ازدادت وتيرة السرقات في سوريا عامة، لا سيما في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية. وقد شهدت المحافظات الكبرى مؤخرا حالات من نوع جديد من السرقات المتخصصة من قبل العصابات التي تشكلت من أجل ذلك التخصص في الآونة الأخيرة، بدءا من سرقة المعدات الطبية في المراكز الصحية، إلى سرقة الأسلاك الكهربائية والمطاعم والمحلات التجارية، وحتى الأدوات المنزلية مثل أسطوانات الغاز والأجهزة الكهربائية وغيرها.

ويحدث ذلك في وقت تتدهور فيه الأوضاع المعيشية، وتزداد البطالة بين المواطنين السوريين، في ظل ازدياد حالات الفلتان الأمني، وغياب الدوريات الأمنية الحكومية.

عصابة تمتهن سرقة المطاعم

قالت وزارة الداخلية السورية، في بيان نشرتها عبر موقعها الرسمي، يوم الجمعة، بأن قسم شرطة في منطقة دمر بدمشق، ألقى القبض على عصابة تمتهن سرقة المطاعم والمحلات التجارية والمدارس الخاصة في محلة مشروع دمر.

وذكرت وزارة الداخلية حول تفاصيل الحادثة، أنه بعد ورود شكاوى لقسم الشرطة المذكور بحدوث عدة سرقات بفترات متتالية تم التحري والبحث ونصب الكمين اللازم وإلقاء القبض على 7 أشخاص اعترفوا من خلال التحقيق معهم، بقيامهم بسرقة مطاعم في سوق الشام المركزي بمحلة مشروع دمر وسرقة عدة مدارس خاصة.

ووفق بيان الوزارة، تضمنت المسروقات (شاشات، أسطوانات غاز، ألعاب بلي ستيشن، بفلات، ومولدات كهربائية) وذلك عن طريق الكسر والخلع.

وأوضحت الوزارة، أنه من خلال التحقيق معهم اعترفوا بقيامهم بنشل المواطنين بعد مراقبتهم أثناء خروجهم من المصارف التجارية وقيامهم بكسر زجاج السيارات وسرقة مبالغ مالية منها، وتبين بالتدقيق في وضعهم، أن بعض السارقين من أرباب السوابق.

كذلك، كشفت وزارة الداخلية، أمس السبت، عن حادثة سرقة أخرى في منطقة جديدة عرطوز، حيث ألقي القبض على شخصين امتهنا سرقة المنازل والمزارع  ووضع المسروقات بمستودع، وبالتحقيق معهم، تبين أنهم يستغلون فترات انقطاع التيار الكهربائي والساعات المتأخرة من الليل للقيام بأفعالهم.

وفي حادثة أخرى، كشفت وزارة الداخلية السورية قبل أسابيع، عن وقوع سرقة في منطقة برزة بدمشق، حيث ألقت الشرطة بالقبض على شخص يمتهن سرقة العيادات الطبية في أماكن مختلفة من دمشق وريفها.

وحول التفاصيل بينت وزارة الداخلية وقتذاك، “أن شكوى وردت من أحد الأطباء إلى قسم شرطة برزة، حول قيام أشخاص مجهولين بالدخول إلى عيادته وسرقة محتوياتها من أجهزة طبية وبطاريات والهواتف الأرضية وغيرها.

هذا وتتعرض دمشق وغيرها من المحافظات السورية لسرقات عديدة ومتفاوتة، منها سرقة الكابلات الكهربائية والتي ازدادت بشكل كبير خاصة خلال العاصفة المطرية التي ضربت البلاد منذ أسبوع، إضافة إلى المحلات التجارية ومحتويات السيارات بطرق احترافية أو عبر كسر الزجاج، في ظل تقاعس الحكومة عن أداء واجباتها للحد من هذه الظاهرة وحماية ممتلكات المواطنين.

إضافة إلى ذلك، يستغل اللصوص انقطاع الكهرباء ليلا لساعات طويلة، مما يتيح لهم الظروف المناسبة للقيام بأفعالهم، فضلا عن غياب كاميرات المراقبة سواء داخل المؤسسات الحكومية أو في الأحياء والأسواق العامة.

طالما أن الحكومة لا تستطيع وضع حلول واقعية وجذرية لكل هذه الأزمات الاقتصادية والأمنية والاجتماعية التي انتشرت مؤخرا بسبب تدهور الوضع الاقتصادي في البلاد ونتيجة لقرارات الحكومية التي تفقر المواطن بدلا من رفع سوية دخله أو تسهيل الأمور المعيشية اليومية، حتما سيؤدي إلى الاستمرار في زيادة معدل السرقات ولن يتراجع طالما الواقع المعيشي في تراجع مستمر ويعيش 90 بالمئة من الناس تحت خط الفقر وفقا لتقارير أممية.

