“مشكلة إيقاف قيد الكيملك من الممكن أن تصل حد الترحيل إن بقي القيد واقفا وصدر قرار بذلك” كان ذلك إجابة من المحامي السوري، رامي الكسم لـ “الحل نت” على التبعات القانونية التي قد يتأثر بها قسم كبير من السوريين في تركيا نتيجة إيقاف قيد وثائق “الكيملك” التي يحملونها.

بالأمس، رسالة وصلت لعدد كبير من السوريين، جاء فيها أنه “تم إلغاء تسجيل الحماية المؤقتة الخاص بك، حيث تم تحديده في تحقيق العنوان الذي أجرته الشرطة التركية أنك لم تعيش في العنوان الذي أعلنته ولم تقدم معلومات عنوانك الحالي خلال فترة محددة” تفاجئ آلاف السوريين بإيقاف قيود وثائق “الكيملك” التي يحملونها في عموم تركيا.

وحسب متابعات مراسل الحل نت في تركيا، فقد وصلت ذات الرسائل للاجئين سوريين كانوا قد ثبتوا عناوينهم في أوقات سابقة ما شكل قلقا لهم حول أوضاعهم القانونية في البلاد.

تبعات قانونية مقلقة

أثارت هذه الرسائل تخوف وقلق السوريين ممن تأثر بهذه المشكلة مؤخرا ما سينتج عنها من آثار قانونية في الوقت الذي لا يجد الكثير من السوريين حلولا مجدية أمامهم لأسباب كثير تجعلهم غير قادرين على تثبيت عناوين إقاماتهم.

وحول ذلك، يقول المحامي السوري رامي الكسم لـ “الحل نت”: إن “المشكلة تظهر عندما يتم إيقاف قيد الكيملك، أن حامل الكيملك مثلا لا يمكنه تحديث بياناته ولا يتم استقباله في المراكز الصحية ومن الممكن أن يتم ترحيله في حال صدر قرار ترحيل”.

ويضيف، أن إبطال قيد الكيملك يختلف عن إيقافه، حيث أن الإبطال يحصل في حالات معينة مثل العودة الطوعية إلى سوريا أو الذهاب إلى بلد ثالث أو طلب إبطال القيد من الشخص ذاته، أما إيقاف القيد غالبا ما يكون مؤقتا ويمكن تفعيله في حال إبراز سند الإقامة عند مراجعة النفوس أو عبر رفع دعوى إدارية.

وفي سؤال مراسل الحل نت للكسم عما إذا ستصل مشكلة إيقاف قيد الكيملك لحد الترحيل في المستقبل، يجيب، أنه من الممكن أن تصل للترحيل في حال بقي قيد الكيملك واقفا وصدر قرار ترحيل بشأن ذلك.

ورغم التطمينات التي يتداولها سوريون في تركيا تعليقا على قضية “إيقاف قيد وثائق الكيملك” إلا أن هناك من ينتابه القلق إزاء هذه المشكلة خصوصا أن الإجراءات تأخذ وقتا طويلا من جهة ويواجه العديد من السوريين صعوبات بسبب قيد عناوينهم من جهة أخرى.

للقراءة أو الاستماع: ما تحتاجه لإصلاح وضعك القانوني في تركيا.. إجراءات لازمة في عام 2022

لا أسباب واضحة

تعليقا على الموضوع، يقول الصحفي عبد الله سليمان أوغلو لـ “الحل نت”: “لا أحد بالضبط يعرف الأسباب الكامنة وراء إيقاف الكيملك، حسب المعطيات الموجودة، فإن عدم تثبيت العناوين أو عدم التحقق من وجود الأشخاص في عناوينهم، ولكن هناك حالات كثيرة وصلتها رسائل لإبطال الكيملك رغم عدم وجود إقامة مؤقتة أصلا أو حاصلين على الجنسية التركية بموجب إقامة سياحية، وهذا ما يطرح إشارات استفهام كثيرة دون وجود إجابات من الجهات الرسمية”.

ويضيف، أن الموضوع ترك أثرا سلبيا لدى جميع السوريين وولد قلقا من تغير في السياسة التركية كما طرح أسئلة مشروعة، هل هي بداية تحول في السياسة التركية اتجاه السوريين الموجودين في تركيا؟ هل هي بداية إلغاء للحماية المؤقتة وإجبار السوريين على العودة قسرا؟”.

ويكمل الصحفي، أنه طالما لا توجد إجابات شافية من جهة رسمية توضح ما حصل ستزداد طرح هذه التساؤلات وتولد مزيدا من الخوف والقلق.

وفي توضيح من مديرية الهجرة التركية صدر، مساء اليوم الخميس، ونقلته اللجنة السورية التركية المشتركة، جاء فيه، أنه لا داعي للقلق لمن وصلته رسائل حول إيقاف قيد وثائق الكيملك، حيث أنه لن يتم إبطال قيد الكيملك لأي شخص يقوم بتحديث بياناته وتثبيت عنوان سكنه، ولمن تم تجميد بطاقة الكيملك الخاصة به سيتم تفعيلها بعد تحديث بياناته مباشرة.

اقرأ أيضا: أزمة جديدة تزيد عبء اللاجئين السوريين في تركيا

فوضى أم إجراء مقصود

اعتبر متابعون، أن إجراء إيقاف قيود وثائق الكيملك هو تعسفي ومقصود بحق اللاجئين السوريين في تركيا، داعين وزارة الداخلية التركية إلى النظر في هذه المشكلة.

وحسب توضيح مديرية الهجرة التركية، على موقعها الرسمي، فإن السبب الذي تم بموجبه إلغاء قيد الكيملك للعديد من السوريين هو عدم وجود الأشخاص المسجلين لعناوينهم في ذات العناوين خلال تحقق الشرطة عن ذلك.

وجاء في التوضيح، أن كل من توقف قيد “الكيملك” لديه، يجب عليه تحديث معلومات عنوانه من جديد وبالتالي سيتم تنشيط تسجيل وثيقة الكيملك لديه مرة أخرى.

ووفق ما رصده مراسل الحل نت في تركيا، فقد وصلت ذات الرسائل لأشخاص حاصلين أصلا على الجنسية التركية فيما يبدو أن هناك فوضى واضحة بخصوص ملف “تثبيت عناوين النفوس للسوريين في تركيا”.

وفي محاولات لحل هذه المشكلة، يدعو ناشطون سوريون في تركيا، أولئك الذين وصلتهم الرسائل إلى التأكد من تقييد عناوينهم في كل من مديرية الهجرة ومديرية النفوس ففي حال كان هناك تتطابق فلا يجب على الشخص اتخاذ أي إجراء، أما في حال عدم التطابق فعليه تثبيت العنوان في مديرية النفوس من ثم تحديث البيانات لدى مديرية الهجرة.

ومع تعرض آلاف السوريين لنفس المشكلة وتلقيهم ذات الرسالة، لا يزال قسم كبير منهم لا يعرف ما هي الإجراءات التي عليهم إنجازها في الوقت الذي تواجههم مشاكل أبرزها طول أمد حجز المواعيد وتحديث بياناتهم.

قد يهمك: دون الاستعانة بالسماسرة.. طريقة استخراج إذن السفر في تركيا

الجدير بالذكر أن العديد من السوريين المتأثرين بهذه المشكلة بات عليهم أن يحجزوا مواعيد من أجل تحديث عناوين الإقامة من جهة وتحديث بياناتهم من جهة أخرى، وعادة ما يستغرق الأمر ما يقارب شهرين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.