات المروية، ولا يوجد في مساحاتها المزروعة فارق كبير عن العام الماضي، أما البعلية فيوجد انخفاض، حيث بلغت تقديرات الإنتاج العام الماضي نحو 1.9 مليون طن على مستوى كامل سوريا بينما الحاجة تبلغ مليوني طن، لكن ما تم تسليمه كان بحدود 435 ألف طن، 366 ألف للمؤسسة العامة للحبوب أما الباقي فكان من نصيب المؤسسة العامة لإكثار البذار.

إقرأ:ارتفاع أسعار القمح عالميا.. ماذا عن رغيف الخبز بسوريا؟

سوريا في دائرة نقص الخبز

شهدت سوريا في عام 2021 أخفض نسبة لإنتاج القمح منذ خمسين سنة وذلك بسبب الجفاف وارتفاع أسعار المواد والظروف الاقتصادية السيئة، وذلك بحسب ما ورد في تقرير نشرته منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة “الفاو”، نهاية العام الماضي.

كما انخفض إنتاج القمح والشعير بشكل كبير خلال العام 2021، حيث نقص إنتاج القمح بنسبة 63 بالمئة عن إنتاج العام 2020 ليصل إلى 1.05 مليون طن انخفاضا من 2.8 مليون في عام 2020، أما إنتاج الشعير فقد توقف عند حد 10 بالمئة من معدلات الإنتاج خلال عام 2020.

وكانت منظمة “الفاو”، حذرت في تقرير نشر في 16 كانون الأول/ديسمبر الماضي، أن سوريا تمثل جزءا من مشكلة أكبر ألا وهي مشكلة انعدام الأمن الغذائي في الشرق الأوسط، حيث أكد التقرير بأن نحو ثلث السكان في منطقة الشرق الأوسط يعيشون حالة انعدام أمن غذائي، وذلك مع ارتفاع في نسبة الجوع التي وصلت إلى 91.1% خلال العقدين الأخيرين.

وأيضا، تعرض مخزون القمح في سوريا، منذ عام ٢٠١٨، والذي كان يعتبر مخزونا استراتيجيا، إلى نقص شديد، نتيجة انعاكاسات الحرب والسياسات الاقتصادية والزراعية للحكومة، ما انعكس مباشرة على أسعار الخبز، تلاها نقص حاد في انتاج الخبزأدى إلى أزمة عانى منها السوريون، حسب مختصين لموقع “الحل نت”.

وأشار المختصون، إلى أن أزمة القمح والخبز في سوريا، ستتضاعف بشكل كبير جدا، خاصة أن روسيا تزود سوريا بمادتي القمح والشعير بأسعار تفضيلية، ما سيدفع سوريا لاستيراد النقص في القمح بالأسعار العالمية، وهو ما قد ينغكس على سعر رغيف الخبز.

إقرأ:تراجع إنتاج محصول القمح في سوريا

وكان سعر بوشل “مكيال للحبوب” قد ارتفع لأكثر من 5 بالمئة، مع بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، أي لنحو 935 سنت أميريكي، وهو أعلى سعر تم تسجيله منذ العام 2008، حيث أدى الغزو لفرض ضغوط مضاعفة على أسعار القمح.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.