قد يهمك: ريف دمشق: حادثة خطف مفتعلة من الأم والابن لسرقة الأب

عودة السرقات العائلية

في سياق مواز، أفرزت الحرب السورية حالة من الفوضى وفلتان أمني، إذ انتشرت أساليب عديدة للجرائم الفردية والمنظمة، كل ذلك بهدف مادي وتحصيل المال، ومن أبرز هذه الجرائم؛ عمليات الخطف مقابل الفدية التي ازدادت بشكل ملحوظ، خاصة في الآونة الأخيرة.

وقالت وزارة الداخلية السورية، في بيان لها عبر موقعها الرسمي، يوم أمس، بوقوع حادثة سرقة مصاغا ذهبيا ومبلغا ماليا من محل بحلب، وتبين فيما بعد أنها مفبركة ومفتعلة من قبل أحد أفراد العائلة.

وفي التفاصيل، أوضحت الوزارة في بيانها، “ادعى أحد الأشخاص إلى قسم شرطة ميسلون في حلب بإقدام مجهولين على الدخول إلى محله التجاري وسلب حفيده جهازه الخليوي وسرقة مبلغ مالي ومصاغ ذهبي من ضمن الخزنة الحديدية الموجودة داخل المحل”.

وأضافت وزارة الداخلية، بأنه ومن خلال التحري وتقصي المعلومات دارت الشبهات حول حفيد المدعي، وتم توقيفه وبالتحقيق معه اعترف بإقدامه على سرقة المبلغ المالي، ومصاغ ذهبي وزنه 320 غرام عن طريق كسر وخلع الخزنة الحديدية الموجودة في محل جده بالاتفاق مع شخصين آخرين من أصدقائه، وقيامه بضرب نفسه بواسطة قطعة زجاج لإبعاد الشبهات عنه وفبركة قصة عملية السلب والسرقة، حيث تم إلقاء القبض على صديقيه وبالتحقيق معهما اعترفا بما نسب إليهما.

لم تكن هذه الحادثة المفتعلة، هي الأولى كحالة سرقة، إنما تكررت عمليات السرقة والخطف بشكل كبير خلال العامين الأخيرين، فقبل أسابيع كشفت وزارة الداخلية السورية، عن قيام شاب بالادعاء بأنه تعرض للاختطاف من قبل عصابة مسلحة من أجل سرقة مبلغ 50 مليون ليرة سورية يعود لوالده في منطقة صحنايا بريف دمشق.

وفي التفاصيل، أوضحت الوزارة في بيانها آنذاك، “ادعى شخص إلى مركز شرطة ضاحية 8 آذار بصحنايا في ريف دمشق باختطاف ولده بعد خروجه من عمله واتصاله مع ذويه، وإعلامهم أنه مخطوف من قبل عصابة سيتواصلون معهم من أجل طلب فدية”.

وأضافت الوزارة، بأنه وبعد إبلاغه من قبل ذويه أنهم قدموا بلاغ بذلك عاد في اليوم التالي من تلقاء نفسه وادعى أن عصابة مؤلفة من أربعة أشخاص مسلحين ببنادق حربية، قاموا باختطافه إلى مكان مجهول على طريق المطار، وتعذيبه وسلبه مبلغ 600 ألف ليرة سورية وإجباره على بيع آلة صناعية عائدة لوالده بقيمة خمسين مليون ليرة سورية، بعد تركه في اليوم الثاني على طريق المطار.

وبعد إجراء التحقيقات ومن خلال التدقيق بإفادة المخطوف ومواجهته بالأدلة وادعائه بالتعرض للتعذيب وتلفيقه للرواية، اعترف المخطوف “أن حادثة الخطف ملفقة، وغايتها سرقة قيمة الآلة الصناعية العائدة لوالده”.

هذا وتشير معظم التقارير الإعلامية، إلى أن غالبية حوادث الخطف وجرائم القتل والسرقات، تقع في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية، وذلك لعدة أسباب، منها تدهور الوضع الأمني والاقتصادي، كذلك معظم هذه الحوادث تهدف إلى الحصول على مبالغ مادية، في ظاهرة باتت واضحة، وجديدة في المجتمع السوري، ما يعطي مؤشرا كبيرا على الآثار الاجتماعية والاقتصادية السلبية التي خلفتها الحرب في سوريا.

فضلا عن انتشار المحسوبية والرشوة في المؤسسات الحكومية، حيث يتم الإفراج عن الجناة بعد فترة وجيزة، بعد دفعهم مبالغ مالية للجهات المسؤولة، بهدف تخفيف عقوبته أو الإفراج عنهم، بحسب مصادر محلية خاصة أكدت لـ “الحل نت” في وقت سابق

قد يهمك: شاب يختطف نفسه لسرقة أموال والده.. التفاصيل الكاملة

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.