قالوا لها: “أنتِ امرأة متوحشة وخطيرة”، فرَدّت: “أنا أقول الحقيقة. والحقيقة متوحّشة وخطيرة”.

في مثل هذا اليوم قبل عام، توقّف نبض الكاتبة المصرية الشهيرة نوال السعداوي عن عمر ناهز الـ 90 عاما بعد معاناتها مع مشاكل صحية.

وبمناسبة الذكرى الأولى لرحيلها، سنورد لكم نبذة عن سيرة وحياة نوال السعداوي، التي تعد من أبرز الناشطات النسويات في العالم العربي طيلة فترة حياتها.

وُلدَت السعداوي في 27 تشرين الأول/ أكتوبر 1931 بقرية خارج القاهرة، وهي كاتبة وروائية وطبيبَة مصريّة، تعد من أشهر الكاتبات العربيات، ونادت طيلة حياتها لـ “تحرير المرأة من قيودها” عبر مؤلّفاتها العديدة.

إضافة إلى كونها مدافعة عن حقوق المرأة، هي مدافعة عن حقوق الإنسان أيضا، ناهيك عن كونها من أبرز من جهر بالعصيان لما وصفته بـ “المجتمع الذكوري” في العديد من كتبها.

تناولت الأديبة المصرية المرأة في عدّة مجالات وزوايا، منها وضعها في الإسلام، إضافة إلى محاربتها لظاهرة “ختان الإناث” التي تنتشر بفي العديد من الدول العربية وغير العربية، وكتبت روايتها الأولى وهي لم تتجاوز الـ 13 من عمرها.

قصة نوال السعداوي مع “ختان الإناث”

كان والد نوال السعداوي موظفا حكوميا صاحب دخل محدود، بينما كانت والدتها تنتمي لعائلة ثرية. حاولت أسرتها تزويجها في عمر العاشرة، لكنها حين رفضت، وقفت والدتها في صفها.

شجعها أبواها على التعليم، لكنها أدركت منذ سن مبكرة أن البنات كُن يحظين بتقدير أقل من البنين، لحسب قولها في عدد من مؤلفاتها.

ووصفت السعداوي فورة غضبها حين قالت لها جدتها ذات يوم إن “الولد يساوي 15 بنتا. البنات آفة”.

ومن بين تجارب طفولتها التي وثقتها السعداوي بوضوح، كان خضوعها لعملية ختان في عمر السادسة.

للقراءة أو الاستماع: لماذا تتمنى المرأة أن تكون رجلاً؟

وتناولت تلك الظاهرة في كتابها “الوجه العاري للمرأة العربية”، وأبرزَت خضوعها للجراحة المؤلمة على أرضية الحمام بينما وقفت والدتها إلى جوارها، ووصفت ظاهرة “الختان’ بأنها “أداة لقمع النساء”.

وتخرجت نوال السعداوي من كلية الطب بجامعة القاهرة عام 1955، وعملت كطبيبة، ثم تخصصت في الطب النفسي، لكنها فقدت وظيفتها في وزارة الصحة المصرية عام 1972 بسبب كتابها “المرأة والجنس” الذي هاجمت فيه تشويه الأعضاء الجنسية للمرأة.

قمع وجوائز

إضافة إلى فقدان الوظيفة، أُُغلقت مجلة “الصحة” في عام 1973 التي أسستها السعداوي قبل ذلك بسنوات. غير أن نوال لم تتوقف عن التعبير عن آرائها بكل جرأة.

وفي أيلول/ سبتمبر 1981 أودعت السعداوي السجن ضمن حملة اعتقالات طالت معارضي الرئيس المصري آنذاك أنور السادات.

أثناء سجنها، كتبت نوال السعداوي مذكراتها باستخدام مناشف ورقية وقلم لرسم الحواجب هربته إليها عاملة جنس سجينة، على حد قولها.

للقراءة أو الاستماع: “نوال السعداوي” تحكي كيف تمرّدت “مي زيادة” على “شهرزاد”

واختارت مجلة “تايم” الأميركية، نوال السعداوى لغلاف عام 1981، وهو العام الذى تم اعتقالها فيه، وقالت المجلة إنه بالنسبة للسعداوى كان السجن ميلادا جديدا، فقد عزز نشر كتابها “النساء والجنس” سمعتها كشخصية لا تخاف وكاتبة فى شؤون المرأة فى مصر.

كما اختارتها ذات المجلة فى عدد آذار/ مارس 2020، ضمن أهم 100 امرأة فى العالم على مدار القرن الماضى، بمناسبة اليوم العالمى للمرأة حينها.

وحازت السعداوي على جائزة الشمال والجنوب من مجلس أوروبا. وفازت بجائزة إينانا الدولية من بلجيكا في 2005، فضلا عن جائزة شون ماكبرايد للسلام من المكتب الدولي للسلام في سويسرا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.