على مدى السنوات الماضية، أفرزت الحرب السورية حالة من الفوضى وفلتان أمني، إذ انتشرت أساليب عديدة للجرائم الفردية والمنظمة، كل ذلك بهدف مادي وتحصيل المال، ومن أبرز هذه الجرائم؛ عمليات الخطف مقابل الفدية التي ازدادت بشكل ملحوظ، بخاصة في الآونة الأخيرة.

وزارة الداخلية السورية، أعلنت يوم أمس، عبر بيان لها على موقعها الرسمي، عن حادثة خطف في ريف دمشق تبين أنها حادثة مفتعلة من قبل الابن في محاولة منه للنصب على والده.

اختطف نفسه لسرقة والده!

وزارة الداخلية السورية كشفت يوم أمس عن قيام شاب بالادعاء بأنه تعرض للاختطاف من قبل عصابة مسلحة من أجل سرقة مبلغ 50 مليون ليرة سورية يعود لوالده في منطقة صحنايا بريف دمشق.

وفي التفاصيل، أوضحت الوزارة في بيانها، “ادعى شخص إلى مركز شرطة ضاحية 8 آذار بصحنايا في ريف دمشق باختطاف ولده بعد خروجه من عمله واتصاله مع ذويه، وإعلامهم أنه مخطوف من قبل عصابة سيتواصلون معهم من أجل طلب فدية”.

وأضافت الوزارة، بأنه وبعد إبلاغه من قبل ذويه أنهم قدموا بلاغ بذلك عاد في اليوم التالي من تلقاء نفسه وادعى أن عصابة مؤلفة من أربعة أشخاص مسلحين ببنادق حربية، قاموا باختطافه إلى مكان مجهول على طريق المطار، وتعذيبه وسلبه مبلغ 600 ألف ليرة سورية وإجباره على بيع آلة صناعية عائدة لوالده بقيمة خمسين مليون ليرة سورية، بعد تركه في اليوم الثاني على طريق المطار.

وبعد إجراء التحقيقات ومن خلال التدقيق بإفادة المخطوف ومواجهته بالأدلة وادعائه بالتعرض للتعذيب وتلفيقه للرواية، اعترف المخطوف “أن حادثة الخطف ملفقة، وغايتها سرقة قيمة الآلة الصناعية العائدة لوالده”.

قد يهمك: ريف دمشق: حادثة خطف مفتعلة من الأم والابن لسرقة الأب

تزايد حوادث الخطف

تشير معظم التقارير الإعلامية، إلى أن غالبية حوادث الخطف وجرائم القتل والسرقات، تقع في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية، وذلك لعدة أسباب، منها تدهور الوضع الأمني والاقتصادي، وسط إهمال من قبل الحكومة السورية.

فضلا عن انتشار المحسوبية والرشوة في المؤسسات الحكومية، حيث يتم الإفراج عن الجناة بعد فترة وجيزة، بعد دفعهم مبالغ مالية للجهات المسؤولة، بهدف تخفيف عقوبته أو الإفراج عنهم، بحسب مصادر محلية خاصة لـ “الحل نت”.

عادت عمليات الاختطاف إلى الواجهة من جديد في سوريا خلال هذه الفترة، لا سيما بعد حادثة خطف الطفل فواز القطيفان في محافظة درعا.

وقبل نحو عشرة أيام، تم تحرير شاب كان مختطف من محافظة حماة، وطالب خاطفوه بفدية قدرها 100 مليون ليرة سورية، أي نحو 30 ألف دولار، وتبين فيما بعد أن أفراد العصابة هم عبارة عن فتاة بالإضافة إلى شابين آخرين يعملون معها، وكانت مهمتهم استلام الفدية، بحسب بيان وزارة الداخلية السورية.

كذلك كانت وزارة الداخلية السورية قالت في الـ12 من الشهر الجاري، إن مواطنا جاء إلى مركز شرطة أشرفية صحنايا بريف دمشق قبل مدة، وادعى أن ابنه تغيب عن المنزل، بعد ذهابه للعمل في دمشق، ليتصل به شخص في وقت لاحق، ليخبره أنه قام بخطف ولده، ونقله إلى محافظة ثانية، طالبا فدية مقدارها 100 ألف دولار أميركي، أو سيتم قطع رأس ولده.

وأوضحت الوزارة، أن مركز الشرطة المعنيين قام بالتحري والبحث عن الفاعلين، وبعد أيام من ادعاء الأب، عاد الأب إلى المركز ليخبر الشرطة أنه تمكن من تحرير ولده بعد قيامه بدفع فدية قيمتها 100 مليون ليرة سورية، عن طريق وسيط.

وأكدت الوزارة، أنه بعد إجراء التحقيقات، والتدقيق بإفادة الولد حول اختطافه، وادعائه بالتعرض للتعذيب، والمقاطع التي أرسلت لوالده، وبعد عرضه على الطبيب الشرعي أكد الأخير أنه لا توجد أي آثار للضرب على جسده، ما أثار الشكوك حول روايته.

وبعد مواجهته بالأدلة، اعترف أن حادثة الخطف مفتعلة، بالاتفاق مع والدته، حيث خططا للاستيلاء على أموال والده، بسبب خلافات عائلية، والاتفاق مع الوسيط، الذي نقل الولد إلى محافظة أخرى، وقام بإرسال الرسائل للأب، ومن ثم استلام مبلغ الفدية.

هذا فقد باتت سوريا تشهد فوضى كبيرة بعدما باتت بيئة خصبة للجرائم والحوادث المختلفة، دون وجود دور حقيقي للحكومة السورية وأجهزتها الأمنية والقضائية لكبح هذه الفوضى وإرساء الأمن والاستقرار في البلاد.

قد يهمك: من أجل 100 مليون.. فتاة تخطف شابا في حماة

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.